جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يشسر ناجى داود على أن هناك نوعان من الثقة بالنفس يكتسبهم الفرد من خلال عملية التعلم الاجتماعي وهما :
1- الثقة بالنفس السلبية .
2- الثقة بالنفس الإيجابية .
وينظر إلى الثقة بالنفس السلبية المتعلمة بقوله عندما تتحول الثقة بالنفس إلى خصم ، ويفسر ذلك أنه فى ضوء المتغيرات المتعددة ، يعتمد الكثير من الأفراد ذوو القدرة الفائقة والذكاء المرتفع والفكر الواعي ، وأصحاب الموهبة المختلفة والأسماء اللامعة والشخصيات البارزة ، والأندية المرموقة والمنتخبات القدوة ، والأبطال السابقين والدول المتقدمة ، والأوائل فى مختلف المجالات ، والسادة أصحاب القرارات أنهم أصحاب رؤية صادقة وأكثر خبرة وتوقعاً .
وكل ذلك فى ضوء تاريخهم السابق وإنجازاتهم الماضية فقط ويشتركون فى المسابقات والقرارات والبطولات والدراما ومختلف الآراء وغيرها من الأحداث ، سواء كانت على المستوى الداخلى أو الخارجى ، بمجرد أسماءهم اللامعة والمشهورة فقط ، دون بذل جهد ، ودراسة متعمقة ، وتوقع تفوق المنافس ، بل يحتقره من خلال رؤيته الذاتية معتمداً فيها على نتائجه المتميزة السابقة فقط أى من خلال رؤيته لنتائجه وقراراته مقارنة بتاريخه الإنجازى الماضي .
وفجأة يجد الكثير أنهم أصبحوا ضحايا لثقتهم بالنفس السلبية ، عندما تحبط أفكارهم وتنقد أعمالهم ، وتهزم خططهم ، وتفشل طرقهم ، ليصبح الأبطال فى قاع المنافسة ، وينحدر التوقع ليصبح بدون أساس ، وتتحول الحقيقة إلى حلم ، والخيال إلى وهم والفوز إلى هزيمة والتفوق إلى فشل والقوة والنفوذ إلى ضعف ، والكلمة المسموعة إلى صوتاً خافتاً ، والنور إلى ظلام والغنى إلى فقر والسعادة والفرحة والبهجة إلى حزن وضيق وأسى ، كل ذلك فى ضوء اعتناق الكثير من الأفراد وخاصة ذوى التاريخ المشرف والمستوى المرتفع والأسماء اللامعة للثقة بالنفس السلبية .
ويمكن من خلال ذلك العرض لمفهوم الثقة بالنفس السلبية أن تكون نظرية التعلم الاجتماعي رؤية مستقبلية واضحة تفيد هؤلاء الأفراد من خلال ملاحظتهم لأقرانهم أو غيرهم ضحايا الثقة بالنفس السلبية ليتمكنوا بذلك من هذا الخطر الذى يصادفهم يوماً ما فى حياتهم من خلال تعلمهم أساليب الوقاية من الثقة بالنفس السلبية لتصبح إيجابية وذلك فى ضوء تفسيرهم الجيد لنظرية التعلم الاجتماعي .
أما مفهوم الثقة بالنفس الإيجابية فيمكن النظر إليها على أنها أساس التفوق والإنجاز والإبداع والتحدي والإصرار ، على تحقيق الطموحات والأهداف والأحلام وتحويل الحلم إلى حقيقة والظلام إلى نور والحزن إلى فرح ... الخ من خلال الثقة بالله أولاً والثقة بالنفس وبذل الجهد وعدم اليأس ، حيث يتخذ الفرد أفراداً قدوة له استطاعوا أن يصلوا إلى نهاية الطريق وأن يحولوا الحلم إلى حقيقة من خلال التدريب الجيد والجهد المبذول والتخطيط السليم باستمرار حيث لا يعتمد الفرد على أسمه وشهرته بل يعتمد على الله أولاً تم يبذل قصارى جهده .
ونحن نرى اليوم أبطالاً استطاعوا أن يكتبوا أسمائهم بحروف من ذهب ويظلوا خلوداً للتاريخ يسجل إنجازاتهم والناس لن تنساهم ويصبحوا قدوة يقتدى بها ، وفى مجتمعنا أسماء لن ينساهم التاريخ استطاعوا أن يكونوا نموذجاً مشرفاً بالإصرار والتحدى والإيمان بالله سبحانه وتعالى ، أن يكتبوا أسمائهم بشعاع من النور فى مختلف المجالات ، بل لم يكتفي الأفراد الأصحاء البنية فقط بالتفوق والإنجاز بل امتد أيضاً ليشتمل الأفراد ذوى الاحتياجات الخاصة الذين استطاعوا التفوق والإنجاز فى مختلف المجالات بحسب بل يمكن أن يتفوقوا على الأفراد أقرانهم أصحاب البنية السليمة ، وكل ذلك من خلال رؤيتهم الصادقة والصحيحة واعتناقهم للثقة بالنفس الإيجابية فى ضوء تعلمهم الاجتماعي الصحيح .
وأكثر دليل على ذلك ما تم إنجازه من قبل أبطالنا خلال دورة أولمبياد أثينا (2004) الذين استطاعوا أن يكتبوا أسمائهم بحروف من ذهب وتظل أسمائهم لامعة لأنهم أعادوا الفرحة التى تأخرت عشرات السنوات وذلك من خلال أيمانهم بقدرة الله سبحانه وتعالى والثقة بالله والنفس والإصرار والتحدى والروح الرياضية المرتفعة من خلال اعتناقهم للثقة بالنفس الإيجابية من خلال رؤيتهم الصحيحة لنظرية التعلم الاجتماعي، فاحذلا الثقة بالنقس السلبية.
المصدر: جزء من دراسة للباحث ناجى داود
مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر
ساحة النقاش