<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:16.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-bidi-font-family:"PT Bold Heading"; text-shadow:auto; font-weight:bold; text-decoration:underline; text-underline:double;} </style> <![endif]-->
عظمة الإسلام في التعامل مع الآخرين
من دكتور سرحان سليمان في 11 يوليو، 2011، الساعة 08:10 صباحاً
تاريخنا الاسلامى ملىء بالصفحات المشرقة التى تبعث فى النفس الشعور بالعزة والفخر ..وسوف نقوم معا بفتح هذه الصفحات لنرى من خلالها عظمة ديننا وامتنا...
وسنبدأ اول صفحه مع واحد من اعظم العهود فى تاريخنا الاسلامى ,عهد عقدته الدوله الاسلاميه القويه المنتصره مع اهل بلدة صغيره طلبوا الصلح بعد ان طال بهم الحصار..سنبدأ مع العهده العمريه لنصارى بيت المقدس فى العام الخامس عشر الهجرى..فعندماطلب نصارى بيت المقدس الصلح اشترطوا ان يكون الصلح مع امير الؤمنين نفسه وليس مع قائدالجيش,فأرسل قائد الجيش عمرو بن العاص الى امير المؤمنين عمر بذلك فسار عمر بن الخطاب بنفسه ليتم الصلح,ولننظر الى موكب الخليفه فى هذه الرحله....
خرج عمربن الخطاب امير المؤمنين فى موكب لا يضم الا عمر وخادمه و بعير واحد يتعاقبان عليه الركوب فيركب عمر لفتره ثم ينزل ويركب الخادم لنفس الفتره وهكذا الى ان قدموا الشام,فلما قدمها عمر اعترضت طريقه مخاضه من المياه فنزل عن بعيره وخاض الماء مع بعيره,فقال له ابو عبيده:لقد صنعت اليوم صنيعا عظيما عند اهل الارض,فقال عمر :او لو غيرك يقولها يا ابا عبيده,انكم كنتم اذل الناس ,فاعزكم الله بالاسلام,فمهما تطلبوا العزة بغيره يذلكم الله...
هذا هو موكب عمر موكب من خرج لحفظ الارواح وليس للتعالى على الناس واظهار السطوه والجبروت..
وكتب لاهلها عهدا يبين عظمة الاسلام فى التعامل مع الاخر,وتقديسه للنفس البشريه واقراره لحرية الاعتقاد..فاعطى لاهل البلده الامان التام على انفسهم واموالهم واعطاهم الحريه الكامله فى دينهم وعباداتهم بل نص على الا تمس صلبانهم ولا تهدم كنائسهم...وانه لا يؤخذ منهم شىء حتى يحصد حصادهم ,وان اصابهم جدب سقط عنهم ما فرض عليهم..
ولننظر الى هذا الموقف الرائع..عندما دخل عمر بن الخطاب الى كنيسة القيامه وحان وقت الصلاه,فقال للبطريرك:اريد الصلاه,فقال له :صل موضعك,فامتنع عمر,وصلى على الدرجه التى على باب الكنيسه منفردا ,فلما قضى صلاته قال للبطريرك:لو صليت داخل الكنيسة اخذها المسلمون بعدى,وقالوا هنا صلى عمر,وكتب لهم عمر:الايجمع على الدرجه للصلاة, ولا يؤذن عليها...
هو حفظ الإسلام لمقدسات الاخرين وتقديره لها وحرصه على عدم المساس بها..
ولنقارن هذا بما فعله الصليبيين عندما دخلوا بيت المقدس بعد ذلك باسم الدين -وفقا لما ذكره ستيفن رينسمان ,وغوستاف لوبون,وريموند داجميل فى كتبهم-وما ذكره بن الاثير فى تاريخه- ان الصليبيين لبثوا اسبوعا يقتلون المسلمين فقتلوا فى المسجد الاقصى ما يزيد على سبعين الفا منهم جماعه كبيره من ائمة المسلمين وعلماؤهم وعبادهم ,وكانوا يزهون بانهم دخلوا بيت المقدس وارجل خيولهم تغوص فى دماء المسلمين,الى جانب ما فعلوه من استباحة الحرمات والمقدسات ,ومن نهب للاموال..
ولنقارنه بما فعله ويفعله اليهود من مجازر وبشاعات عند دخولهم بيت المقدس
فهذا هو الاسلام ومبادؤه فى اقرار حقوق الانسان وحريته فى الاعتقاد بالواقع العملى,وليس بالشعارات والوعود البراقه كما هو واقع الان..فإن اهم ما فى هذا العهد انه تم تطبيقه حرفيا والتزم به جميع المسلمين ولم ينقضوا ايا من بنوده,وهذا هو الاسلام فى حفظ العهود..
وهذا نص العهد لنرى عظمة ورحمة ديننا وامتنا...
هذا ما اعطى عبد الله بن عمر امير المؤمنين,اهل ايلياء,من الامان,اعطاهم امانا لانفسهم واموالهم ولكنائسهم وصلبانهم سقيمها وبريئها,وسائر ملتها,ان لا تُسكن كنائسهم,ولا تهدم,ولا ينتقص منها,ولامن حيزها,ولا من صليبهم,ولامن شىء من اموالهم,ولا يكرهون على دينهم,ولا يضار احد منهم,ولا يسكن ايلياء معهم احد من اليهود,وعلى اهل ايلياء ان يعطوا الجزيه,كما يعطى اهل المدائن,وعليهم ان يخرجوا منها الروم واللصوص,فمن خرج منها فانه آمن على نفسه وماله,حتى يبلغوا مأمنهم,ومن اقام منهم فهو امن,وعليه مثل ما على اهل ايلياء من الجزيه,ومن احب من اهل ايلياء ان يسيربنفسه وماله مع الروم
,ويخلى بيعهم وصلبهم فانهم آمنون على انفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم,فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على اهل ايلياء من الجزيه,ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع الى اهله فانه لا يؤخذ منهم شىء حتى يحصد حصادهم,وعلى ما فى هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله,وذمة المؤمنين اذا اعطوا الذى عليهم من الجزيه..شهد على ذلك خالد بن الوليد,وعمرو بن العاص,وعبد الرحمن بن عوف,ومعاويه بن ابى سفيان..كتب وحضر سنة خمسة عشر للهجره
ساحة النقاش