امينوصورس

ندى أمين الاعور

في يوم ميلاده السادس طلب أمين من اهله ان يزينوا له قالب الحلوى بصورة الديناصور الأضخم الذي عاش على كوكب الأرض وهو السبينوصور. استجابت العائلة للطلب لأن الصبي يحب الديناصورات كثيرا. أمضت العائلة وقتا عصيبا خلال العيد لأن امين سمى نفسه امينوصورس تيمنا باسم الديناصور وامضى الوقت باطلاق اصوات عالية كأصوات الديناصورات وهجم على الاولاد الذين جاؤا كي يشاركوه فرحة العيد يضربهم ويصرخ بهم:

-         انا امينوصورس اقوى وأكبر ديناصور في العالم.

أدى ذلك بوالديه الى زربه في غرفته كي يتمكن الاولاد من اللعب بسلام.

ذهب أمين الى المدرسة في اليوم التالي وازعج رفاقه كثيرا في الملعب. تدخلت المعلمة كي تهدئه لكنه أصر على الضجيج والضرب والصراخ بعد أن اخبرها بأنه امينوصورس الديناصور الذي لا يقهر. شرحت له المعلمة بأنه سيصبح وحيدا اذا بقي على هذه الحال. وقالت له بأن الديناصورات انقرضت منذ زمان بعيد. وأخبرته بأن هذه الحيوانات كانت تعيش وحدها على كوكب الأرض وانه لم يكن هناك من بشر يشاركونهم الحياة.

-         الديناصور القوي لم يكن يؤذي انسانا مثلك يا أمين. فاذا كنت انت تعتبر نفسك ديناصور لا يمكنك ضرب رفاقك ولا الصراخ في وجوههم.

لكن الصبي بقي على حاله ولم يقتنع فهددته المعلمة بطرده من المدرسة. وتلفنت الى امه لتخبرها الحكاية. استاءت الولدة كثيرا واخبرت المعلمة عما حدث في العيد.

-         هو اشطر ولد في الصف ولم اكن اشكو من اخلاقه ابدا. ماذا جرى له ياسيدتي؟

قالت المعلمة.

-         لعلها فترة وتمضي يا آنسة.

اجابت الوالدة ووعدت المعلمة بأنها ستهتم بالموضوع كثيرا.

عاد أمين الى المنزل بعد انتهاء دوام المدرسة. فسألته امه عن احواله في المدرسة خلال النهار.

-         المعلمة لا تفهم يا ماما.

اجابها أمين واكمل

-         فهي تريد طردي من المدرسة فقط لأني امينوصورس الأقوى الذي اضرب ولا احد يستطيع ضربي.

قال هذا واخذ بالصراخ وضرب امه وابيه وشقيقته. أمسك والده بيديه وامسكت امه بقدميه وحملاه الى غرفته.

-          نحن لم نضربك يوما يا أمين. تعقل  يا ولدي فالقوي لا يضرب الضعيف بل يحميه ويدافع عنه.

قال الوالد.

-         في حال طردت من مدرستك بسبب عدائك لرفاقك وضربهم لن تقبلك أي مدرسة اخرى. لا تحرم نفسك من التعليم. فأنت تحب المدرسة.

قالت امه.

في اليوم التالي ذهب أمين الى المدرسة فتحاشاه جميع رفاقه.

-         جميعهم يخافون مني لأني امينوصورس الأقوى. سأذهب الى ملعب الكبار ولن أبقى بيهم.

فكر أمين وتوجه الى ملعب الصف الأعلى من صفه.

شاهد فتى أكبر منه يمشي لوحده فركض اليه صارخا وضربه ولبطه فما كان من الفتى الا ان دافع عن نفسه بواسطة رياضة الكاراتيه التي يتقنها. وقع أمين ارضا وتراكض الطلاب كي يستكشفوا ما جرى ثم جاءت المعلمة.

اخذت المعلمة الولدان المتخاصمان الى مكتبها. وطلبت والدتيهما على الهاتف فحضرتا بسرعة.

اعتذرت والدة أمين من الفتى ومن المعلمة ومن والدة الفتى وقالت:

-         نحن لم نضربه في حياتنا. لكنه منذ فترة قصيرة بدأ بالصراخ وبالضرب لأنه تأثر بالديناصور الذي كان الأقوى.

-         لماذا يا سيدتي لا تعلميه رياضة الكاراتيه فهي تهذب النفس وتعلم الاعب على الدفاع عن نفسه فقط. ابني كريم مر بفترة من العدوانية مثل ابنك تماما. لكن رياضة الكاراتيه حولت عدوانيته الى مسالمة مع الآخرين. وزادت من قوته ايضا.

أجابت والدة الفتى.

نظر كريم الى أمين مبتسما وسأله:

-         هل يستطيع الديناصور القوي أن يقفز كما قفزت انا حين ضربتني فأوقعتك أرضا.

فكر أمين ثم اجاب

-         اريد أن اصبح صديقك. هل تعلمني رياضة الكاراتيه؟

عانق كريم امين وطبع قبلة على خده.

أما أم كريم فأعطت أم أمين عنوان نادي الكاراتيه. فتبسمت المعلمة وودعت ضيوفها وعاد كل ولد الى صفه.  

 

 

 

 

 

 

المصدر: قصة للاطفال من تأليف ندى امين الاعور
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 138 مشاهدة

ند ى أمين الاعور

Nadamine
الشهادات العلمية تموز، 1988 الجامعة الأميركية في بيروت، بيروت، لبنان ماجستير في الآداب الخبرات المهنية شباط 1995 –حزيران 2001 مؤسسة ومنسقة نشاطات النادي البيئي المدرسي "بلو اند غرين" ، مدرسة يسوع ومريم، الربوة، لبنان. حزيران 1999 - نيسان 2001 مديرة البرامج، شريكة المركز الدولي للتنمية، المتحف، شارع اوتيل ديو، بناية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

130,680