جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اضطراب الهوس
يعد أضطراب الهوس بمثابة حالة معاكسة لاضطراب الإكتئاب ، فبدل الحزن تكون الفرحة والبهجة والإنشراح ،
ولكن هذه الحالة هي أكثر من السرور الطبيعي مصحوبة بانشراح عفوي ، فالهوس من الأمراض العاطفية المزاجية القابلة للاثارة ، ومن اعراضة ، تقييم مضخم للذات وشعور يالزهو والعظمة ، كثرة في الكلام والحاح شديد ، تشتت الانتباة وتطاير الافكار ، انهماك متزايد بالانفعالات السارّة والتي قد تؤدي لحدوث نتائج مؤلمة ، حاجة متناقصة للنوم
وتستمر هذه الحالة (مدة النوبة) عدة أيام ، وتبدأ الأعراض في الظهور عادة ما بين (16-35) سنة من العمر ، و ينبغي التأكد من عدم وجود عامل عضوي ، ولكل اضطراب علامات ومحكات تشخيصية تميزة عن الاضطرابات الاخرى وهذا الاضطراب يمكن تشخيصة بسهولة من خلال التعرف على علاماتة ، فمن العلامات الأولى لهذا الاضطراب أن يصبح المصاب مفرط الحركة والنشاط والإنفعالية والتهيج ،
انة كان يتحدث الشخص في الماضي بأسلوب معين فإذا به يتحدث بسرعة أكبر من أسلوبه الإعتيادي متفاخراً بإنجازاته وخططه ومشاريعه المستقبلية ،
ورغم أنه من المعتاد أن يكون لطيفاً يشوق الناس لصداقتة ، إلاّ أنه قد يكون سريع إضطراب المزاج ، وقد يصل لدرجة الغضب أو العدوانية ، وخصوصاً إذا تمت مقاطعته أو مخالفته في رغباته أو منعه من تحقيقها ،
ونجد أن المريض قد أهمل مظهره الذاتي ، فلا عناية بنفسه ولا طعام ولا نوم ، وقد يصل لحالة شديدة من الإنهماك والتعب ، والتي قد تنتهي بالإغماء والتعب الشديد،
ويفقد المهووس السيطرة على كبح جماحه ، ولذلك يبدو وكأنه غير منضبط أخلاقياً ، وتذهب عنه الحشمة والحياء ، فيستعمل الكلمات البذيئة ، وقد تكون لأحاديثه مدلولات جنسية ، وقد يتدخل في قضايا من لا يعرف من الناس ، فيسألهم أسئلة خاصة تتعلق بهم ، وكأنه من المقربين إليهم ، وقد يلقي الفكاهات والنكت ويحاول أن يضحك الناس ، وأحياناً قد يتحرش بالآخرين بشكل فاضح وقليل الحياء ، أو قد يكشف عورته بشكل غير لائق ، كل هذه التصرفات الاجتماعية لا تنسجم عادة مع سلوكه وشخصيته قبل الاصابة لهذا الاضطراب ، ومن الجدير بالذكر أن الهوس هو إحدى الحالات التي يظهر بها الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (Bipolar Mood Disorder) ، حيث أن احادى القطبين هو الهوس بينما ثنائى القطب هو أضطراب الاكتئاب ، و قد ينتقل المريض من حالة إلى أخرى عدة مرات خلال السنة الواحدة ، كما قد يحدث الهوس بشكل موسمي ، غالباً في فصل الشتاء ، و يكون المريض طبيعياً تماماً في الفترة ما بين هذه الحالات ، وإذا ما دخل المصاب في نوبة هوس فإنه يظل بها لمدة تتراوح بين عشرون يوماً وخمسة أشهر تقريباً ، إلا أن نوبة الإكتئاب قد تستمر ستة أشهر أو أكثر.
أنواع اضطراب الهوس :
لكل اضطراب درجات وغالباً ما يكون له انواع وتتمثل أنواع ، مع ملاحظة ان انواع اضطراب الهوس جميعها ، تشترك في الخصائص الأساسية وهي النشوة الفائقة والنشاط الحركي والفكري المفرط وفيما يلى أنواع هذا الاضطراب المختلفة ،
أولاً : - الهوس الخفيف: وهو يتصف بأدنى درجات الإصابة ولا يصاحبه هذاءات أو هلاوس ، وينتاب المريض أثناء النوبة ارتفاع في مزاجه ومعنوياته ويستمر لعدة أيام ، وينشط أثناءها بشكل واضح ، و يعتريه إحساس قوي بكمال قوته الجسمية والعقلية ، ويصبح اجتماعياً فائقا ً، ثرثاراً ، رافع الكلفة مع الآخرين ، شديد الشراهة الجنسية ، عازفاً عن النوم.
ثانياً : - الهوس الخالي من الأعراض الذهانية : وهو حالة يتصف فيها المصاب بنشوة لا تناسب المواقف وتصاحبها نشاط زائد وكلام سريع جامح ورغبة أقل في النوم ، كما يخلع المريض بعضاً من اللياقة في السلوك والكلام ولا يركز ويتشتت انتباهه ، كذلك يبدو عظيم الثقة بالنفس وشديد التفاؤل.
ثالثاً : هوس تصاحبه أعراض ذهانية :
تزداد الثقة بالنفس إلى درجة هذاء وضلالات العظمة وتشتد شكوكه لتصل إلى درجة هذاء الاضطهاد ، وفي هذه الحالة الشديدة تظهر على المريض هذاءات الهوية (دينية أو دنيوية) وتتطاير أفكاره ، ويفلت منه زمام حديثه بحيث يصعب على الآخرين فهمه ، ويرتفع نشاطه الجسمي ويقل نومه بدرجة كبيرة و يتسم بالعدوانية ويؤدي إهماله لأكله وشربه ونظافته الشخصية إلى جفاف و حالة هذيان يسهل ملاحظتها ، اما عن الاسباب فهناك اسباب متعددة منها ما هو بيولجى
من خلال وجود تفاعلات هرمونية في منطقة محور تحت المهاد- الغدة النخامية- فوق الكلوية الذي يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزون من فوق الكلوية ، كما أن هبوط إفراز هرمون تنشيط الدرقية ، وهرمون النمو ، وهرمونات تنشيط وظائف الخصيتين والمبيضين تعمل على تدني الوظائف المناعية وهذه لها علاقة بدورات الهواس والاكتئاب ، وتتمثل الاسباب الكيميائية فى
نقص الأمينات الحيوية ( النوراداينالين ، السيروتونين ، الدوبامين) في الإكتئاب وإزديادها في الهوس ، وتمثل الوراثة شق جوهرى فى انشار هذا الاضطراب حيث ترتفع نسبة حدوث اضطرابات المزاج في أسر المصابين بالاكتئاب أو الهوس ، ويظهر الاضطراب في أفراد الأسرة وتكون نسب الاصابة مرتفعة تتراوح مابين 20: 80% تبعاً لنوع الاصابة ودرجة القرابة ، وتستمر نوبة الهوس من 3-6 أشهور إذا لم يتم التدخل العلاجى ، مع ملاحظةان
متوسط عدد النوبات ثلاثة نوبات ومن المحتمل ان
يصاب نسبة تتراوح ما بين 90:75% من مرض الهوس بنوبة إكتئاب جسيم على المدى الطويل ، و يكون احتمال تكرار نوبة الهوس مرة ثانية خلال سنوات العمر القادمة بنسبة تتراوح بين (95:85%) مع ملاحظة ان اضطراب وظائف النوم محتملة بين نسبة تتراوح مابين (65:55% ) من المصابين باضطرابات المزاج ، وفي أضطراب الإكتئاب تزداد كثافة نوم الأحلام أو حركات العينين السريعة REM SLEEP في النصف الأول من فترة النوم ، ولا يبدأ ظهوره الا بعد فترة طويلة ، بينما ينخفض عدد ساعات النوم الكلي في الهوس ، وتتعدد طرق العلاج لهذا الاضطراب مابين الدوائى والنفسى ففى العلاج الدوائى تعد أملاح الليثيوم لها كبير الاثر فى الشفاء فهى تؤدي إلى تحسن 60 % من المرضى ، ويضاف إلى الليثيوم مضاد للذهان في نوبات الهوس الحادة ، لأن مفعوله لا يظهر إلا بعد (7-10 )أيام ولابد من إستعماله لفترة 4 أسابيع قبل استعمال دواء آخر ، إذا لم يؤدي إلى التحسن خلال تلك الفترة ، ويعطي المريض جرعة من الدواء توصل تركيز الليثيوم في الدم إلى نسبة تتراوح ما بين 0.8 - 1.2 ميللي مكافئ للعلاج و 0.6 - 0.8 للوقاية من الانتكاسه ، ويستخدم الليثيوم في علاج ازدواج القطبية/ اكتئاب و للوقاية ،
ولا بد من اخضاع المريض لمجموعة من الفحوصات قبل العلاج تتمثل فى فحص الدم ، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية ، وظائف الكبد ، الحمل ، أملاح الدم ، رسم قلب ، وتتمثل بدائل
بدائل الليثيوم فى مضادات الصرع مثل Carbamazepine و Sodium Valproate ومركبات أخرى ، اما العلاج النفسى الاجتماعى والذى هدفة تبصير المريض بحالته بعد ان يكون قد عاد لوضعه الطبيعي ، وتعليمه كيف يستعمل العلاج و كيف يتكيف مع الإستعمال الطويل و التعرف على الحالة عند الإنتكاس والتصرف فيها ، كما قد يشمل العلاج النفسي بقية أفراد الأسرة ، خاصة وان هذا الاضطراب له طابع وراثي وعند الانتكاس قد يؤثر بحالته بعد ان يكون قد عاد لوضعه الطبيعي ، وتعليمه كيف يستعمل العلاج و كيف يتكيف مع الإستعمال الطويل و التعرف على الحالة عند الإنتكاس والتصرف فيها. كما قد يشمل العلاج النفسي بقية أفراد الأسرة ، خاصة وان هذا الاضطراب له طابع وراثي وعند الانتكاس قد يؤثر المريض في باقي أفراد الأسرة بسلوكه مثل الإيذاء الجسدي والنفسي ، ومازال للاضطرابات النفسية تاثير نفسى على الفرد واسرتة ان لم يكن المجتمع ، فهذه دعوة للثقافة بهدف الوقاية وكما قلنا ان الوقاية خير من العلاج وينبغى ان نفرق بين انواع ودرجات الوقاية ، فهناك وقاية من الدرجة الاولى وهى منع حدوث الحدث قبل وقوعة ، والوقاية من الدرجة الثانية وتعنى التدخل السريع من خلال الاكتشاف المبكر ، وتتمثل الوقاية من الدرجة الثالثة وهى بمثابة أقل طرق الوقاية فى الاكتشاف المتأخر للحالة ومحاولة تقديم المساعدات المختلفة على المستوى الجسدى والنفسى والاجتماعى ، دعوة ان تكون وقايتنا من الدرجة الاولى والثانية واثقين فى قدرة الله سبحانة وتعالى ان يعطينا البصيرة للاكتشاف المبكر فى حالات وجود حالات محاطة بك ، مع تمنياتى بوقاية فعالة ، وشفاء عاجل باذن الله ...........................................................
المصدر: اطلاعات وتصفحات مختلفة .
مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر
ساحة النقاش