جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
القلق كحالة والقلق كسمة :
يعد كاتل " Cattel, 1974 " أول من ميز بين حالة القلق وسمة القلق على أساس أن حالة القلق تتغير بحسب المواقف وسمة القلق تتغير بحسب الأفراد .
وتفرق هبة إبراهيم 1991 بين كل من حالة القلق وسمة القلق على أساس :
1 - حالة القلق (1) : هي حالة انفعالية مؤقتة تتغير من موقف إلى آخر بحسب التهديد الذي يدركه الإنسان فى كل منها فتزداد فى مواقف التهديد والشدة وتنخفض فى مواقف الأمان وعدم الشدة .
2 – سمة القلق (2) : هي استعداد سلوكي مكتسب يظل كامناً فى تنبهه وتنشطه منبهات داخلية أو خارجية فتثير حالة القلق وتعرف إجرائياً بأنها الدرجة المرتفعة على مقياس سمة القلق .
بينما يرى سبلبرجر أن مفهوم حالة القلق يختلف عن مفهوم سمة القلق على أساس هذا التمييز .
1 – حالة القلق : وهى تشير إلى خبرة وقتية متغيرة ومرحلية متعلقة بشعور الفرد بأنه مضطرب هنا والآن .
2 – سمة القلق : وهي تشير إلى ميل أو تهيؤ أو سمة ثابتة نسبياً فى الشخصية .
وتشير حزم على عبد الواحد 1993 إلى أنه يمكن أن نميز بين مفهوم القلق كحالة وسمة على أساس :
- الجانب الأول أطلق عليه حالة القلق ، ويشير إلى القلق كحالة انفعالية مؤقتة أو حالة الكائن الإنساني التي يتسم بها داخلياً ، وذلك لمشاعر التوتر والخطر المدركة والتي تزيد من نشاط الجهاز العصبي الذاتي ، فتظهر علامات حالة القلق وتختلف حالات هذه الحالة وشدتها وتقبلها معظم الوقت .
- الجانب الثاني أطلق عليه سمة القلق ويشير إلى الاختلافات الموجودة بين الأفراد فى استعدادهم للاستجابة للمواقف المدركة كمواقف تهديديه بارتفاع حالة القلق .
وكمفهوم سيكولوجي فإن سمة القلق لها نفس الخصائص التي أطلق عليها أتكنسون " Atkinson, 1964 " دافع (3) وأطلق عليها كامبل " Campbell, 1963 " الاستعدادات السلوكية المكتسبة (4) ما هي الاستعدادات تكسب فى الطفولة وتظل كامنة حتى تجد الظروف
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) Anxiety State . (2) Anxiety Trait .
(3) Motive . (4) Acquired Behavioral Dispositions .
المثيرة التي تنشطها وتثيرها وتبعثها ، أما الاستعدادات السلوكية المكتسبة فى رأي كامبل فتتضمن بقايا من الخبرة السابقة تهيئ الفرد على أن ينظر إلى العالم بطريقة خاصة ، والميل إلى إظهار استجابة ثابتة نسبياً .
بينما يشير إبراهيم محمد عيسى 1997 أننا يمكن أن نميز بين كل من حالة القلق وسمة القلق على أساس :
1 – حالة القلق :
تشير حالة القلق إلى وضع طارئ ووقتي عند الفرد ، ويحدث له إذا تعرض لأحد الموضوعات التي تثير هذا القلق وباختفاء هذا الموضوع أو بالابتعاد عنه تنتهي حالة القلق وتتفاوت شدة الحالة حسب درجة التهديد أو الخطر الذي يدركه الفرد ، متضمنة فى الموقف أي أن أهم ما يميز حالة القلق بأنها حالة انفعالية عارضة أو عابرة ، كما وأنها تختلف فى الشدة وتتذبذب عبر الوقت ، ومن المتوقع أن يحصل هؤلاء الذين ينالون درجات عالية فى سمة القلق على درجات أعلى فى حالة القلق عن هؤلاء الذين يحصلون على درجات منخفضة فى سـمة القلق ، لأنهم يميلون إلى أن يدركوا مدى أوسع من المواقف على أنها مهددة وخطرة .
2 – سمة القلق :
أما سمة القلق فتشير إلى أسباب استجابة ثابتة نسبياً فى شخصية الفرد وتميزها عن شخصيات الآخرين أى أن القلق المثار فى هذه الحالة أقرب إلى أن يكون مرتبطاً بشخصية الفرد منه إلى خصائص الموقف الذي حدث فيه القلق ، ويترتب على ذلك التفاوت فى درجة هذا القلق يرتبط بمستوى القلق عند الفرد كسمة فى الشخصية .
وقلق السمة هو الأكثر ارتباطاً بالصحة النفسية للفرد وهو الذي يتحدث عنه العلماء كعرض للاضطرابات العصابية الذي يمتد فى نشأته ونموه إلى خبرات الطفولة والمثيرات التي يتعرض لها الفرد أثناء التنشئة الاجتماعية ، وهذا يعني أن كل الناس يمرون بحالة القلق إذا عرض لهم ما يقلقهم ، ولكن بعضهم فقط هم الذين يتسمون بسمة القلق .
وتشير سميحة عبد الفتاح 1994 ، أنه يمكن التمييز بين حالة القلق وسمة القلق على أساس :
1 – قلق الحالة :
ويمثل القلق هنا حالة يمكن تصورها كحالة انفعالية (1) ووقتية للفرد تتسم ببعض المشاعر الذاتية والشعورية من التوتر وتوقع الشر ، وهذه الحالات من القلق تتغير فى شدتها وحدتها من وقت لآخر .
2 – قلق السمة :
يعزي إلى الفروق الثابتة نسبياً للميل للقلق الذي يميز بين الأفراد في اتجاهاتهم للاستجابة للمواقف المدركة على أنها مهددة بدرجات عالية فى شدة القلق .
ويشير مصطفى حسين باهي وآخرون ، 2002 ، إلى أنه يجب التمييز بين بعض المتغيرات المرتبطة بالقلق كسمة والقلق كحالة كما ذكرها كاتل :
1 – القلق كسمة :
- زيادة القابلية للضيق .
- زيادة الاستعداد للاعتراف بالأخطاء الشائعة .
- الميل الزائد للموافقة .
- زيادة سرعة ضربات القلب .
- انخفاض زمن الرجع .
- انخفاض حفظ الكتابة .
- سرعة الاشتراك الذاتي (انعكاسات مقاومة الجلد الكهربائي) .
- الانفعال الزائد .
- زيادة النقد الذاتي .
- نقص سرعة الحكم الإدراكي .
2 – القلق كحالة :
- زيادة في حمض الهيبوريك في البول .
- زيادة سرعة التنفس .
- بلازما عالية في الدم .
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) Emotion State .
- سرعة عالية في نبض القلب .
- انخفاض حموضة اللعاب .
- زيادة كمية اللعاب .
- انخفاض قوة الأنا .
- زيادة التوتر العضلي .
- الميل للشعور بالذنب .
- زيادة القابلية للضيق .
- ارتفاع النبض التقلصى .
- انخفاض قوة الإرادة .
- زيادة الاستعداد للاعتراف بالأخطاء الشائعة .
ويميز الباحث بين كل من قلق الحالة وقلق السمة على أساس :
1 – قلق الحالة : (1)
هو شعور انفعالي وقتي يدركه الفرد عندما يواجه مواقف مختلفة تثير لديه نوع من الخوف والتوتر الطبيعي نتيجة لارتباط هذه المواقف بموضوعات ذات أهمية له أو ذات صلة به وتنتهي حالة القلق بانتهاء الموقف المثير أو بمرور الوقت ، وغالباً توجد حالة القلق لدى جميع الناس والقلق هنا حالة تنتهي بانتهاء الموقف المثير أو الحدث .
2 – سمة القلق : (2)
هي شعور انفعالي دائم يلازم الفرد في مختلف المواقف سواء كانت ذات أهمية أو أقل أهمية حيث أنها تختلف من فرد لآخــر تبعاً للعوامل المثيرة للقلق وهي تلازم هذه الفئة من الأفراد باسـتمرار ، والقلق هنا يكون سمة أساسية يتميز بها الفرد وليس حالة مؤقتة .
وبذلك فإن مفهومي حالة وسمة القلق يناظران مفهومي ، الطاقة الحركية والطاقة الكامنة في علم الطبيعية ، فحاله القلق تشبه الطاقة الحركية وتشير إلى الاستجابة أو العملية التي تحدث
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) Anxiety State .
(2) Anxiety Trait .
الآن وبدرجة معينة من الشدة ، أما سمة القلق فتشبه الطاقة الكامنة وتشير إلى اتجاه كامن لحدوث استجابة من نوع خاص ، إذا ما استثيرت مثيرات مناسبة ، وبينما تشير الطاقة الكامنة إلى الاختلافات بين الموضوعات المادية في قدرة الطاقة الحركية التي قد تنطلق إذا حركتها قوة مناسبة ، فإن سمة القلق تشير إلى الاختلافات بين الأفراد في استعاداهم للاستجابة للمواقف الضاغطة بمستويات مختلفة من القلق ، ولذلك فإننا نتوقع من الأفراد الذين لديهم سمة القلق عالية سوف يظهرون ارتفاعاً في حالة القلق أكثر من أقرانهم الذين لديهم سمة قلق منخفضة ، وذلك لتأثيرهم بالمواقف المثيرة كشيء خطر أو مهدد .
ويلخص سبيلبرجر الافتراضات الرئيسية لنظرية القلق كحالة وسمة كما يلي :
1- بالنسبة لجميـع المواقف التي يقدر فرد ما أنها مهددة ، سوف تثير رد فعل لحالة القلق .
2- يدرك الأفراد ذوي سمة القلق العالية المواقف أو الظروف التي تشمل الاختلافات أو التهديدات لاحترام الذات على أنها أكثر تهديداً من الأشخاص ذوي سمة القلق المنخفضة .
3- أن حدة رد فعل حالة القلق سوف تكون متتابعة مع قدر التهديد الذي يمليه الموقف على الفرد .
4- تتوقف فترة رد فعل حالة القلق على ثبات تفسير الفرد للموقف على أنه مهدد .
5- أن المواقف الضاغطة تجعل الفرد ينمي استجابات أو ميكانيزمات دفاع نفسية تخفف حالة القلق عن طريق التقليل من شأن التهديد .
تعقـــــــــيب :
يرى الباحث أنه من خلال استعراض التعريفات الخاصة بحالة وسمة القلق ، أن هذه التعريفات ميزت جميعها بين حالة وسمة القلق على أساس أن حالة القلق هي حالة مؤقتة مرتبطة بالموقف ، أما سمة القلق فهي حالة دائمة مرتبطة بالشخص ، ومما يؤخذ على هذه التعريفات ووجهات النظر المختلفة أنها أغفلت في سردها لمفهوم حالة وسمة القلق ، توقع تحول الحالة إلى سمة في اتجاه سلبي ، والسمة إلى حالة في اتجاه إيجابي وذلك في ظل التأثر بعامل التدريب المتاح للفرد وأساليب العلاج الفعالة التي يمكن من خلالها خفض سمة القلق لتصبح حالة ، ومن ناحية أخرى تعرض الفرد للتوتر المستمر والمشكلات المتراكمة تحمل في باطنها التحول التدريجي لحالة القلق إلى سمة ومن ثم فإننا لا يمكن أن نشير إلى معايير ثابتة يمكن من خلالها التمييز بين حالة وسمة القلق .
المصدر: جزء من بحث للباحث ناجى داود إسحاق
مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر
ساحة النقاش