هل مللت من ارتفاع الأسعار المستمر كل لحظة؟
هل لديك سيارة ومع ذلك أنت من متوسطي الدخل من أمثالنا؟
هل أنت قلق من ازدياد سعر البنزين القادم بلا شك؟
إليكم الحل الجديد الذي اكتشفت أنه لا بديل له، أمام هذا السعار المزري اليومي الذي لم يعد هناك من يستطيع إيقافه سوى بثورة فرنسية جديدة وهو أمر لن يحدث لأنها ثورة فرنسية، ونحن اللغة الثانية لدينا هي الإنجليزية.
الحل ببساطة هو أن تشتري دراجة.. عجلة.. بسكلتة لو كنت من جيل أقدم قليلاً من جيلي.. لا تتعجب، وتبدأ في البحث عن أول قالب طوب في يدك.. وفره لكي تقوم بـ(تحجير) سيارتك، بعد أن يصبح ثمن تموين البنزين في المرة الواحدة يفوق السبعين جنيهاً لو كانت سيارتك اقتصادية صديقة للبيئة، أو من النوع الذي يكتم البنزين والحقد في داخله.
فأمام هذا أمامك حل من اثنين، الأول هو أن تسير في الشوارع على قدميك.. وهو حل لطيف ورياضي جداً، لكن مشكلته أن ضباط المرور سوف يقومون بتحرير مخالفة لك لأنك لم تربط حزام بنطالك جيداً بحكم العادة لا أكثر.
الحل الثاني عملي وسريع.. دراجة رخيصة ثمنها 200 جنيه.. تأخذك من مكان لمكان في ضعف الوقت الذي كنت تستهلكه لو ركبت سيارتك.. أو حتى الميكروباص.. لكن في المقابل ستوفر عليك ثمنها لما هو أفيد.. ربما تشتري بالمال رغيف خبز واحدا يسد جوعك الذي سيشتعل حتماً مع كثرة (التبديل) على الدراجة.
مشكلة هذه الفكرة شيئان.. أولهما وهو الأهم، عامل الوقت.. فلكي تصل إلى مكان بعيد جداً يجب أن تستيقظ من الفجر، وربما أكثر.. ربما تنام بعد صلاة العشاء لكي تستطيع أن تستيقظ مبكراً في الثانية صباحاً لتبدأ مشوارك قبل بدء زحام الدراجات.
وبالطبع ستصل إلى عملك (مفرهد) يا ولداه من الحر و(عرقك مرقك) لتجد مديرك يقف لك رافعاً هامته (طبعا المدير وجاي في عربية المصلحة) ولا نقطة عرق على وجهه، وينظر لك في اشمئناط، (شاخطاً فيك) لأنك تأخرت كالعادة.. عندها ستخترع ألف حجة أولها أن قدميك خدلت في السكة، أو أن (الرولمان بلي) قد تلف واضطررت لتغييره، والحجة الكبرى.. (معلش كنت بغير الكاوتش وماعيش استبن)، لأنها عجلة صغيرة على قد الحال يا بيه، بالطبع لن تخيل عليه أن امبارح كان ليلة الجمعة لأن يومها لن يكون الجمعة بكل تأكيد فالعب غيرها.
المشكلة الثانية الكبرى في هذه الفكرة العبقرية هي الملابس، ملابسك يا عزيزي العجلاتي (سائق العجل) ستتسخ بسرعة جهنمية، سوف تخرج من الحمام لترتدي ملابسك الكاجوال وتذهب لدراجتك وتقوم بامتطائها مثل أي "عنتر بن شداد". ثم بعد شارعين، سوف تعرق في ملابسك تلك مهما كان نوع جسدك، أو ستبتل لو كنت في شتاء ممطر من أشتية مصر المطينة، يا حبذا لو أنك ذاهب للقاء عمل، ستجد أنك رفدت من قبل أن تفتح فمك.
عموماً سيقوم العلماء المصريون (آه طبعاً ماتستقلش بعلماء بلدك) باختراع جميل.. عبارة عن نصيحة لكل سائقي الدراجات.. حيث ستجد السيد العالم الذي شاب شعره في العلم، ثم لم يستخدمه طيلة حياته، حتى نسي لماذا أصبح عالماً أصلاً، يجلس مع المذيعة المعتادة، وفي القناة الخامسة تجده يتكلم بحماس مرعب، عن ابتكاره الذي سيعطيه مجاناً لكل سائقي الدراجات، في مصر والعالم العربي، ثم ينظر للكاميرا بهلع: "عزيزي سائق الدراجة الحبيب.. حافظ على سلامتك وأنت تركب الدراجة"..
صوت تنحنح المذيعة
"طيب طيب.. لو أردت الحفاظ على ملابسك فاعلم أنه لا يوجد وسيلة في الكون تحافظ على ملابسك من العرق والماء الخارجي إلا شيئين أن ترتدي أكياس بلاستيك خارج ملابسك وداخلها.. أو أن تضع عند أصدقائك وأقاربك ملابسك التي ستحتاجها ولا بأس أن تترك فوطة وليفة وصابونة.. لأنك بمجرد وصولك لبيت صديقك أو قريبك ستحتاج لحمام دافئ، وربما غداء محترم.. ثم تجلس معه حتى تجف ملابسك، ثم تعود من جديد لبيتك لكي تتمكن من النوم".
سيعجب الجميع الحل الثاني بالطبع وسيتم شراء كميات هائلة من الملابس وتوزيعها وسيظن الناس أن الحياة أصبحت رغداً ثم سيدركون أنها مسألة مؤقتة.. ثم يبدأ الناس في التزاور لكي يحللوا أموال الملابس الموجودة في كل مكان، ثم يبدأ الناس في التذمر لأن أسعار الغسيل للملابس زادت الضعفين.
وكما هو متوقع سيبدأ الأصدقاء في التشاجر، وما أن يحدث شجار كبير بين أحدهما، حتى تسمع عبارة.. بكرة هاعدي عليك اديني هدومي، ويا ريت دباديب أختي والخطوبة فركش بقى كده ويا ريت لو عندك صور ليّ معاك قطعها".
حوار غريب أن يخرج بين رجلين لكن.. لكل فعل رد فعل.. لا أظن أن ما أقوله الآن بعيد جداً عن أرض الواقع.