جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أنماط الاكتئاب :
يحدث الاكتئاب في صورة اضطراب أحادي القطب أو ثنائي القطب ، يحدث الاكتئاب أحادي القطب في صورة واحدة تتراوح فيها الحالة المزاجية بين الحالة الطبيعية إلى حالات الاكتئاب والحزن المرضي ، كما يتضح ذلك من التعريفات المختلفة ، أمــا الاكتئاب ثنائي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Non – bipolar .
القطب فهو يعرف أيضا بأسم الاضطراب الهوس – الاكتئاب (1) وقطباه هما الهوس وفترات من الاكتئاب يتوسطها حالة من السواء ، وعلى الرغم من أن حالات الهوس الخفيف قد تحدث للفرد بشكل اضطراب أحادي القطب فإنه من غير الشائع أن تحدث حالات الهوس الشديد بشكل أحادي القطب بل أنها تحدث بالتبادل مع حالات الاكتئاب .
ويشير الهوس إلى حالة من الارتفاع الشديد والمزاج بدرجة غير متناسبة مع ظروف المريض وتتراوح بين التفاؤل المفرط إلى التشوه والتفخيم ، ويكاد يصل إلى اهتياج غير قابل للسيطرة عليه ، ويكون هذا الاضطراب مصحوباً بزيادة في الطاقـة تؤدي إلى زيادة في النشاط وانخفاض الحاجة إلى النوم ، كما يتم تجاوز اللياقة الاجتماعية الطبيعية ويصبح من الصعب تركيز الانتباه ويتضخم تقدير الذات ويعبر المريض بجدية عن أفكاره تفاؤل وعظمة .
فالشخص في حالة الهوس يتفجر نشاط لا يتوقف مع استعداد شديد للاستثارة في معظم الوقت وقليل جداً من الكف ، ويتحدث الشخص متنقلاً بلا ترتيب من فكرة إلى أخرى علماً بأن بعض هذه الأفكار قد تكون جيدة ولكن الشخص في حالة الهوس لا يميز بين الجيد والردئ ، وهو أيضاً مندفع فقد يغامر بأمواله أو يشترك في أنشطة عدوانية أو جنسية لا يقبل عليها عادة الشخص الطبيعي ، وفي الحالات الشديدة يكون مريض الهوس خطر على ذاته وعلى الآخرين ، ووسط بين الاكتئاب والهوس حالات الهوس الخفيف (2) حيث يكون الفرد عالي الطاقة متكلم وودود وأحياناً ناجح جداً في عمله .
ويذكر سيلز " Sills, 1968 " أن الاكتئاب يوصف بأنه إذ غير طبيعي عندما تكون فيه مبالغة شديدة بالنسبة للحدث المصاحب أو الأحداث التي ساعدت على ظهوره ، وعندما يكون غير مناسب مقارنة بأسبابه المعروفة أو العوامل المسببة له أو عندما يكون بديل عن انفعالات أخرى قد تتناسب مع الموقف بقدر كبير مثل القلق أو العدوان أو عندما لا يكون ، وأنه نتيجة عامل مصاحب يكون الفرد على درجة من الوعي به .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Manic – depressive disorder . (2) Hypomania .
ويؤكد ذلك عبد الستار إبراهيـم 1998 ، في كتابه الاكتئاب اضطراب العصر الحديث " قائلاً أن هناك أشياء أو أحداثاً صغيرة قد تحدث في حياتنا عن قصد أو دون قصد يكون لها في كثير من الأحيان أثر واضح في تعديل المزاج سلبياً أو إيجابياً وتتفاوت هذه الأشياء وتتنوع وقد تكون في شكل تغيير في الطقس أو ارتفاع أو انخفاض في درجة الحرارة أو تعليق عفوي من شخص أو أشخاص نعرفهم أو لا نعرفهم .
هذه الأشياء الصغيرة قد تكون أيضاً على المستوى التخيلي أو على المستوى الشكلي أو على شكل فكرة مفاجئة تتردد إلى ذهنك مثلاً وأنت جالس تجد نفسك تسرح ، فتتذكر فجأة خبرة سابقة أو حادثاً ماضياً تعرضت فيه حياتك أو سمعتك للخطر فيتأثر مزاجك اليوم كله ، وأسوأ ما في هذه الأحداث الصغيرة أنها تجعلنا مستهدفين لتغيرات مزاجية واجتماعية أخطر وأوسع انتشاراً .
بمعنى أن خطورة هذه الأشياء لا تقتصر على ما تخلفه ساعتها من مشاعر سلبية بل تمتد آثارها إذا ما خلفت دائرة مغلقة ، فالضيق الذي يخلقه الحدث أو الموقف المثير للانفعال يجعل الشخص متوتراً وبالتالي يتعامل مع المواقف الخارجية والداخلية بطريقة متوترة تستثير كثيراً من الاستجابات السلبية .
المصدر: جزء من دراسة للباحث ناجى داود إس
مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر
ساحة النقاش