مهارات مواجهة الضغوط :

   إن مهارات مواجهة الضغوط تعد مؤشراً هاماً لما يتمتع به الفرد من كفاءه وفاعليه وقدره على المواجهة والتأقلم بما يحقق له التوازن النفسي ويقلل من التأثير السلبي للضغوط .

   ويعد موس رائداً فى مجال مواجهة الضغوط ، فالتراث البحثي يكشف عن إسهاماته فى هذا الميدان سواء بالمؤلفات أو المقاييس أو الدراسات ، فقد وضع مصطلحي (المواجهه الإقداميهApproch Coping" " والمواجهه الإحجاميه "Avoidane coping" وهما يشيران إلى أسلوبين من أساليب مواجهة الضغوط والتصدي لها.                                         

وينظر "نيل وستون"NealwSton,1984 " إلى مصطلح المواجهه Coping على أنه مصطلح يتضمن كل الجهود المعرفيه والسلوكيه التى يستخدمها الفرد لخفض المواقف الضاغطه أو التكيف معها بطريقه جيده.                                                        

 

  وتعد مهارات المواجهه الفعاله مؤشراً قوياً على قدرات الفرد على التوافق مع الضغوط والمشكلات ويعرف "لازاروس وفولكمان" مهارات المواجهة بأنها الجهود العقليه والسلوكيه المسيطره على المشكله أو إختزال أو تحمل المطالب الداخليه أو الخارجيه التى تنتج عن موقف ضاغط .                                    

 

   كما أن محاولات التكيف تستخدم عدة إسترتيجيات آليه للهجوم أو التعامل مع الموقف ، وفى أوقات مختلفه ، وفيما يلي بعض طرق التكيف :

1- البديل المجزى : ويشمل التوقف عن النظر إلى العمل الحالي على أنه مصدر للمكافأه ، ويقوم الفرد باستجماع أنشطته الأخرى ليحدد منها ما من شأنه زيادة المكاسب ، إما بالإكثار منها أو بالتظاهر بأنه يحبها أكثر مما يحبها فعلاً ، لذلك فإن وظيفته الممله والمتكرره لن تكون بنفس الدرجه من الأهميه وسوف يشعر بتحسن خاصة مع إقتراب موعد الإنصراف  .

2- المقارنه الإيجابيه : وتعنى مقارنة الوضع الحالي – غير السار- بوضع سابق كان أسوأ أو مقارنته بأوضاع آخرين أسوأ من وضع الشخص نفسه.               

3- العمل المتفائل : ويقصد به جهد الفرد لأن يحدث بالفعل تغييراًً فى الجوانب الغير ساره فى بيئة العمل ، وقد أوصى بعض المعالجين بعمل قائمه بالأمور السيئه فى الوضع ثم تقسيم كل أمر إلى أصغر مكون ، ثم تجميع تلك المكونات أو العناصر فى قائمه حسب أهميتها وخطورتها ، ثم يفكر المرء فى طريقه لتغيير كل منها ، ثم يعمل على هذا التغيير .

4- التجاهل الإنتقالى : ويظهر ذلك ببحث الفرد فى بعض الجوانب الإيجابيه فى كل موقف سلبي وأن يقلل تركيزه على الأمور السيئه ويركز على الإيجابيه .                 

 

  ويشير"لازاروس وفولكمان"إلى أن المواجهه تشتمل على عمليتين هما التصرف المباشر(المواجهه المركزه على المشكله) والتلطف (المواجهه المركزه على الإنفعال) ، ويقصد بالتصرف المباشر للسلوك الواقعي الذي يهدف إلى تغيير علاقة الفرد ببيئته ، ويمكن أن يأخذ عدة صور منها ، الإعداد للموقف ، الصمود ، التجنب ، ويقصد بالتلطف السيطره على الإنفعالات المترتبه على المشكله من خلال الأساليب الموجهه نحو الأعراض الفسيولوجيه وتتضمن  لجوء الأفراد إلى بعض المهدئات والمسكنات وأساليب الإسترخاء ، بالإضافه إلى إستخدام الأساليب النفسية الداخليه مثل الحيل الدفاعيه العقليه .

                

ويمكن ان ينظر إلى أساليب المواجهة على أنها  مجموعه من الأنشطه أو الإستراتيجيات الديناميه – السلوكيه والمعرفيه يسعى من خلالها الفرد لمواجهة الموقف الضاغط لحل المشكله أو تخفيف التوتر الإنفعالى المترتب عليها . وتشتمل مهارات المواجهه أو التحمل خمس مجموعات تتمثل فى الآتى :-

 

أولاً : العمليات السلوكيه الموجهه نحو مصدر المشكله :  وتتضمن هذه الفئه من العمليات ما يلي :

1- المبادأه بالفعل النشط :"Active Coping"  وتتمثل هذه العمليه فيما يقوم به الفرد من أفعال توجه مباشرةً نحو مصدر المشكله مع محاولة مستمره لزيادة أو تعديل الجهد بغيه الحل والتخلص من الموقف الضاغط  .

 

2- كف الأنشطه: "Suppression of Competing Activities"  وتظهر فى محاولة الفرد الإبتعاد عن الآراء والأنشطه الأخرى والتركيز على ما هو ضروري فقط ، وقد يقتضى ذلك أن يكبت الفرد بعض المعلومات عبر القنوات المتنافسه لكي يكون أكثر تركيزاً على التهديد الذي يواجهه .

3- التريث(الكبح) : "Exercies Of Restrain"  تتمثل هذه العمليه فى عدم ضبط الذات على الإنتظار للوقت المناسب ، وبالرغم من أن هذه الإستراتيجيه تبدو سليمه فأنها تجعل سلوك الفرد  موجهاً نحو التعامل بفاعليه مع المواقف الضاغطه .

 

ثانياً : العمليات السلوكيه الموجهه نحو الانفعال : وتشتمل هذه الفئه العمليات آلاتيه :-

1- السلبيه (العجز)   :     "Helplessness"كما تبدو فى إنخفاض جهد الفرد فى التعامل مع الضاغط ، والإفراط فى ممارسة أنشطه أخرى كالنوم ومشاهدة التليفزيون والتنزه ، والتعرف على أصدقاء جدد ، بغرض تخفيف أو إزالة الآثار الإنفعاليه المترتبه على المشكله  .

2- عزل الذات: "Self – isolation" تتمثل هذه الاستراتيجيه فى محاولة الفرد إخفاء ما حدث وما يشعر به والإبتعاد عن الأشخاص الذين يذكرونه بالمشكله ، بل ويذكر نفسه دائماً أنه سبب ما هو فيه .

 

3- التنفيس الإنفعالي : "Emotional discharge" حيث تتمثل هذه العمليه فى القيام بأعمال قد لا تكون مرتبطه بالمشكله ولا يجيدها أصلاً لتفريغ مشاعره والتعبير عنها حتى بالصراخ أو البكاء إذا إقتضى الموقف ذلك .

 

ثالثاً : العمليات المعرفيه الموجهه نحو المشكله وتتضمن الآتى :-

1- إعادة التفسير الإيجابي : "Positive Reinterpretation" وهى عباره عن جهود معرفيه يسعى من خلالها الفرد إلى تحويل الموقف الضاغط فى إطار إيجابي ، وربما يقتضى ذلك تغيير أهدافه أو تعديلها ، وقد تبدو هذه العمليه موجهه نحو الإنفعال إلا أن إعادة التقدير يقود الفرد إلى أن يسترد أفعال نشطه توجهه نحو مصدر المشكله .

 

2- التحليل المنطقي : Logical Analysis"" وهى إستراتيجيه يذهب خلالها الفرد إلى ما وراء المشكله لمحاولة الإلمام بجميع أطرافها وتوقع ما يمكن أن يؤول إليه الموقف إذا ما قام بعمل ما .

 

3- الإنكار: "Denial" ويعد الإنكار نشاط معرفي يسعى من خلاله الفرد إلى تجاهل خطورة الموقف بل ورفض الإعتراف بما حدث والعمل وكأن شيء لم يكن .

رابعاً : العمليات المعرفيه الموجهه نحو الجوانب الإنفعاليه وتشمل ما يلى :-

1- القبول (الإستسلام) : ""Acceptence or Resignation وهو نشاط معرفي – ضمني – يقود الفرد إلى قبول الواقع ومعايشته والإعتراف به ، ويلاحظ أن هذه العمليه تتضمن الإعتراف بالغياب الحالي لإستراتيجية ما ،  لحل الموقف ، وعلى الفرد محاولة التوافق مع ما يحيط بالمشكله من توترات إنفعاليه .

 

2- التفكير الرغبى : "Wishful thinking" وتتصف هذه الإستراتيجيه بإنشغال الفرد فى التفكير فى المستقبل ، وتمنى التغيير وتحسن الموقف وزوال المشكله وما تسببه من توترات .

 

3- الإنسحاب المعرفي: "Mental Disengagement" تبدو هذه العمليه فى محاولة الفرد الإستغراق فى أحلام اليقظه والتفكير فى أشياء وموضوعات بعيده عن المشكله ، بالرغم من أن الإنسحاب عن هدف ما يعد إستجابه عالية التوافق أحياناً الإ أنها ربما تعوق التحمل المتوافق فى حالات أخرى .

 

خامساً : العمليات السلوكيه المعرفيه(المختلطه) : وتتضمن عمليتين أساسيتين هما :

1- البحث عن المعلومات والتأييد الإجتماعي : "Social Support" وتتمثل هذه الإستراتيجيه فى سعى الأفراد للحصول على المعلومات بغرض النصيحه ، والمساعده والفهم الجيد للموقف ، ويعد ذلك تحملاً موجهاً نحو المشكله وفى المقابل يسعى الفرد إلى التأييد الإجتماعي لأسباب إنفعاليه – عاطفيه – حيث يبحث عن الدعم الأخلاقى أو التعاطف ويعد ذلك مظهراً للتحمل الموجه نحو الانفعال .

 

2- الرجوع إلى الدين : "Turning to religion"  تتضح هذه العمليه فى تحول الأفراد إلى الدين والإكثار من العبادات والدعاء المتصل ، حيث يصبح الدين مصدراً للدعم الروحي والإنفعالى ، وسلوكاًَ وعملاً لتجاوز الموقف الضاغط .

 

 

 ويطرح "فيليب ويبر Philip,Weber" " طرقاً للتعامل مع المواقف الضاغطه أكثر فاعليه ومواجهه تتمثل فى الآتى:-

1- تعديل أو معالجة المعارف : "Modifying Cognition" وتعد من الطرق الجيده والفعاله للسيطره على الضغوط بطريقه أكثر تكيفاً تتضمن تغير تقويم معارفنا للضغوط وإعادة بناء أفكار جديده أكثر مواجهه لردود أفعالنا للضغوط .                                 

  

2- إعادة تقويم المواقف الضاغطه : "Reappraising Stressors" ويتم ذلك عن طريق التدريب على أساليب التفكير المختلفه الخاصه ببعض الضغوط التى تعمل على تقليل شدتها وتحويلها إلى ضغوط إيجابيه يمكن الإستفاده منها .

 

3-إعادة بناء معارفناً :" Restricting Cognitions" ويتم ذلك من خلال سيطرة الفرد على المعلومات الخاصه بالضغط ومعرفة ما يجب توقعه والسيطره المعرفيه ، والتفكير فى المشكله بطريقه أخرى وبناءه ، والتي تساعد على صنع القرار من خلال قدرة الفرد على أن يقرر الأحداث البديله ، بالإضافه إلى قدرته على السيطره السلوكيه من خلال القيام ببعض الأفعال والسلوكيات التى تساعد على تقليل الألم والتعب المرتبط بالحدث ، وهذه المهارات الأربع يمكن أن تؤدى إلى إعادة البناء المعرفي ، ومواجهه أكثر فاعليه للمشكلات .

 

ومن مهارات مواجهة الضغوط المتبعه لدى بعض الأفراد للتصدي للمواقف الضاغطه والمحبطه التى تواجههم تتمثل فى الاتى :

1- التركيز الذهني على المشكله .

2- الإسترخاء الجسمي: من خلال إستعراض أجزاء الجسم بلطف مما يساعد على التواءم مع التوتر .

3- ممارسة التمارين الرياضيه : والتي اثبتت فاعليتها فى خفض الضغوط بدرجه جيده  .

                                    

 وثمة مجموعه أخرى من المهارات والتي يمكن أن تساهم فى التكيف مع الضغوط ، تتمثل فى الآتى:

1- التدخل أو التوسط : "Mediation" وهو أسلوب متعلم لإعادة تركيز الإنتباه على إستدعاء حاله بديله من الشعور، كالتركيز على صوره خاصه أوجزء من الجسم أوتكرار كلمه أو مقطع من الكلمه والتركيز التام عليه بحيث لا يصبح منتبهاً لغيره والتركيز الفعال يقلل إستخدام الأكسجين ويقلل دقات القلب وضغط الدم وتتبدل نماذج موجات المخ ، وبعد حوالي عشرين دقيقه من التوسط يشعر الناس أنهم أقل ضغطاً .

 

2- الإسترخاء المتدرج :  "Progressive Relaxation"  وهو أسلوب يركز على الإسترخاء لمجموعه من العضلات بالتبادل ثم بعد ذلك تسترخى ومن ثم يؤدى الإسترخاء المتدرج إلى خفض ضغط الدم .

 

3- الإرجاع الحيوي : "Biofeed Back" وهو أجراء من خلاله يتعلم الفرد كيفية السيطره على ردود الأفعال الفسيولوجيه الداخليه ، وبعد عدة جلسات يتم تخفيض مقدار الضغط ، حيث يسمح للناس بالسيطره المباشره على ردود أفعالهم الفسيولوجيه ، ويتعلمون أن يقللوا من التوتر الفسيولوجي مما يساعدهم على أن يكونوا قادرين على تجنب الضغط ، والإرجاع الحيوي مفيد فى السيطره على الإستجابات البيولوجيه والسيطره على الضغط العالى .

 

 وبذلك ثمثل أساليب مواجهة الضغوط الإيجابية المحور الإيجابي للتكيف مع المواقف والمشكلات الضاغطه بفاعليه .

 

المصدر: جزء من دراسة دكتوراه للباحث ناجى داود إسحاق السيد
Nagydaoud

مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 1072 مشاهدة
نشرت فى 23 سبتمبر 2011 بواسطة Nagydaoud

ساحة النقاش

دكتورناجى داود إسحاق السيد

Nagydaoud
هدف الموقع نشر ثقافة الارشاد النفسى والتربوى لدى الجميع من خلال تنمية مهارات سيكولوجيا التعامل مع الاخرين ، للوصول إلى جودة نوعية فى الحياة مما ينعكس على جودة العملية التعليمية مما يساهم فى تحقيق الجودة الشاملة فى شتى المجالات للارتقاء بوطننا الحبيب ، للتواصل والاستفسارات موبايل 01276238769 // 01281600291 /nnng75@hotmailcom »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

885,940