<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]--><!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
النظرية السلوكية وتفسيرها للاكتئاب :
أهتم السـلوكيون بدراسـة هذا المرض من خلال وجهة نظرهم حيث تنبت البذرة الأولى للاكتئاب عندهم ، وكما يعتقدون حيث يرى يونجرن " Youngren, 1980 " أن الحماية الزائدة من قبل الأم تساعد على غرس البذرة الأولى لويلات الاكتئاب ، ويشير يونجرن أن الاكتئاب يظهر كاستجابة لمثير بغيض أو نقص في التدعيم الاجتماعي ، إذ أن القاعدة التي تنطلق منها نظريات التعلم الاجتماعي تعتمد على المهارات الاجتماعية والقدرة على اكتساب التدعيم الإيجابي خلال العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي المتبادل بين الأشخاص .
ودرس يونجرن العلاقـة بين الاكتئاب وبعض المشكلات السلوكية حيث قارن عينة من المكتئبين بأخرى سوية من حيث السلوك اللفظي الثنائي ، وكانت الملامح الأساسية للمكتئبين أنهم الأضعف من حيث المهارات الاجتماعية ، وكان تقدير المكتئبين لأنفسهم سلبياً ، كما بلورت الدراسات ووجهات نظر السلوكيين الملامح الأساسية أيضاً للمكتئبين حيث انخفاض التدعيم الإيجابي لهم من قبل الآخرين وخاصة الأسرة ، مما قد يكون محصلة ذلك الشعور بالبؤس وعدم الارتياح مع نقص تقديرهم لقيمة الذات مع شعور المكتئبين بالذنب المختلط بالشعور بالإرهاق الشديد ، ويغلب عليهم أيضاً العزلة الاجتماعية والنفسية مع الشكوى المتكررة من الآلام الحسية وانخفاض سلوك الأداء .
ويضيف السلوكيون ، منهم ليونسون " Lewinsohn, 1982 " إلى أن التدعيم الاجتماعي قد تتحدد أبعاده ومعدله محصلة لكيفية التفاعل بين الفرد وبيئته العامة أيضا ، ويرى أن نشوء حالات البؤس والآلام والشقاء الذي يدركه ويحسه الاكتئابي يرجع إلى إما لنقص في التدعيم الاجتماعي أو محصلة لزيادة العقاب الذي لا يتلاءم مع الحدث ، وقد يتم نقص التدعيم وانخفاض معدله محصلة لإحدى هذه العوامل أو جميعها .
- انخفاض معدل التدعيم للأحداث المرتبطة بالسلوك ارتباطاً شرطياً أو انخفاض فعالية التدعيم .
- افتقار الفرد للمهارات الاجتماعية اللازمة لإتمام التعلم الشرطي .
- الأحداث المكروهة أو العقوبة الشديدة غير المناسبة للحدث ونواتجه قد تلعب دوراً في حدوث الاستجابة الاكتئابية وخاصة عند تكرار الأحداث بمعدل مرتفع أو عندما تشتد حساسية الأفراد لهذه الأحداث المكروهة أو عندما لا تتوفر لدى الفرد المهارات اللازمة التي بواسطتها يمكن التغلب على الأحداث المكروهة أو إنهائها .
ومن الدراسات الهامة التي أوضحت بعض العوامل التي تساعد على الإصابة بالاكتئاب ما أشارت إليه دراسة برون " Brown, 1975 " :
1- مدى التفاعل للعلاقات الشخصية بين الآخرين وطبيعة هذه العلاقات .
2- فقدان الأم سواء بالموت أو الانفصال في سنوات الطفولة .
3- عدم الحصول على العمل المنتظم .
ويشير السلوكيون إلى بعض العوامل التي ترتبط بالاكتئاب :
1- الآثار المختلفة لخبرات النجاح والفشل وعلاقتهما بتقدير الذات .
2- تحريف الإدراك حيث الشخص المكتئب يعجز عن إدماج الخبرات الناجحة التي تتعارض مع نظرته السلبية تجاه ذاته .
3- تحريف الذاكرة حيث يكثر نسيان المعلومات الإيجابية لدى الفرد المكتئب والتي ترتبط باللذة والسرور والفرح ، كما يقل نسيان المعلومات السالبة المرتبطة بالحزن والألم .
4- التوقعات السلبية حيث يغلب على المكتئب مشاعر التشاؤم وتقييم الذات .
فالفكرة الرئيسية عند أصحاب النظرية السلوكية عن الاكتئاب هي أنه يحدث نتيجة لتشكيلة من العوامل التي تتضمن انخفاض تفاعلات الفرد مع بيئته المؤدية إلى نتائج إيجابية للفرد أو زيادة معدل الخبرات السيئة والتي تكون بمثابة عقاب للفرد .
ويتفق بعض الباحثين ، مع ما تفترضه النظرية السلوكية حيث يقرران أن البيئة الخارجية بمفهومها الشامل (طبيعية واجتماعية وحضارية) لها تأثير إيجابي على الإنسان ، وكذلك تأثير سلبي واعتماداً على ذلك فإن الأنشطة التي يقوم بها الفرد أو تلك التي يوفرها له الآخرون تكون ذات طبيعة سارة تجلب الفرح والسعادة إلى نفس الإنسان ، أما الأحداث التي تثير المشقة والمعاناة فإنها تؤدي إلى القلق والتوتر ثم إلى الاكتئاب .
تعقيب :
يشير الباحث إلى أنه من خلال استعراض النظريات المختلفة ووجهات النظر المتعددة المفسرة للاكتئاب يمكننا أن نلخص هذه الاتجاهات المفسرة للاكتئاب في الآتي :
1- اتجاه يركز على أهمية دور كل من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية في تفسيرها للاكتئاب .
2- اتجاه ينظر إلى الاكتئاب باعتباره رد فعل لفقدان مصادر الإشباع الطفلى .
3- اتجاه ينظر إلى الاكتئاب باعتباره نتيجة لنقص في التدعيم الاجتماعي أو محصلة لزيادة العقاب لا يتلاءم مع الحدث .
4- اتجاه يفسر الاكتئاب في ضوء بعض الأحداث المحزنة والمؤلمة والمحبطة التي تعتري الفرد فجأة .
5- كما يرجع البعض الاكتئاب إلى أنه يحدث نتيجة لتشكيلة من العوامل التي تتضمن انخفاض تفاعلات الفرد مع بيئته المؤدية إلى نتائج إيجابية للفرد وزيادة معدل الخبرات السيئة والتي تكون بمثابة عقاب للفرد .
وأخيراً يشير ناجى داود اسحاق السيد إلى أن الاكتئاب يحدث كنتيجة لمجموعة من العوامل المركبة والمعقدة المتصلة المتتابعة التي تعتري الفرد منذ ولادته وحتى إصابته بهذا الاضطراب ، بالإضافة إلى دور كل من العوامل الوراثية والبيئية والاجتماعية والبيولوجية التي لا يمكن إغفالها .
ساحة النقاش