لا تـقـطـع إصبـعـك

تأخرتْ زوجة أحد السلاطين في الإنجاب فأتى بالأطباء ليعالجوها وشاء الله أن حملتْ زوجته ففرح بحملها فرحاً شديداً ولكنها عندما وضعت مولودها كانت إحدى يديه بأربعة أصابع فقط

 

حزن السلطان حزناً كبيراً وخشيَ أن يصبح لدى الطفل الصغير عقدةٌ نفسية فجمَع مستشاريه وإستشارهم بإيجاد حل فقال أحدهم : 
الأمر بسيط يا مولاي فقط قم بقطع إصبع من يد كل المواليد الجُدُد فبذلك سيتشابهون كلهم مع إبنك

 

أُعجب السلطان بالفكرة فكان كلما وُلد مولود قطعوا له إصبعاً ، وبعد مرور عشرات السنين صار كل الأطفال في السلطنة لديهم أربعة أصابع بإحدى أيديهم

 

وبعد عشرات السنين حضر إليهم شاب له خمسة أصابع بكل كف كما هو في أصل خِلقة البشر فإستهجن جميع سكان السلطنة شكله الغريب وصاروا يسخرون منه فضاق بهم ذرعاً وفكّرَ أن يقطع أصبعاً من يده كي لا يبقى مختلفاً عنهم وليصبح مثلهم

 

والسؤال الكبير هنا :

هل يمكن لمجتمع ما أن يكون معاقاً بالكامل
الجواب : نعم فقد حدث هذا بالتاريخ مرات عديدة فالله سبحانه كان يرسل الأنبياء للمجتمعات البشرية لتصحيح إعاقاتهم الفكرية والسلوكية والدينية ومنهم :

 

مجتمع - إبراهيم عليه السلام
كان مـعـاقـاً بعبـادة الأصنام 
وكان إبراهيم بـيـنـهم غريبـاً 
لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم 

 

مجتمع - لوط عليه السلام
كان معظمهم معاقاً بالشذوذ
وكان لوط يبدوا بينهم غريباً 
لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم

مجتمع  - شعيب عليه السلام 
كان معاقا بالرِّبا والتطـفـيف
وكان شُـعيب بـيـنـهم غريبـاً
لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم

                     والقاعدة الفقهية تقول :
                إجماع الناس على محرم لا يُحِلُّه

                       فالـخـطـأ يـبـقى خـطـأ
                      ولـو فـعـلـه كـل النـاس
                       والصواب يبقى صـواباً
                       ولـو لـم يـفــعـلـه أحـد

فإذا كنت على يقين من صوابك
فـلا تـتـنـازل عـنـه لإرضـاء أحـد
فغيرك لا يـخجلون من خطـئـهم
فَـلِمَ تـخـجـل أنـت من صـوابـك
علـيـك بـسلـوك طـريـق الـحـق
ولا يـمنـعك عنه قلة السالكـيـن
ولا تـســلـك طــريــق الـبـاطــل 
ولا يـغـرنك فيه كـثـرة الهالكيـن

 

 

__________

قصة وعبرة

المصدر: قصة وعبرة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 286 مشاهدة
نشرت فى 23 سبتمبر 2022 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,163

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.