أنت تعلم جيدا أن للأصابع بصمة، و للعين بصمة، و للصوت بصمة و أن تلك البصمات لا يمكن أن تتطابق لدى الأشخاص المختلفين فكل إنسان منفرد ببصماته .. و لكن هل تعلم ان للعقل أيضا بصمة؟ .. فكما ان بصمة الأصابع تعبر عن شخصية فردية و مختلفة فأن ايضا "بصمة العقل" تعبر عن فكر مختلف يتضح فى الرؤية، و المنهج. ف «بصمة العقل» كالأشعة تظهر كيف نفكر، و نشعر، و نتصرف.
تتداخل عدة عوامل ومقومات بيئية ومعرفية و إجتماعية وعمرية تتشابك فيما بينها لتشكل بصمة العقل التى يتميز بها كل إنسان عن آخر و تحدد شخصية الانسان و سلوكياته الدائمة والمؤقتة. و عندما تنظر الى العقل البشرى و ما فعله من اختراعات و انجازات وابداعات و صناعات تعرف جيدا أن وراء ذلك خالق عظيم.
و لحكمة ما فقد خلقنا الله مختلفين .. قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة الحجرات الآية (13)
كما قال الله تعالى فى سورة هود : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (118)
فكل منا مختلف عن الآخر و ما يناسبك قد لا يناسب غيرك فكل منا لديه ميول و طبيعة مختلفة.. فلن تجد إثنين يفكران بنفس الاسلوب و مهما اتفق اثنان فلا بد أن تجدهما إختلفا في نقطة ما. فسبحان الله الذى خلق كل إنسان متفرداً ببصمة مما لا يشترك معه فيها أى إنسان آخر فى مكان آخر أو زمان آخر. و عليك ان تكتشف نفسك وما يلائمك لتحقق النجاح و التميز.. و المطلوب هو المحافظة على اختلافنا و تفردنا و تقبل كل منا لأختلافه و أن يكون اختلافنا دافعا للتعاون والتقارب وليس سببا للتصادم و التشاحن.
فتذكر جيدا أثناء إختلافك مع شخص آخر انه ليس عليك أن تنفعل ولا يعنى اختلافه معك أنه عدوك. فلكل شخص معتقداته و قناعاته و من الطبيعى أن لا تصلا إلى نقطة إتفاق . فلكل شخص الحق فى أن يعبر عن رأيه بصراحة وأن يختلف وأن يتفق دون ان يسيء الي الآخر فهناك ظوابط أخلاقية يجب علينا اتباعها.
و تذكر أن المسألة كلها ما هى الا وجة نظر ... أو "بصمة العقل".
ساحة النقاش