جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
|
|
بالرغم من النقلة النوعية التي أحدثتها ثورة الاتصالات في العالم إلا أن دخول الإنترنت ضمن منظومة خدمات الاتصالات كان له آثار عديدة على المستوى الصحي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
ولقد كشف سيل من الدراسات الحديثة حقائق جديدة حول الآثار الصحية والاجتماعية لشبكة الإنترنت. حيث أكدت أن للشبكة نتائج سلبية مثل إدمان الإنترنت وفقدان الحس الاجتماعي وسط الأسر وسيطرة التشاؤم وتحطم العلاقات الاجتماعية وانهيارها.
ويعتبر إدمان استخدام الشبكة مقدمة لكثير من الأمراض النفسية وقد أدى تنامي إدراك أهمية استخدام اللغة العربية في المواقع على شبكة الإنترنت إلى زيادة كبيرة نسبيا في عدد المواقع وتضاعف أعدادها بصورة متسارعة، ويتوقع الجميع أن يرتفع الإقبال مستقبلاً عندما تزيد نسبة المشاركة في خدمة الإنترنت، الأمر الذي سيعمل على زيادة ظهور هذه الانعكاسات السلبية في المجتمع العربي بشكل أوضح.
ومن واقع البحوث النفسية الحديثة لاحظ الباحثون أن هناك ندرة في البحوث التي تهتم بالآثار النفسية لاستخدام الإنترنت على المستويين العالمي والمحلي، فمع تزايد أعداد المشاركين في تلك الشبكة وظهور مشكلات سوء استخدامها بدأت البحوث النفسية الأجنبية في الظهور.
وتصنف إلى فئتين متناقضتين تسمى الأولى بظاهرة "قلق الكمبيوتر"، حيث يحاول الباحثون هنا كشف الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يحجمون عن استخدام الكمبيوتر في أعمالهم ودراساتهم وبحوثهم واتصالاتهم من خلال إجراء معظم هذه البحوث على الأطفال وتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات والمعلمين الجدد في مراحل التعليم المختلفة.
وقد أوضحت نتائج بعض هذه البحوث أن طلاب الجامعة الذين يتصفون بثقة عالية في قدرتهم على استخدام الكمبيوتر يتمتعون بصحة نفسية أفضل بالمقارنة مع زملائهم الذين يغلب عليهم الشعور بالنقص والقلق واضطراب النوم.
كما بينت بعض الدراسات الأخرى أن الإناث بوجه عام يعانين بدرجة عالية قلق الكمبيوتر بالمقارنة مع الذكور، بمعنى أنهن أقل ثقة في قدرتهن على استخدام برامج الكمبيوتر والتعامل مع أنظمة التشغيل المختلفة.
وتسمى الاخرى بظاهرة "إدمان الإنترنت" وتتعلق بالاستخدام الزائد للكمبيوتر والإنترنت حيث تؤكد البحوث النفسية أن الاستخدام المبالغ فيه لشبكة الإنترنت يسبب إدمانا نفسيا قريبا نوعا ما في طبيعته من الإدمان الذي يسببه التعاطي المكثف للمخدرات والمشروبات الكحولية.
كذلك فإن إدمان الإنترنت يعرف بأنه حالة من الاستخدام المرضي وغير التوافقي للإنترنت يؤدي إلى اضطرابات سريرية يستدل عليها بالميل إلى زيادة ساعات استخدام الإنترنت لإشباع الرغبة نفسها التي كانت تشبعها من قبل ساعات أقل.
ويعاني مدمن الانترنت من أعراض نفسية وجسمية عند انقطاع الاتصال بالشبكة منها التوتر النفسي الحركي والقلق وتركز التفكير بشكل قهري حول الإنترنت وما يجري فيها مع حركات إرادية ولا إرادية تؤديها الأصابع مشابهة لحركات الأصابع على الكمبيوتر والرغبة في العودة إلى استخدام الإنترنت لتخفيف أو تجنب أعراض الانسحاب.
كما أن من أعراض الإدمان الإنترنت حدوث مشكلات جسمية أو اجتماعية أو مهنية أو نفسية دائمة أو متكررة نتجت عن المفرط للشبكة مثل السهر، الأرق، مشكلات زوجية، آلام الظهر والرقبة، التهاب العينين، التأخر عن العمل الصباحي، إهمال واجبات العمل ومواعيده، إهمال حقوق المقربين من الأهل والأصدقاء.
ولتجنب هذه المشكلات يمكن الاستفادة من التوجيهات التالية:
• تحديد وقت معين يومي للجلوس على الإنترنت لا يتجاوز 3 ساعات. • تحديد الهدف من التعامل مع الشبكة ووضع مخطط مسبق لما سيتم عمله. • التفكير في كيفية الوصول للهدف بأقصر الطرق وفي أقل وقت ممكن. • إهمال أي أمور جانبية عارضة أو مغريات والتركيز على الهدف. • تجنب الجلوس على الإنترنت دون هدف أو للترفيه لساعات طويلة. • تقديم الأولويات الاجتماعية وعدم إهمال مشاكل الحياة اليومية. • النظر بالعينين خارج الشاشة لمدة 5 دقائق كل 30 دقيقة تقريبا وعدم العمل لأكثر من 3 ساعات متواصلة لتجنب حدوث التهاب ملتحمة العين. • القيام ببرنامج رياضي يومي خارج المنزل. • تنظيم استخدام الأطفال للإنترنت وتوجيههم ومراقبتهم وفلترة الإنترنت. • تنمية الاهتمامات الأخرى لدى الأطفال مثل اللعب وزيارة المنتزهات. • وضع القيود الصارمة على وصول الأطفال إلى الإنترنت دون مراقبة. | |
Acc. Mohamed Yahya Omer
Egypt , Elmansoura ,Talkha