إذا كنت مثلي تتلقى في مختلف ساعات اليوم العشرات من رسائل البريد الإلكتروني الهامة التي تحتاج الى إنتباهك فقط أحيانا و الى رد كتابي قد يكون طويل للغاية في معظم الأوقات, و إذا ما كنت تعتمد على البريد الإلكتروني فعليا كأداة لإنجاز العديد من أعمالك عبر مراسلات هامة فلابد أنك قد واجهت – في أحسن الأحوال – أو لازلت تواجه على الأرجح مشكلة كبيرة في الطريقة المثلى لتلقي, إدارة و إجابة هذة الرسائل الإلكترونية اليومية.
و دعني أفترض كذلك أن هناك الكثيرون ممن يشعرون في أحيان كثيرة بأن الإستقبال الفوري لرسائل البريد الإلكتروني سواء عبر ترك نافذة البريد الإلكتروني في المتصفح مفتوحة بشكل دائم أو عبر خدمات الدفع اللحظي لرسائل البريد الإلكتروني الى الهاتف مثل خدمات الPush Notifications و خدمات البلاك بيري يشكل عاملا مشتتا للإنتباه عن القيام بمهام محددة في وقت محدد, فأنت تحاول التركيز على القيام بعمل محدد مثل كتابة مستندات هامة أو غيرها من الأعمال و ما أن تصلك رسالة إلكترونية إلا و تجد نفسك مضطرا و مدفوعا بقوة خفية الى قراءة الرسالة و من ثم التفكير في محتواه إن استلزم الأمر و ربما من بعد ذلك الرد عليها قبل أن تحاول العودة من جديد الى ما كنت تقوم به و ما هي إلا عدة دقائق و يتكرر التسلسل ذاته للأحداث ناهيك عن تداخل كل ذلك مع وصول بعض رسائل البريد المزعج الى بريدك الإلكتروني.
من يواجه هذة المشكلة لا شك و أنه سيبدأ في البحث عن حل - و نحن لا نتحدث هنا مطلقا عن التخلص كليا من البريد الإلكتروني الذي أظنه أحد أفضل اختراعات البشرية خلال القرن الماضي - لتنظيم التعامل مع البريد الإلكتروني بما يسمح بالتركيز على القيام بالأعمال المختلفة و كذلك التركيز في الرد على المراسلات الهامة. و بواقع التجربة الشخصية فقد توصلت الى حلول متنوعة لهذا الغرض أتنقل بينها وفقا لما تقتضيه الظروف و ربما تساعد هذة الحلول بعض من يعانون من المشكلة ذاتها:
بداية, لا تترك نافذة البريد الإلكتروني في المتصفح مفتوحة دائما, فمهما فعلت لن تتمكن من كبح جماح رغبتك في تفقدها كل عدة دقائق بسبب و بدون سبب
الخيار الأول, قم بتحديد أوقات معينة لتفقد البريد الإلكتروني و الرد على جميع رسائلك بتركيز كامل و لتكن مرة في بداية اليوم و مرة في نهايته على سبيل المثال أو حسبما تقتضي طبيعة عملك
البديل الآخر, و هو أقل حدة من سابقه و لكنه سيسهم كذلك في تنظيم التعامل مع البريد الإلكتروني و هو أن تقوم بتفقد بريدك الإلكتروني مع بداية و نهاية تصفحك للإنترنت فبدلا من ترك نافذة البريد الإلكتروني مفتوحة دائما فإنك تتفقده فقط قبل أن تبدأ استخدام المتصفح و قبل أن تغلق المتصفح و بين المرتين تتفرغ لما تريد أن تقوم به
الإقتراح الأخير, و في الواقع فهذا ما أميل الى تطبيقه في معظم الأحيان - و إن كنت أتنقل بين الحلول الأخرى من حين الى آخر - هو أن تعتمد على واحدة من خدمات الإستقبال الفوري للبريد الإلكتروني سالفة الذكر و تقوم بإلقاء نظرة سريعة على الرسائل عند وصولها دون قرائتها بتمعن أو الرد عليها و لكن فقط تمييز الرسائل الهامة و تلك التي ستحتاج الى قراءة أو رد من غيرها و وضع علامة لتمييزها - لهذا الغرض أستخدم النجمة الصفراء في بريد GMail - و مراجعة جميع هذة الرسائل في وقت لاحق محدد من اليوم
ساحة النقاش