لازلت مؤمناً بأن الغرب لا يريد لنا الخير مطلقاً.. هذا صحيح بنسبة كبيرة.. لكن هل نريد نحن هذا الخير لأنفسنا؟!

نحب دائماً أن نصرخ بأعلى ما فينا الغرب.. إسرائيل.. لعنهم الله وحطّم بيوتهم.. وثكّل أطفالهم و رمّل نسائهم.. هم السبب في كل شيء نحن فيه.. نعم أنا مؤمن بهذا إلى حد كبير.. لكن بنظرة براجماتية دعنا نرى هل هم على خطأ؟؟

هم الذين أدخلوا لنا المخدرات مثلاً.. فهل خطأهم أننا نحن من أدمناها؟؟

كل ما يخرج من نبتة الخشخاش.. البانجو، الحشيش، الأفيون.. نبات ساحر للغاية، لكن هل الغرب مسئول مسئولية كاملة عن هذا؟؟

دائما الشر أكثر إيجابية من الخير, أكثر تقدماً.. لا أعلم لهذا تفسيراً سوى أن الشيطان شاطر.. لكن دعنا نرى هذا..

فتاة شابة جميلة يمكن أن يحلم بها أي شاب.. لكنها يا حبة عين والدتها تحب شاباً معيناً. تراه أفضل ما في الحياة.. وغاية المراد من رب العباد.. أضف لهذا عدم وجود عمل مناسب لها.. أضف أنها أصبحت في سن الخامسة والعشرين ولم تتزوج.. ضغوط من كل جانب عائلية واجتماعية وجنسية.. لا تجد لنفسها مهرباً سهلاً وبسيطاً سوى أن تفعل شيئاً خاطئاً.. أياً كان الخطأ..

يمكننا أن نراها وهي تمشي الهوينى (تقدم رجلاً وتؤخر أخرى) وتنظر بعينين لامعتين خائفتين إلى موزع المخدرات الموجود في مكانه الذي يعلمه الجميع بمن فيهم رجال الشرطة كالعادة.. وعندها تخرج المال.. إن بضعة جنيهات لن تكون صعبة على فتاة مثلها.. إنها بضعة جنيهات.. وتشتري قطعة الحشيش الصغيرة التي يمكن أن تكيفها لمدة ساعات طويلة. تعود للبيت وهي تنظر حولها خشية أن يتم القبض عليها.. وكأنها تسير في الجنة.. وتصل لمنزلها وتدعو إحدى صديقات السوء.. ويبدأ المرح.. الكثير من الضحك الهستيري الكثير من النكات الغريبة التي ليست نكاتاً ولكنهما يضحكان بكل ما أوتيتا من قوة.

وبعدها تجد الفتاة أنها لم تفعل شيئاً بعد لقد تحول مخها بسبب المخدر الذي (على حد قول الشباب لا يجعلك تدمنه أبداً!) إلى شعاع ليزر قوي جداً.. قوي في التركيز، لكن لا يمكن أن يضيء علبة سمن صدئة.

ربما وجدت المزيد من الحجج الفارغة لتضعها في رأسها.. لماذا لا أدخل إلى الشات؟؟ الشات هذا الاختراع اللعين الذي أصبح لا يخلو مكان منه.. مضيعة للوقت والمال والمجهود.

وما أن تدخل بكونها فتاة حتى تجد عشرين ألف شاب يحاولون التودد إليها إما بالكلمات الجارحة أو الكلمات المعسولة.. أكبر نسبة شباب يقبع على الشات لأطول مدة في العالم لن تجد من يتفوق علينا في هذا المضمار.. تخيل أن تجد في برنامج الشات الواحد ثمانمائة شاب عربي.. اضرب العدد في مائة برنامج مثله على الأقل.. يوجد لدينا ثمانون ألف شاب لا يفعلون شيئا سوى محاولة اصطياد الفتيات.. المشكلة أن الفتيات أنفسهن لسن فتيات.. نسبة ستين في المائة منهن أولاد يدعين أنهن فتيات.. ثلاثة أرباع هذا العدد يدعي أنه فتاة منحرفة ليتمكن من الحديث مع الفتيات بحرية أكبر, المشكلة الوحيدة في هذا أنه لا يدري أنه يكلم رجل مثله يدعو الله (شوف الورع) أن تكون هذه هي فرصته لكي يتعرف على فتاة جديدة.

النتيجة.. صفر صفر لصالح الاثنين. وهنا نجد فتاتنا التي (عملت الدماغ) أصبحت إحدى هذه الفرائس.. إنها لا تدري ما يمكن أن يحدث لها لو انتشر خبر بأنها حقيقية.. سأدع هذا لخيالك ولنتركها لأننا لن نتمكن من فعل شيء لها في حالتها هذه ربما اتهمنا أحدهم بتحريضها على أي شيء.. البعد عنها الآن غنيمة.

هل لا تزال معتقداً أن الغرب الفاسق هو السبب في ما نحن فيه؟؟ نعم هم اخترعوا الشات لكن نحن من استخدمناه أحقر استخدام ممكن له.. هم إخترعوا المواقع الإباحية ونحن دخلناها بغض النظر عن أنهم لم يصنعوها من أجلنا بأي حال لكن حب الاستشهاد فينا يجعلنا نلطم الخدين.. انظروا إلى "الكفرة الأنجاس".. كيف يصنعون المواقع الإباحية لكي يدمروا شبابنا.. يا سلام.. يعني هم مش عندهم شباب برضه.. الموضوع أبسط بكثير من هذا يا عزيزي يا أخي يا حبيبي.. لن ينفق أحد مليارات الدولارات سنوياً على استضافة مواقع كتلك أو اختراع اختراعات أياً كانت فقط من أجلنا.. مثلاً الشات من جديد.. لماذا كان.. كان فكرة أن يقوم الطلبة في الجامعة بنقل المحاضرات من بعضهم مثلاً أو يتناقشون في شيء مفيد على سبيل المثال أو أن يقوم رجال الجيش (الذين اخترعوا الإنترنت في الأساس بالمناسبة) بنقل المعلومات بوسيلة سلسة.. يجب أن يدخل أي شيء في نطاق التسلية مهما كان.. لكن نحن حولناه بالفعل إلى ماخور كبير. هل هو الفراغ ؟؟ اسئلة مرعبة كثيرة لم أستطع الإجابة عنها وحدي. فليرحمني الله, لو أبقاني حياً.

نظرية المؤامرة جاهزة الآن في يد كل واحد يقرأ هذا.. إنني عميل، جاسوس، خائن، ملحد، شاذ.. لكن بالله عليك.. فكر لحظة واحدة.. هل هم على خطأ.. أم أننا نحن فقط من يخطئ في حق أنفسنا، بحيث لم يعد أحد يحتاج إلى مؤامرات لتدميرنا؟؟

MohamedYahya578

Acc. Mohamed Yahya Omer Egypt , Elmansoura ,Talkha

  • Currently 143/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
47 تصويتات / 695 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2007 بواسطة MohamedYahya578

MOHAMED YHYA OMER

MohamedYahya578
وارحب بكل من يزرو هذه الصفحة واتمنى ان ينتفع بما فيه من معلومات »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

223,492