أن عالم اليوم عالم تتعقد فيه أساليب الحياة وتشتد فيه حدة الصراعات ، وتتزايد أساليب العناد والخلافات وتتعدد الآراء والاتجاهات ، وتنعكس فيه القيم والعادات ، وتتذبذب الأخلاق والسلوكيات ، وتمثل فيه الأنانية محور التزامات الحياة ، وتتناقص فيه بعض القدرات والطموحات ، كل هذا يعمل على خلق روح من الملل والفشل وعدم مواجهة المشكلات ، مما ينعكس ذلك على بعض الأفراد فيعجزون عن مواجهة الحياة ، ومن ثم يقع الأفراد فريسة لبعض الاضطرابات ، ومن أخطرها الاكتئاب الذي يعد اليوم واحداً من أهم الاضطرابات الذي يعاني منه أغلبية الأفراد ولكن بدرجات متفاوتة ، ولو اشتدت درجاته لأصبح مشكلة خطيرة تهدد أمن الحياة ، فأصبح اليوم يتداول هذا المصطلح بين الطلبة والطالبات ، ومحور اهتمام العديد من الأشخاص ويعاني منه الأزواج والأبناء ، ويتحاكى به بين العامل والأصدقاء ويتحدث عنه الرجل والمرأة ، الصغير والكبير ، الغني والفقير ، كل ذلك يرجع إلى افتقاد روح المحبة والتعاون ، وسيطرة الأنانية على الأفراد ، وعدم الاهتمام بصلة الرحم ، وزيادة الخلافات بين الأزواج ، ونقص القيمة الغذائية في مختلف الواجبات ، والإفراط الشديد في العمل والانخراط في الميول المثيرة للذة الوقتية مثل الإدمان والتدخين والانحرافات الجنسية ، كل ذلك يعمل على أن يكون بعض الأفراد فريسة لهذا الاضطراب .
ساحة النقاش