| |||
بسم الله الرحمن الرحيم عقد النكاح : هو الرابطة الشرعية بين الزوجين ، وهو بمثابة ميثاق يبرم بين الزوج وولي الزوجة . وبه تثبت أحكام كثيرة في النكاح ، وقد سماه الله تعالى ميثاقاً غليظاً فقال تعالى : ( وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً ) – سورة النساء 21 – ولأهميته نبين هنا شيئاً من آدابه :
· فمن الآداب الواجبة : التقيد بشروط النكاح وهي : خلو الزوجين من الموانع التي تمنع وقوع العقد ، والإيجاب والقبول . · ومنها : التقيد بأركان النكاح وهي : حضور الزوجان ، ورضاهما ، والولي والشهود ، فلا نكاح بدون ولي . لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا نِكَاح إِلا بوَلِي وشَاهِدي عَدلٍ ) . رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني .
· الحذر من العقد لرجل لا يصلي أو امرأة لا تصلي فإنه لا يعقد لزوجين أحدهما لا يصلي ، لأن تارك الصلاة كافر . · الحذر من العقد على المعتدة من طلاق أو وفاة . مع العلم أن المطلقة قبل الدخول بها لا عدة لها فيجوز العقد عليها . · على العاقد أن يعرف المحرمات في النكاح حتى لا يعقد على إحدى المحارم. · من السنن تقديم خطبة الحاجة وهي : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحمده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، ويقرأ ثلاث آيات في التقوى وهي : قول تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1) وقوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102) وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب:70)
· أن يقول ولي المرأة : زوجتك أو أنكحتك ابنتي أو موليتي فلانه . أو يصفها بما تتميز به كالكبيرة أو القصيرة ... · يقول المتزوج قبلت هذا الزواج ، وإن كان أبكم تصح الإشارة أو كتابته . · كتابة العقد مستحبة للتوثيق ، ويصح بلا كتابة . · استحب بعض العلماء كون العقد يوم الجمعة ، وأن يكون في المسجد للبركة . · أن تكون الشروط مباحة غير محرمة فلا يصح اشتراط شروط محرمة كاشتراط طلاق الزوجة الأولى مثلاً . · يسن تخفيف المهر : لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خير النكاح أيسره) رواه ابن حبان . وصححه الألباني وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خير الصداق أيسره ) رواه الحاكم والبيهقي . وصححه الألباني في صحيح الجامع
· الدعاء للعروسين ممن حضر ، فعن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم :" كَانَ إِذَا رَفَّأَ ( أي هنأ ) الْإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي الْخَيْرِ ) صحيح الترمذي وأبو داود وعن عائشة ـ رضى الله عنه ـ قالت : "تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَتْنِي أُمِّي فَأَدْخَلَتْنِي الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ" رواه البخاري ومسلم · أما قول ( بالرفاء والبنين ) فلا يجوز وقد ورد النهي عنه فعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : " تَزَوَّجَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقُلْنَا بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ فَقَالَ مَهْ لَا تَقُولُوا ذَلِكَ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَانَا عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ قُولُوا بَارَكَ اللَّهُ لَهَا فِيكَ وَبَارَكَ لَكَ فِيهَا" رواه أحمد والنسائي
مخالفات وبدع يجب الحذر منها : · يعتقد البعض أنه لا يجوز العقد وقت العادة وهذا خطأ وغير صيح . · الامتناع من تشبيك الأصابع أو تفريقها في أثناء العقد زعماً أن ذلك يسبب الفرقة وعدم التوافق بين الزوجين . · اعتماد بعض المأذونين على الهاتف وهذا خطأ . · وضع منديل أبيض على يد العريس ووكيل العروسة . · عقد النكاح عند قبور الأولياء والصالحين . · الكذب في المقدار الحقيقي للمهر خوفاً من كلام الناس وغيره . · البعض يعتقد أنه إذا خلع الدبلة أن زوجته تطلق وهذا لا دليل عليه وليس له أصل بل هو من بدع الكفار . · يعتقد البعض أنه لا بد من الطهارة أثناء العقد . |