<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

خلافات زوجية-إساءة للأطفال وصعوبات تعلم(2)

 

توقفنا فى المرة السابقة عند تأثير الإساءة على الأطفال وهل يؤدى ذلك إلى تأثير بيولوجى على المخ والإجابة نعم أى أن الإساءة للأطفال تؤثر على البناء التركيبى للمخ وتؤثر فى نمو وتطور وإرتقاء الخلايا العصبية والمراكز العليا بالمخ فى السنين الأولى من عمر الطفل ودعونا نشرح ذلك تفصيلاً:فى أثناء نمو وتطور المخ فى السنين الأولى من عمر الطفل يوجد ما يسمى بالفترات الحساسة وهى الفترات التى يتأثر فيها المخ بالخبرات المستمدة من البيئة الخارجية ومن الرغم من أن هذه الخبرات فى غاية الأهمية لنمو المخ وإرتقائه ألا أن هذا يتوقف على مواصفات هذه الخبرات فالحب والدفء العاطفى المستمد من ضم  الأم لطفلها وإحتوائه وإصرارها على الرضاعة الطبيعية وبذل الجهد فى ذلك هو أول الخبرات التى يتأثر بها الطفل لكن فى المقابل هناك خبرات مؤلمة كأن ترفض الأم طفلها لاشعورياً كأن يأتى كما يسميه البعض غلطة لكون الحمل حدث رغم استخدام موانع الحمل أو لأن جنس الطفل غير مرغوب فيه أو لأن الأم أصابها الإكتئاب  بعد الولادة لسبب أو لأخر فتشعر برفض الطفل ربما لرفض المسئولية الجديدة  خاصة مع الطفل الأول أو لأن العلاقة الزوجية مضطربة وهذا الطفل أسهم فى التورط الأبدى لهذه الزيجة فتجد الأم لاتحمله أو ترفض الرضاعة الطبيعية بحجة إن ما عندهاش لبن-بالرغم من إن الرضاعة الطبيعية رغبة وإرادة وإصرار- أو ترضعه كما يسمى البعض لبن الزعل أو لبن النكد وقد تصف الأم ذلك بأن الطفل بيتلوى وهو بيرضع كأن فيه حاجة بتقرصه وكل شوية يسيب صدرها علشان يعيط ويرجع يكمل.....سبحا ن الله وهذه هى أول خبرة مؤلمة من الممكن أن يمر بها الطفل منذ الولادة  وتؤثر فى نمو مخه وتطوره ومن ثم نمو الذكاء والقدرة على التعلم والسلوك فيطلع عصبى المزاج أو عنيد أو عنده فرط حركة وتشتت انتباه أو....أى شكل أخر أخر حسب تكوينه واستجابة المخ لهذه التجارب التى تؤثر فى فترة الست سنوات الأولى من عمر الطفل وأذكركم أن الإساءة هى أحد أهم الأسباب التى تؤثر فى نمو المخ لكن كما ذكرنا سلفاً أن تطور المخ أيضاً يتأثر بعوامل أخرى مثل نقص الأكسجين أثناء الولادة أوالإصابات الطفيفة المتكررة للرأس والتلوث البيئى والمواد الحافظة فى الأطعمة المختلفة وسوء التغذية فى السنين الأولى من عمر الطفل....نعود مرة أخرى للفترات الحساسة نستطيع أن نقول أنها فترة وجيزة من فتح نافذة القابلية و الإستعداد العالى للتأثر بالمثيرات الخارجية إنها فترة احتياج وفترة لإنتهاز الفرص لبدء تنشيط وتفعيل البرامج الكامنة فى مراكز المخ المختلفة للتعلم والإنتباه والذاكرة واللغة والسلوك والتفكير.إنها فترات حرجة إذا أهملت فيها استثارة الطفل بالمثيرات البيئية الملائمة لأدى ذلك إلى اختلال تطور المخ.لكن كيف نفهم ذلك؟ لكى نفهم ذلك لابد أن نعرف المرادف البيولوجى للفترات الحساسة وكيف تؤثر البيئة الخارجية فى ارتقاء المخ.يحدث ذلك من خلال تأثير العوامل الخارجية –عن طريق الهرمونات والمرسلات العصبية على الخلايا العصبية فى المخ فتترجم الخلايا العصبية ما يصلها من معلومات فى شكل زيادة فى التفرعات للألياف العصبية وكذلك التشابك والإتصال بين الخلايا العصبية لعمل تكوين شبكى من الإتصال بين الخلايا وهذا التكوين لايحدث بشكل عشوائى ولكن له ترتيب معين ومحدد ويحدث طبقاً لجدول زمنى محدد وهو الذى يحدد بدء هذه الفترات الحساسة بحيث يصبح المخ جاهزاً لاستقبال المؤثرات البيئية لتطور وظيفة معينة فمثلاً الحرمان البيئى يؤدى إلى تأخر فى نمو اللغة وقد يحتاج نموها بعد أن تمر الفترة الحساسة التى تصبح فيها اللغة نشطة وعلى أهبة الإستعداد للنمو والتطور عندئذ إنماؤها يحتاج فى الغالب إلى تدخل نشط بعكس نموها الذى يحدث بسهولة ويسر إذا تم استغلال الفترات الحساسة وتغذية المخ مبكراً بالمثيرات السمعية اللازمة لتطور اللغة وقد نفهم ذلك أكثر حينما نعرف أن الأطفال الصم قد يبدأون فى المناغاة مبكراً ثم يتلاشى ذلك سريعاً لحرمان المخ من المثيرات السمعية اللازمة لنمو اللغة وبالمثل الأطفال الذين المصابون بالمياه البيضاء منذ الولادة أو المصابون بالحول مالم يتم علاج هذه العين فى فترة زمنية محددة فإن هذه العين يهملها المخ بعد ذلك ولايمكن إصلاح الرؤية فى هذه العين بعد ذلك نظراً لحرمان المخ من النبضات العصبية الناقلة للمثيرات البصرية من هذه العين.والأن ماذا أريد من هذه الرسالة؟أريد أن نتعلم أن السنين الأولى من عمر الطفل فى غاية الأهمية وتؤثر فى نمو المخ ولتعلم كل أم وليعلم كل أب أن تحمل طفلك بين ذراعيك وتقبله وتضمه إلى صدرك وتنظر فى عينيه منذ ولادته وتتكلم إليه فى السنتين الأولتين كل ذلك خير معين على استغلال الفترات الحساسة اللازمة لتنصيب البرامج الإلهية التى هى من بديع صنع الله التى وضعها فى مخ الإنسان أريد أن يعلم الجميع أن الحرمان من الحنان والتفاعل مع الطفل مبكراً يؤدى إلى فقد التشابك وخلل فى تنظيم وتركيب التكوين الشبكى بين الخلايا العصبية التى تشكل المراكز المخية اللازمة للتفكير والذاكرة والسلوك والتعلم أريد أن نعرف أن مع مرور الوقت خاصة بعد سن الست سنوات قد يصبح التغيير والتعديل وإنماء الوظائف المعرفية فى غاية الصعوبة ويحتاج إلى تدخل مكثف يعد تأهيلاً وليس تغييراً نظراً لفقد الخلايا العصبية المرونة واللدانة التى تميزها فى السنين الأولى من العمر والتى تعنى أن الخلايا تستطيع أن تغير من تشابكها باستجاباتها للمؤثرات الخارجية تلك الإستجابة التى تتضاءل مع الوقت بحيث لايعد هناك فرصة كبيرة لأن تستجيب الخلايا لتغيير سلوكياتنا تجاه الطفل ....ألا يستحق الطفل أن ننبذ الخلافات ونتسامى عن المشكلات ونؤثره على الذات لأنه أمانة لابد أن نصونها قبل أن نفاجأ أن الوقت قد فات ؟!

د.نهلة نور الدين حافظ

أخصائى الطب النفسى والأعصاب

المصدر: ملفات العيادة النفسية للأطفال
  • Currently 180/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
60 تصويتات / 971 مشاهدة
نشرت فى 3 أغسطس 2011 بواسطة Mostasharnafsi

ساحة النقاش

د.نهلة نور الدين حافظ

Mostasharnafsi
موقع يهدف لنشر الوعى بالصحة النفسية والتدريب على مهارات تطوير الذات من خلال برامج العلاج المعرفى السلوكى السيرة الذاتية: الاسم: نهلة نور الدين حافظ الجنسية: مصرية الحالة الاجتماعية: متزوجة وأم لطفلين المؤهلات الدراسية: ◊ بكالوريوس الطب والجراحة-قصر العيني- دفعة ديسمبر 1993-تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف. ◊ ماجستير الطب النفسي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

357,174