تغذية ورعاية عجول البتلو ودورها فى زيادة إنتاج اللحم

إعداد: د/ابتهاج أبوالعنين-قسم تغذية الحيوان- معهد بحوث الإنتاج الحيواني

-------------------

إن العديد من العلماء (علماء التغذية) قد بينوا انه ليس هناك أي بديل للبروتين الحيواني فى غذاء الإنسان. ووجود مصادر البروتين الحيواني فى الغذاء له أهميته لما له من علاقة فى النمو وصحة الإنسان.

وبما أن اللحوم تعتبر من المصادر الأساسية للبروتين الحيواني فإن مسألة توفير اللحوم بما يكفى احتياجات الناس أصبحت محور الجهود التي تبذلها الدول فى هذا المجال.

** ذبح عجول البتلو:

فيعتبر ذبح عجول البتلو خسارة كبيرة للاقتصاد القومي لأنها تقودنا إلى استيراد اللحوم من الخارج لسد الاحتياجات المحلية للإنسان فى مصر. مما يخسرنا عملات أجنبية بالإضافة إلي الأمراض التى تنتقل عبر هذه اللحوم المستوردة. مثل جنون البقر والحمى القلاعية وغيرها.

أما إذا تم تسمين العجول حتى تصل الي وزن من 400-500كجم بدلا" من 150- 200كجم فبذلك نزيد من الكمية المتاحة والمنتجة محليا" من اللحوم الحمراء بمقدار اكثر من الضعف بالإضافة الي تقليل أسعار اللحوم تبعا" لنظرية العرض والطلب.

ولكن قبل أن نتعرض للتسمين يجب أن نعرف أولا" ما هو البتلو.

البتلو: هو العجول التي تذبح فى عمر مبكر وذلك تخلصا" من التكاليف الباهظة لتنشئتها على اللبن الكامل إذ أن العجل يحتاج الي كمية من اللبن الكامل خلال فترة رضاعته تبلغ فى المتوسط نحو 25% من اللبن الذي تنتجه الأم ويحتاجه الفلاح تحت ضغط ظروفه الإقتصادية الحرجة حيث الإنتفاع بثمن هذه الكمية الكبيرة من اللبن فضلا" عن المبلغ الذي يحصل عليه من بيع العجل البتلو الرضيع. مما يسبب خسارة فادحة من نقص عدد العجول المتاحة للتلقيح (الإناث) فضلا" عن القضاء على مورد كبير للحوم الحمراء مما يحمل الدولة أعباء مالية كبيرة بالعملات الأجنبية لإستيرادها محاولة سد العجز فى إنتاجها.

 ويجب أن يوضع فى الاعتبار إن اللحوم الناتجة من تسمين العجول تكون ذات قيمة غذائية مرتفعة تصل الي نحو 1.7 مرة قدر القيمة الغذائية للحم العجول البتلو الرضيعة.

إنتاج البتلو Veal Production

إنتاج البتلو من اكثر نظم الإنتاج المكثف والمتخصص شيوعا" حيث يتم رعاية العجول بصورة منفردة على مستويات من الوجبات السائلة حتى عمر 12 أسبوع على الأقل وقد تطول هذه الفترة أو يتم تغذية العجول على المواد المركزة والدريس بجانب التغذية اللبنية كما في بعض الدول.

ð  العجول التي تستخدم لإنتاج  البتلو لا يتم خصيها. كما يفضل عادة السلالات التي تنتج عجول ذات وزن ميلاد كبير وارتفاع نسبة العظام الي العضلات (ويفضل سلالة الفريزيان مثلا").

ð  أهم هدف يجب الوصول إليه هو ألا يقل الوزن الحي للعجول عند الذبح عن 130-150 كجم وسرعة الوصول إليه. وذلك لأن نسبة التصافي في عجول الفريزيان مثلا"60-62% والكفاءة التحويلية تقدر بنحو 1.2-1.3كجم DM /كجم زيادة وزنية.

ð  ولإنتاج أفضل نوعية من البتلو فيجب استخدام بدائل اللبن عالية الدهن حيث يكون هضم الدهون عالي فى هذه المرحلة لوجود إنزيم pregastric esterase في اللعاب, وإنزيم الليبيز من البنكرياس.

ð  يجب أن يكون بديل اللبن المعطى للعجول الصغيرة يكون جيد ويمكن أن يكِون الخثرة تماما" في الأنفحة  ويمكن التأكد من ذلك: بإضافة 0.2مًٍِل إنزيم رنين تجارى على 100مل من بديل اللبن في درجة حرارة37 5م فالمسحوق عالي الجودة يجب أن تتكون الخثرة في صورة ثابتة خلال 3-4 دقيقة, بينما المسحوق الرديء سوف تتكون الخثرة في صورة هشة ضعيفة في فترة زمنية أطول.

ð  يجب تجنب عملية التغذية الفائقة للعجول المشتراه عند دخولها الي القطيع وإذا كانت العجول ظمآنة فيقدم لها محلول جلوكوز 3-5%. أما إذا كان هناك حالة إسهال لإحدى العجول لا يعطى لها محلول الجلوكوز بل تعطى محلول ملحي أو محلول بيكربونات صوديوم. وعندما تتحسن حالة البراز إلي الحالة الطبيعية تعطى محلول الجلوكوز 3-5%.

ð  يجب تدفئة اللبن الطازج عند إعطائه للعجل على درجة حرارة 36-38 5م . وفى حالة استخدام بديل اللبن الجيد يجب أن تقل درجة حرارته عن ذلك قليلا".

ð     يجب أن تكون التغذية في مواعيد منتظمة- واستخدام أدوات نظيفة ومعقمة عند كل وجبة.

ð  يجب عزل العجول المشتراه عند عمر أقل من 3 أسابيع. وإذا ظهرت حالات إسهال فيمكن إجراء اختبار سهل على دم العجول وذلك بغرض التأكد من حصوله على السرسوب بعد الولادة ويعتمد هذا الاختبار على وجود مركب (جاما جلوبيولين) والذي يلازمه الأجسام المضادة في سيرم العجول الصغيرة ويجرى الاختبار كالتالي:  5 مل محلول يحتوى على 250 مجم كبريتات زنك/لترZnSO4.7H2O  تضاف إلي 0.1 مل سيرم عجل في 1مل ماء مقطر. وعند حدوث تعكير ملحوظ متبوعا" برواسب تصل الي أقصاها عند زمن ساعة. يدل ذلك على حصول العجل على لبن السرسوب وان ظل المحلول رائقا" تماما" دل ذلك على عدم تناول العجل للبن السرسوب.

ð     توفير قوالب الأملاح أمام العجول لتلعقها مع تنظيف أفواهها عقب الرضاعة.

ð     توفير مياه نظيفة للشرب.

ð  المساكن تكون جيدة التهوية – خالية من الرطوبة وتطلى جدرانها بالجير وتفرش الأرضية بالقش، وتكون المساحات مناسبة لعدد العجول. ويكون العنبر عموديا" على اتجاه الرياح كما يكون الضلع الطولي من العنبر من الشمال للجنوب وذلك لدخول أشعة الشمس للعنبر.

وعموما" فإن تغذية العجول سواء لإنتاج البتلو أو تسمينها للوصول بها إلى وزن التسويق النهائي الذي قد يصل إلي 400-500 كجم فيجب اتباع الآتي:

1)     تغذية ورعاية العجول من الولادة وحتى الفطام :

تتم العناية بالحيوانات الرضيعة بعد الولادة مباشرة عن طريق :

1-    تسجيل النتاج وترقيمها:

 ويتم الترقيم للعجول بعد الميلاد مباشرة ليسهل إجراء عمليات التسجيل لبيانات العجل مثل الوزن الدوري وقياس معدل النمو للعجول.

ويتم إما   أ- بالترقيم على القرون أو الحوافر.

          ب- الوشم داخل صوان الأذن.

          ج- بالعلامات المعدنية فى الأذن أو السلاسل المعدنية ذات الأرقام حول الرقبة.

 وغيرها من الطرق.

2-    تطبيق نظام رضاعة سليم:

أ‌-   رضاعة السرسوب: السرسوب هو عبارة عن الإفرازات التي تنتجها الغدد اللبنية بالضرع خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة . ويسمى بالمسمار أو اللبأ. وهو يختلف فى تركيبه عن اللبن العادي حيث يتميز بارتفاع الأجسام المناعية التي تقي العجل من كثير من الأمراض فى تلك الفترة من العمر. وتبلغ نسبة البروتين فى السرسوب نحو 15%.

وقد تلاحظ أن العجول التي لا تعطى الفرصة الكافية لرضاعة السرسوب بالقدر المناسب تزيد فيها نسبة النفوق وقد تصل إلي 50% والذي يعيش .. كثير منها  ما يصاب بإضطرابات هضمية وتكون ضعيفة النمو ومعرضة لمهاجمة الأمراض.

ويمكن أن يتم اختبار سهل على دم العجول وذلك بغرض التأكد من حصوله على السرسوب بعد الولادة فى حالة شراء العجول من السوق. ويعتمد هذا الإختبار على وجود مركب (جاما جلوبيولين) والذي يلازمه الأجسام المضادة فى سيرم العجول الصغيرة. ويجرى الاختبار كالتالي:

5مل محلول يحتوى على 250مجم كبريتات زنك/لتر ZnSO4.7H2O تضاف إلي (0.1 مل سيرم عجل فى 1 مل ماء مقطر).

وعند حدوث تعكير ملحوظ متبوعا" برواسب تصل إلي أقصاها بعد ساعة يدل ذلك على حصول العجل على لبن السرسوب وإن ظل المحلول رائقا" تماما" دل ذلك على عدم تناول العجل للبن السرسوب.

ب‌-   الرضاعة على اللبن:

1 -  الرضاعة الطبيعية: وهى النظام الشائع فى تغذية العجول بالريف المصري وفيها يترك العجل بعد ولادته ليرضع أمه مباشرة فيحصل على السرسوب ثم اللبن. حيث يحصل العجل على كفايته من اللبن ثم يقوم الفلاح بحلب المتبقي فى الحلمات وذلك خلال الشهر الأول من عمره ثم الشهر الثاني يرضع حلمتين من الضرع والشهر الثالث يرضع حلمة واحدة ويفطم العجل بعدها ويبعد عن أمه وخلال الرضاعة يجب تقديم البرسيم للعجل أو الدريس للتعود.

ومن مميزات هذه الطريقة: سهوله وقلة التكاليف – النظافة وقلة الاضطرابات الهضمية.

وعيوبها:

-  عدم معرفة كمية اللبن الناتج من الأم ومدى كفاية اللبن للعجول التي ترضعه.

- انتقال الأمراض من الأم إلي العجل مثل الحمى القلاعية- التهاب الضرع وغيرها.

- إصابة الضرع بالتشوهات أحيانا".

2- الرضاعة الصناعية:

وفى هذا النوع من الرضاعة يتناول العجل ما يحتاجه من اللبن بإستعمال الجرادل أو البزازات.

وهذه الوسيلة تعتبر وسيلة من وسائل ربح المربى حيث اللبن الزائد عن حاجة العجول يباع أو كل كميات اللبن فى حالة استخدام بديل اللبن فى رضاعة العجول.

والعجول تأخذ مقرراتها حسب الوزن ، فيأخذ العجل من 8-10% من وزنه لبن كامل.ويجب أن يكون هناك تغذية جانبية للعجول الرضيعة ابتداء" من الأسبوع الثالث فيتم تقديم البرسيم أو الدريس وعليقة مركزة ناعمة وهى ما يسمى بالبادئ .

ونظام التغذية الجانبية أثناء الرضاعة يؤدى إلى رفع النمو فى العجول إلى أقصى حد فى حدود كفاءتها الوراثية.

وهناك بعض الاحتياطات التي تتبع فى تنشئة العجول: لكي نصل بالعجول إلي أقصى كفاءة إنتاجية من حيث النمو وصحة سليمة.

أ‌)       إعطاء العجل كمية اللبن المناسبة فى أوقات ثابتة حتى لايقل نموها أو يحدث اضطرابات هضمية لها .

ب‌) الحرص على أن يكون اللبن نظيف ذو حرارة ملائمة مقاربة لدرجة حرارة الجسم لكي لا يحدث مشاكل صحية للعجول.

ت‌) البدء فى التغذية الإضافية فى العمر المناسب كما يجب أن تكون المواد المركزة المقدمة سهلة الهضم ذات قيمة غذائية مرتفعة وأن يكون البرسيم المقدم غير مندى وأن يكون الدريس قليل الألياف وكثير الأوراق وجيد الصنع.

ث‌) توفير الماء النظيف والأملاح المعدنية للعجول في صورة قوالب الملح لتلعقها العجول حسب الرغبة كلما تقدمت فى العمر تحتاج لها أكثر.

ج‌)    إعطاء العجول جرعات مضادة للديدان الكبدية.

ح‌)    رش العجول بمحلول مطهر لإبادة الطفيليات الخارجية.

خ‌)    تحصين العجول ضد الطاعون والتسمم الدموي.

د‌)      نظافة الحظائر ووضع فرشة من قش الأرز بالأرضية.

ذ‌)      تقديم العليقة مرتين يوميا" .

ر‌)     وزن العجول مرة كل أسبوعين لمعرفة معدل نموها اليومي.

ز‌)     يفضل التأمين على العجول التسمين ضمن نظام صندوق التأمين على الماشية.

س‌) الاهتمام بترييض العجول وتترك طول النهار في أحواش مظلله مما يقلل الإصابة بحالات الكساح أو لين العظام.

2) تسمين العجول بعد الفطام وحتى وزن التسويق:

عند تسمين العجول بعد الفطام تتكون الزيادة الوزنية من 37% مادة جافة بالإضافة إلي 63% ماء.وتتكون المادة الجافة من 50% دهن و50% لحم.

أما عند تسمين العجول الكبيرة (الكاملة النمو) تكون الزيادة الوزنية من 52% مادة جافة بالإضافة الى48% ماء, والمادة الجافة  تتكون من 90% دهن ,10% لحم

الاحتياجات الغذائية الكلية للحيوانات:

عبارة عن:  احتياجات حافظة + احتياجات إنتاجية

الاحتياجات الحافظة لكل 100 كجم وزن حي تحتاج الى0.58 كجم م.ن. + 50جم بروتين مهضوم. وذلك للأبقار طبقا" لمقررات غنيم.أما الجاموس فيحتاج إلي 0.51 كجم م.ن. + 50جم بروتين مهضوم.

أما الاحتياجات الإنتاجية:

فكل 1 كجم زيادة وزنية في عجل وزن 100كجم يلزمه 3كجم م.ن.

وكل 1 كجم زيادة وزنية في عجل وزن 200كجم يلزمه 4كجم م.ن.

وكل 1 كجم زيادة وزنية في عجل وزن 400كجم يلزمه 6كجم م.ن.

ولحساب معدل الزيادة الوزنية للعجول خلال فترة التسمين:

نزن الحيوان وهو صائم في أول فترة التسمين ونطرحه من وزن الحيوان المراد الوصول إليه في نهاية فترة التسمين ثم يتم القسمة على فترة التسمين بالأيام.

يفضل حساب الاحتياجات أسبوعيا"أو كل أسبوعين.

وهناك نظم مختلفة للتسمين:

- تسمين على البرسيم بمفرده.

- أو تسمين على البرسيم شتاءا" و العليقة الجافة صيفا:

- أو التسمين السريع على العليقة الجافة لمدة 4-5 شهور للعجول وزن 200-250 كجم.

ثم يتم التسوية النهائية للحيوان فى جميع النظم السابقة.