زراعة محصول الكسافا وإنتاج المعجنات و المخبوزات من دقيق و نشا الكسافا – أحد المشروعات الزراعية المتوسطة
أ.د./ زكريا فؤاد فوزى – أستاذ باحث – قسم بحوث الخضر – شعبة البحوث الزراعية و البيولوجية – المركز القومى للبحوث
د./ نعمة التهامى – أستاذ باحث مساعد – قسم بحوث الخضر – شعبة البحوث الزراعية و البيولوجية – المركز القومى للبحوث
أ.د./ أحمد محمد سعيد – رئيس شعبة الصناعات الغذائية – المركز القومى للبحوث
الكسافا من المحاصيل التجارية الأكثر أهمية التي تنجح زراعتها في المناطق الاستوائية ، لسهولة زراعتها كما انها ليست بحاجة لعناية كبيرة بعد الزراعة ، وفي الوقت نفسه تعطي محصولا كبيرا من النشا و الدقيق يمكن أن تستهلك في أغراض مختلفة .
إنتاج العالم من الكسافا ، 110-120 مليون طن ، أفريقيا تنتج 42 ٪ أمريكا الجنوبية 30 ٪ ، آسيا 28 ٪، و يتم استهلاك حوالي 90٪ من هذا الإنتاج محليا في البلاد المنتجة .
السوق الأوروبية واحدة من أهم المناطق المستوردة لمنتجات الكسافا وذلك لاستخدامها في إعداد الوجبات الغذائية بسبب ارتفاع أسعار الحبوب المستخدمة في تشكيل هذه الوجبات في تلك الدول .
تؤكل أوراق الكسافا و الفروع بعد إجراء عملية الطهى وتكون مصدرا لبعض الفيتامينات و البروتين . و تستخدم الدرنات الطازجة بعد التقشير بين الوجبات ، شريطة أن لا يزيد عمر الدرنات عن بضعة أشهر وتستخدم الدرنات مباشرة كغذاء
واحدة من الفوائد الرئيسية للكسافا هو الحصول على النشا الذي يستخدم لأغراض صناعية مختلفة في إنتاج البسكويت و الحلوى، و الفواكه المعلبة والمربات و صنع المركب المعروف باسم Monsodium glantamate كعامل للتتبيل للحوم والخضروات و ايضا صناعة وإنتاج البسكويت المختلفة في صنع الآيس كريم و في صناعة بعض الخميرة الجافة .
الصادرات من الكسافا إلى الأسواق العالمية تتم في أشكال مختلفة مثل شرائح الشيبسى أو الدرنات الكاملة الجافة أوالمجزأة إلى مكعبات صغيرة أو الكعك و البسكويت أو النشا .
وتستخدم درنات الكسافا في كثير من الأحيان في الحصص الغذائية الجافة لإعداد وسيلة لتغذية الحيوانات المختلفة .
واحدة من المزايا الرئيسية للكسافا هو إمكانية خلط دقيق القمح بنسبة 10٪ الى 15 % لتشكيل خليط من الطحين مناسبة لصنع الخبز .
يستخدم نشا الكسافا في الأغراض الصناعية المختلفة. أهم الأسواق بالنسبة للبلدان السوق الكسافا من أوروبا و الولايات المتحدة و هي أكبر مستورد للكسافا ، حيث واردات هذه الدول غالبا ما تكون في شكل درنات الكسافا المجفف ومجزأة في اشكال مختلفة .
في ضوء ما تتمتع بة الكسافا من مزايا عدة من حيث أن النباتات تتحمل الجفاف والملوحة و احتياجاتها السمادية قليلة نوعا من المحاصيل الأخرى الموازية لذا يجب للتوسع في زراعة الكسافا في مصر خاصة الأصناف ذات المردود الاقتصادي المتعدد ، على سبيل المثال ، تستخدم اجزاء محصول الكسافا المتنوعة كعلف حيوانى غير تقليدى بعد معاملة بسيطة بالإضافة إلى إمكانية استخدام أجزاء الخضري من الكسافا في إعداد بعض الأطعمة ، و إمكانية استخراج الإيثانول والوقود الحيوي من درنات الكسافا.
الكسافا محصول يتحمل الظروف البيئية القاسية و البيئات الجافة جدا وتعد الكسافا واحدة من المحاصيل المهمة في المناطق التي يقل فيها هطول الأمطار ، و بالتالى تنجح زراعتها فى الأراضى الصحراوية
اثبتت العديد من التجارب فى مصر نجاح زراعة الكسافا فى البيئات الصحراوية و تعطى محصولا جيدا و بتكلفة قليلة نسبيا .و بالتالى نرى ضرورة انتشار زراعتها كهدف قومى للمساهمة فى سد الفجوة الغذائية من خلال الأحلال التدريجى و الجزئى و الخلط بين دقيق الكسافا و دقيق القمح فى صناعة المخبوزات المختلفة و الذى يمكن ان يصل لأكثر من 20 % و يمكن ان ينظر لمحصول الكسافا بعين الأعتبار كمنتج علف حيوانى غير تقليدى بديلا عن الذرة الصفراء و التى يمكن ان توفر العملة الصعبة التى تستخدم فى استيراد تلك الأعلاف التقليدية.
و درنات الكسافا ايضا تستخدم ايضا فى صناعة الشيبسى و يعد افضل صحيا و اكثر قيمة غذائية و اقتصادية من الشيبسى المصنع من درنات البطاطس ، و تعتبر الكسافا مصدرا هاما فى إنتاج الوقود الحيوى ( الأيثانول ) و الذى يمكن ان يساهم بشكل أو بأخر فى تقليل الأعتماد على المصادر التقليدية للطاقة ذات الأنبعاثات للغازات الدفيئة التى تسبب تلوثا كبيرا لكل مكونات المنظومة البيئية.
المشروع يبدأ بزراعة العديد من أصناف الكسافا التى تم تقييمها تحت الظروف المصرية و أعطت نتائج جيدة و محصول كبير ثم يتم إستخراج النشا و الدقيق بطرق مختلفة و إنتاج المنتجات الغذائية " المعجنات و المخبوزات المختلفة" سواء بالخلط مع دقيق القمح أو تصنيع بعض أنواع البسكويت و المعجنات الأخرى من دقيق الكسافا مباشرة و كذلك تصنيع شيبسى الكسافا ذو الجودة الغذائية العالية.