جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الطلاق من منظور نفسى :
ماساة نفسية تواجة المرأة وتهدم الاسرة وتحطم الابناء ، وتقسى القلوب وتهجر الحب ، فالاسرة تمثل الخلية الأساسية لأي مجتمع ، وهي التي تترجم صورة المجتمع الكلي وهي اكثر وسائل الضبط الاجتماعي فعالية ، إذ أنها العامل الأساسي في تشكيل شخصية الفرد وتناقل التراث الثقافي للمجتمع .
فاستقرار الأسرة النفسي والاجتماعي ذو أهمية بالغة في نشوء مجتمع سوي وبناء ومن هنا يبرز اثر الطلاق الذي ينسف هذا الاستقرار ، وإذا كان الطلاق بالمفهوم العام الرسمي يعني فسخ عقد الزواج ، أو نفصال تام ، فإن الطلاق كمفهوم واسع من ذلك فهناك " الطلاق العاطفي " وهناك " الانفصال الجغرافي " فالانفصال الجغرافي يتعلق " بالهجرة والموت والهجر " أما الطلاق العاطفي ، وكما تؤكد الدراسات فهو أكثر انتشارا وتغلغلا ً في المجتمعات وأكثر ضرراً على الزوج والزوجة والأبناء والمجتمع ككل ، والمقصود بذلك فقدان او تلاشي العاطفية والمودة والمحبة بين الزوجين وانحصارها في الاحتياجات المادية من مآكل ومشرب والاحتياجات الغرائزية فقط ... وغالباً ما تتسم هذه العلاقة بالنفور والتحسس النفسي من كلا الطرفين والانفعالات المضخمة ، والنزاعات المتكررة وعدم التجانس في تربية الأطفال والنظرة العدائية والعنفوان .
أما الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الظاهرة واسعة الانتشار فتعود إلى التفاوت في المستوى الثقافي والفكري والاجتماعي بين الزوجين ، والى الزواج في سن مقتبل العمر ، كما تعود أيضاً إلى بعض الانهيارات الخلقية لدى احد الزوجين ومن ذلك الاعتياد والإدمان الكحولي او تعاطي المخدرات واضطرابات الشخصية خاصة الشخصية " ضد الاجتماعية " والتي تتميز بتضاؤل الضمير والمسؤولية واللامبالاة وسرعة الانفعال وعدم القدرة على تحمل المسؤولية وعدم القدرة على وضع النفس مكان الآخرين ، وعدم الاكتراث بمشاعر الزوجة والأولاد والآخرين والأنانية وتدني عقدة الذنب .
وأيضا الشخصية السادية التي تتلذذ بإيذاء مشاعر الآخرين واستلاب حقوق الزوجة والرؤيا التلسكوبية النفسية المرضية برضوخ المرأة واستسلامها للرجل .
والاهم من ذلك منهجية الذهن لدى الزوج والزوجة والنظرة إلى " الزواج " وهذا الأمر يتأتى من المفاهيم والمعتقدات للزواج في المجتمع ومن جذور التربية المنزلية التي نشأ فيها الزواج او الزوجة ، ولعل في مجتمعناً هذا ينظر إلى الزواج فى كثير من الاحيان باعتبارة مجرد هروب من واقع نفسي او اجتماعي نتيجة للأحباطات التي يعيشها الناس ، او تفريغا للنزوات والغرائز او خوض تجربة حياتية معينة جديدة ، والأمثلة على هذا السلوك كثيرة ومنها : زواج الابن بعد وفاة الأب او الأخ لتغيير الترح إلى الفرح وزواج الشاب الذي يعاني من مرض نفسي مثل الكآبة الانفعالية او الذي يعاني من تعاطي الكحول او المخدرات كحل من منظور الأهل ظناً منهم إن الزواج سوف يعيده إلى الاستقرار " كعلاج وهمي " او زواج الفتاة التي تعاني من جملة عقد نفسية بزوج ظناً إن هذه الحالات النفسية أسبابها عدم الزواج ، او التخلي عن المسؤولية في علاجها وتحميل سلوكياتها المرضية للزوج المنتظر ، وزواج الابن للفرح به قبل الموت عند حصول مرض لأحد الوالدين ، او الزواج من اجل مصلحة المصاهرة للانتفاع الاقتصادي والتمسك بالعادات والتقاليد ،
تعد هذه السلوكيات تفتقد إلى النظرة الواقعية لمفهوم الزواج ومسؤولياته وتبعاته ، إنها النظرة العاطفية الانفعالية التي تحكم سلوك مجتمعنا الذي يفتقد إلى توازن الأمور بنظرة التكافؤ والعدل والمنطق ، انه مشروع النزوة او مشروع الهروب من الواقع او مشروع المصلحة ومشروع إسقاط الاحباطات الذاتية على جسر الزواج .
ولعل ظروف العصر الحالي ساهمت في تفاقم هذا النوع من الطلاق العاطفي .. ظروف الحياة الاقتصادية ، وتوفير متطلباتها التي تتصاعد ، وهيمنة هاجس الحياة المادية على نفسية الفرد والمجتمع ، مما أدى إلى غياب الزوج او الزوجة في العمل الطويل والانغماس في قلق جمع المال بتبرير تأمين المستقبل وفي ذلك كله سبب للبعد والاحتكاك العاطفي ومن ثم الانفصال العاطفي بين الزوجين فلم يعد هناك وقت للتماس والتفاهم والتعاطف إضافة إلى الشعور بالإعياء والإحباط والإرهاق وإسقاط ذلك كله على الزوجة مما يزيد من درجة الانفصال العاطفي .
كما أن انهيار معاني القيم الإنسانية والأخلاقية وسيادة الغرائز له أهمية في تغذية هذه الظاهرة ، كما هو الحال أيضا بالنسبة لتضاؤل الوازع الديني لدى احد الزوجين او كليهما أو الغلو والتزمت الديني فكلاهما يؤذي إلى نفس النتيجة تقريبا ، والمقصود بالوازع الديني كسلوك حياة لا طقوس فقط ويشار أيضا إلى الانفلات والإباحية تحت شعار " الثقة المطلقة " بالزوج او الزوجة وما قد يترتب على ذلك من انحرافات وانهيارات خلقية تؤدي إلى الطلاق العاطفي ، بذلك تتعدد الاسباب وتتنوع المشكلات المترتبة على هذه الظاهرة الخطيرة التلا يصبح ضحيتها الابناء .
المصدر: تصفحات الصحة النفسية واطلاعات متعددة
مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر
ساحة النقاش