authentication required

( الكَذِبُ)

 

الكذاب مفضوح من عينيه ومن حركته ومن لغة جسده ، من تغير نقطة البحث ، إنفعاله الغير مبرر ، من رفرفة عينيه المتكررة ، من إشاحة عينيه عنك فهو لا يجرأ على الاستقرار في نظره إليك .

 

الكذاب مهزوم ومهزوز من الداخل ، لهذا تجده يأتي بحركات غير منطقية باتجاه عينيه وفيه ، وملامسة وجهه ورقبته ، وسعاله الكاذب ، وتنحنحه ومط شفتيه ليستر رائحة كذبه .

 

تجده يسوق كذبه بتفاصيل كثيرة كمقدمة لحكايته، ويأتيك بقصة معقدة ويتمسك بالدقيق منها كي لاتتفلت منه عبارة تنم عن كذبه ، ويُجملُ لك عباراته ، يُكتر الحلف والقسم ، وقديبلغ به الحال أن يذرف دمعه لتوكيد حكايته .

 

يتفادى الكذاب الإجابة المباشرة عن أي سؤال ويأتيك  بالكثير من المعلومات التي لا تمت بصلة لمحور الحديث ونقطة البحث  ويقوم بتغيير الموضوع و يحاول التنصل لموضوع آخر مختلف تماما.

 

الكذاب يراقب من يكذب عليه فإن لاحظ أن أمره قد بات مكشوفاً لاذ  بالغضب والإنفعال وتوقف عن سرد التفاصيل وحاول إغلاق الموضوع بشكل سريع.

وإذا ما بادرته بسؤال مفاجئ ينم عن شكوكك فيه ، تجده يطلب منك إعادة السؤال ، وتراه يقع في التكرار مراوغاً  بعبارات بذاتها كي يحصل على الوقت للإجابة ، وعندما يسقط بيده ، ينكر عليك سؤالك ويتهمك بسوء النية اتجاهه ، وهو هنا يدعي تعاطفه معك و محبته الجليلة لك وتضحيته من أجلك .

 

عندما يكون مستغرقاً في كذبه وتبادره بالقول  أعطني من النهاية أوعبارة مماثلة ، تجده في تلعثم وفقدان للتوازن المنطقي وقد ينفصل لسانه عن عقله ،هنا يلجأ لعبارات مهزومة كأن يقول ربما خانتني ذاكرتي وقد أكون مخطئ،ويتبع ذلك بابتسامة مزيفة ويقلب شفتيه، ويلوح برأسه كضب ثمل ، وترتعش قداماه ويأتي بحركات وعبارات كسكير بالهزيع الأخير من الليل ، وتفوح رائحة تعرقه .

 

وإذا ما طلبت منه أن يعيد لك ما قال منذ البداية فهو لن يكون قادراً ، لأن من طبع الكاذب النسيان لهذا قيك:( إن كنت كذوباً فكن ذكوراً ) وللهروب من ذلك قد يدعي أن أصبح في وضع صحي مؤلم ، ليتلاعب بمشاعرك وإشعارك بالذنب اتجاهه لما وصلوا إليه من تعب وأنت الشخص الشرير في القضية .

 

وللكذاب أعذار تكاد تكون مفضوحة كما ضوء الشمس وذلك عندما يشعر أن أمره بات مكشوفاً ، كأن يدعي النعاس أو أن شخص بحاجة إليه أو أن رسالة وصلته ، أو أنه بحاجة للذهاب للخلاء....  

 

وقبل كل ما سقته من أدلة الكذب ، حدسك ينبيك بالحقيقة أولاً وأخيراً .

وختاماً  : ألا لعنة الله على الكاذبين .

 

د. عمر أحمد العلوش

Moltkaa

sticker_1691790741058.png

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 27 أغسطس 2023 بواسطة Moltkaa

Moltka althfaf

Moltkaa
Literary Forum »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

17,705