جوانتانامو اسم سيذكره التاريخ طويلا بعد ان نسيه سنوات عديده ومنطقة ستظل شاهدا على ممارسات الولايات المتحدة الامريكية المثيرة للجدل بعد ان افقدتها احداث الحادي عشر من سبتمبر الكثير من هيبتها واتزانها وقدرتها على ان تكون قدوة في تطبيق الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية ومبادئ الشرعية الدولية .
في هذه المنطقة المعزولة يعيش بشر بلا محاكمة طوال عامين ومن المنطقى ان يكون من بينهم ابرياء ولكن لا يستمع اليهم ولا يصدقهم احد
- في هذا الملف استعراض للوضع في جوانتانامو مدعوم بصور عديده وشاملة

ما هى جوانتانامو

ماهي جوانتانامو ؟ وماتاريخها ؟ وأين تقع ؟

تعتبر
قاعدة جوانتانامو البحرية آخر قاعدة عسكرية أمريكية في أمريكا اللاتينية، وهي تقع على الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا. ورغم بقاء هذه القاعدة نقطة خلاف أساسية بين الدولتين, إلا إنها تمثل أيضا بشكل لا يخلو من المفارقة موضع لقاء بين العسكريين الأميركيين والكوبيين.

وتطالب حكومة فيدل كاسترو منذ قيام الثورة الكوبية باستعادة الجيب الأمريكي الذي تعتبره من آثار الاستعمار الأسباني. وكان البعض يخشى أن يثور غضب الحكومة الكوبية بعد إعلان وصول أسرى من مقاتلي طالبان إلى القاعدة, خاصة أن فيدل كاسترو كان قد انتقد الحرب في أفغانستان, على الرغم من إدانته لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة.

وتبدأ قصة جوانتانامو قبل نحو مائة عام وبالتحديد في عام 1903 حينما قبلت كوبا التخلي عن هذه المنطقة، الواقعة في أقصى جنوبي شرق البلاد وعلى مسافة حوالي ألف كيلومتر من هافانا، لجارتها الصديقة آنذاك الولايات المتحدة كبادرة امتنان من الكوبيين للدعم الذي قدمه الأمريكيون لهم أثناء المقاومة الكوبية للاحتلال الأسباني وذلك في مقابل إيجار سنوي قدره أربعة آلاف دولار.

ومن اللافت للنظر أن الحكومات الكوبية المتعاقبة لم تقم بصرف أي شيك من الشيكات التي لا زالت الولايات المتحدة تقدمها لها حتى الآن وذلك في إشارة إلى اعتراضها على الوضع الراهن.

وحين اندلعت أزمة الصواريخ السوفيتية في أكتوبر عام 1962 دافعة بالعالم إلى شفير حرب نووية, قامت فرقة من 18 ألف جندي كوبي بحراسة جوانتانامو وتم زرع المنطقة المحيطة بها بالألغام. ومع انتهاء الحرب الباردة، فقدت القاعدة أهميتها الإستراتيجية وباتت تستخدم بصورة أساسية كمعسكر تدريب. كما نقل إليها عشرات الآلاف من اللاجئين الكوبيين والهايتيين ممن ألقي القبض عليهم وهم يحاولون الوصول إلى السواحل الأمريكية.

وعلى الرغم من تقلص أهمية قاعدة جوانتانامو البحرية مع أفول نجم الاتحاد السوفيتي السابق ومن ثم انفراد الولايات المتحدة بالعالم وتحولها إلى القطب الأوحد ، فقد عادت هذه البقعة إلى دائرة الضوء مجددا بعد نقل أسرى طالبان إليها.

وتقع جوانتانامو على مقربة من أراضي الولايات المتحدة فهي تبعد حوالي 90 ميلا فقط عن ولاية فلوريدا. كما يمتلك الجيش الكوبي قاعدة عسكرية مجاورة لها على مساحة تبلغ حوالي 20 ميلا يحظر الكوبيون دخولها ، وكما كانت مسرحا لإظهار الكراهية بين الكوبيين والأمريكيين حين اعتاد الجنود الموجودين في القاعدتين المتجاورتين التراشق بالحجارة وتبادل الشتائم فيما بينهم لفترات طويلة.

وكانت الولايات المتحدة قد استشعرت خطرا شديدا من كوبا أربع مرات على الأقل دفعها إلى فرض حالة الاستعداد القصوى في القاعدة التي شعر الأمريكيون أنها ستكون هدفا رئيسيا للكوبيين أو من يساعدوهم.

وكانت المرة الأولى أثناء الثورة الكوبية عام 1906 ، ثم الثورة الثانية التي قادها الرئيس الحالي لكوبا فيدل كاسترو ورفيق كفاحه تشيه جيفارا عام 1959 ثم أثناء أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وأخيرا في عام 1964 بعدما أمر الرئيس كاسترو بقطع إمدادات المياه عن القاعدة مما دفع الأمريكيين فيما بعد إلى إنشاء محطة لتحلية المياه وفرت الاكتفاء الذاتي من مياه الشرب لقاعدة جوانتانامو.

ومع مرور الوقت بدأ بعض الكوبيين في فقدان الأمل في استعادة القاعدة مرة أخرى حتى أن أحد كبار العسكريين في كوبا الجنرال خوسي سولار هيرنانديز شكك في وجود أي نوايا عدوانية أو هجومية لدى الأمريكيين حاليا معربا عن أمله في إنهاء النزاع بالطرق السلمية.

وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة ونقل أسري طالبان إلى القاعدة قال سولار أثناء إحدى زياراته النادرة إلى المنطقة المتاخمة لقاعدة جوانتانامو أن الحكومة الكوبية لا تملك حتى الآن العناصر الضرورية لتكوين رأي في المسألة ولم تعتمد بالتالي أي موقف بهذا الشأن.
وأضاف الضابط الكوبي إن العملية التي بدأتها واشنطن لنقل أسرى من حركة طالبان هي عملية تهدف إلى ضمان حراستهم ولا نرى فيها أية نوايا عدوانية أو هجومية. وقال "إنهم أسرى حرب".

وتابع الجنرال سولار قائلا "نعيش منذ 1995 - تاريخ توقيع اتفاقات الهجرة- أجواء هادئة", مضيفا أنهم لم يواجهوا "أي استفزاز أو عدوان" من جانب الأميركيين. ومازال عشرة عمال كوبيين يعبرون الحدود يوميا للعمل في القاعدة الأميركية.
ويؤكد الجنرال سولار أن التعايش حضاري عند مدخل القاعدة الشمالي الشرقي, المعبر الوحيد إليها, مشيرا إلى الشريط الأبيض العازل الذي يلتقي فيه أحيانا العسكريون الكوبيون والأميركيون, كل طرف برفقة مترجميه.

لكنه أضاف "نبقى مستعدين لمواجهة أي طارئ". وسئل عن عدد الجنود الكوبيين الموجودين حاليا في جوانتانامو فاكتفى بالقول وهو يبتسم "العدد اللازم".
وعلى النقيض من ذلك يصف الرئيس الكوبي فيدل كاسترو قاعدة جوانتانامو بأنها "خنجر موجه إلى قلب كوبا

رحلة إلى جوانتانامو

لم يكن إعلان وسائل الإعلام الأمريكية عن عزم الولايات المتحدة الأمريكية بناء معسكر خامس في القاعدة العسكرية الأمريكية بخليج جوانتانامو بكوبا إلا جزءاً من فصول كبيرة تتعلق بما يحدث في هذا المعتقل الذي ذاعت شهرته عقب انتهاء الحرب الأمريكية على أفغانستان ،وإلقاء المجاهدين العرب وغيرهم في سجونه،ووسط التعتيم الأمريكي الكبير على ما يحدث في هذا المعتقل، تتكشف الأسرار تباعاً ومن مصادر وثيقة الصلة بالأمريكيين، وأهم ما كشفته الأيام الماضية في هذا الشأن هو تقرير لواحدة من أهم وأشهر الكاتبات الإسرائيليات ومراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت في واشنطن وهي 'أورلي أزولاي كاتس ' – وهي من ذوي الصلات الوطيدة بأصحاب القرار في البيت الأبيض – من أن معتقل جوانتانامو يضم قسماً خاصاً مُحتجز به مواطنون فرنسيون واستراليون بل وبريطانيون !!
ونظراً لأهمية ما ورد في تقرير الكاتبة الإسرائيلية، كان حرياً بنا أن نقوم بعرضه لاستكشاف المزيد من الغموض والأسرار حول هذه المعتقلات التي باتت الآن أشهر معتقلات العالم، كما تلقي الكاتبة الضوء على نقاط عديدة وأحداث حقيقية تم ممارستها بحق هؤلاء الأسرى بمختلف جنسياتهم فيما وصفته الكاتبة نفسها بأنه خرق لكافة الحقوق الإنسانية، بل إنها قدمت 'شهادة حق' عندما أكدت أن هؤلاء الأسرى لم تثبت عليهم بالفعل أي تهم من تلك التي ألصقها الأمريكيون بهم.

طبيعة المعتقل

تقول أزولاي : ' في الطرف الجنوبي من كوبا أُنشيء السجن الأمريكي الذي أقامته الولايات المتحدة باسم مكافحة الإرهاب ، حيث قامت بإرسال كل من قامت بإلقاء القبض عليهم في أرض المعركة في أفغانستان ،وتم وضع هؤلاء السجناء في مئات الأقفاص بالقرب من المحيط حيث لا يفصل بينهما إلا أمتار معدودة ،ورغم ذلك فإنهم لا يتمكنون من رؤية مياه هذا المحيط ولا الشوارع التي قام الأمريكيون بشقها وتمهيدها حول المعسكر.

أضافت الكاتبة الإسرائيلية إن:' مطاردة الولايات المتحدة لزعيم تنظيم القاعدة ' أسامة بن لادن ' عقب إعلان انتهاء الحرب رسمياً ،جعلها تتفرغ في الجانب الآخر -في كوبا- لهؤلاء الأسرى وكان عددهم 680 أسيراً ،حيث يصفهم الأمريكيون بالإرهابيين ، إلا أن الأمريكيين أنفسهم فشلوا في عرض التبريرات والأدلة الدامغة على تورط هؤلاء الأسرى في الإرهاب ، علماً بأن عدداً منهم ينتمون لدول صديقة للولايات المتحدة.'

وصل الأسرى إلى معتقل 'جوانتنامو ' الكوبي على متن طائرات عسكرية أمريكية مُقيدين بالعصابات ،ووجوههم مخفية بنوع سميك من القماش لا يمكن لأحد منهم رؤية أي طيف من تحته أو من خلاله علاوة على لون القماش الأسود القاتم.

وعندما وصل الجنود إلى أرض المعتقل تم نقل الأسرى من الأقفاص الحديدية إلى المعتقل ،حيث سخر الجنود منهم قائلين بصوت عال : أنتم محظوظون .. فلقد وصلتم الآن إلى أمريكا!!

معتقلون من 42 دولة

وتسخر الكاتبة من الديمقراطية الأمريكية ومصطلحات الحرية التي ترفعها من أجل رفع قيم الإنسانية وعلوها ،قائلاً :' خلف الديمقراطية الأمريكية وبالتحديد في جوانتانامو يوجد مئات من الأسرى من 42 دولة معتقلون منذ عام ونصف ولا يدري أحد عنهم شيئاً .وغالبية الأسرى من المملكة العربية السعودية وأفغانستان ، وهناك عدد من اليمن والكويت ، إلا أن الغريب هو تواجد أسرى أوربيون من فرنسا واستراليا بل وبريطانيا ' الحليف الرئيسي لواشنطن في حروبها ومواقفها الأخيرة في أفغانستان والعراق ' .

هؤلاء الأسرى لا يحق لهم مقابلة محامييهم لعدم وجود اعتراف أمريكي بهذا المبدأ في هذه المعتقلات ،ولا يحق لأي أسير أن يتعرف على لائحة الاتهام الموجهة إليه!

علاوة على ذلك فالأمريكيون لم ينجحوا حتى الآن في جمع الأدلة الكافية التي تتيح لهم تقديم هؤلاء الأسرى للمحاكمة-على حد قول الكاتبة- ، ولم يمنع ذلك واشنطن 'الممثل الأكبر للديمقراطية في العالم!' من الزعم بأنه هؤلاء الأسرى إرهابيين كبار وخطيرين.. وثمة مشكلة أخرى وهي أن المعلومات المتوافرة لدي تؤكد على أن هؤلاء الأسرى يتحدثون بحوالي 17 لغة مختلفة ،لكن الأمريكيين يطالبونهم في كل مرة بالتحدث والكتابة بالإنجليزية حتى لو كانوا لا يعرفونها، وعندما سمحت واشنطن لعدد منهم بإرسال رسائل شخصية لأسرهم طالبتهم بأن تكون الرسائل باللغة الإنجليزية فقط أو عليهم الانتظار عدة شهور لمرور الرسالة على الأجهزة الرقابية في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية.ومن أبرز الأمور الساخرة في هذا الموضوع أن إحدى سجّانات المعتقل ذكرت أن عدداً من المعتقلين جاءوا إليها لتتهجى لهم كلمة ' آمين ' المشهورة في الإسلام.

يأس واتهامات باطلة

وحول الأيام التي يعيشها هؤلاء الأسرى بمختلف جنسياتهم في المعتقل تقول أزولاي :' هذا واقع أشبه بالهذيان ، فوجود قاعدة بحرية عسكرية أمريكية على أرض دولة كوبا أشبه بالهذيان ، خاصة أن القانون الكوبي لا يسرى بالطبع على القاعدة الأمريكية فهو في جوانتانامو قانون لا قيمة له ، كما لا يسرى الدستور الأمريكي أيضاً الموجود في الولايات الأمريكية نفسها على المعتقل وما يحدث فيه، حتى معاهدة جنيف لا أثر لها هناك حيث الأبواب الحديدية الفولاذية وحيث لا أحد يعلم بالتحديد ما يحدث خلفها.

كل هذا يجعل إحصاء الأيام في هذا المعتقل مستحيلاً وسط اليأس المتواصل الذي لا نهاية له ، ووسط الاتهامات الموجهة للأسرى بدون وجود أي تهمة فعلية ،ويتضح هذا اليأس جلياً من الأرقام التالية :

- حاول 29 أسيراً الانتحار سواء عن طريق شنق أنفسهم في سقف المعتقل أو تقطيع البعض لشرايين أجسامهم . [ وهذا ليس بغريب إذا علمنا أن هناك أعداداً كثيرة قد قبض عليها وليس لها علاقة بالأحداث وإنما هم مجرد أناس عاديون جداًّ كانوا متواجدين في مكان الحدث وقت الهجوم ]

- وجود 90 أسيراً بصفة مستمرة لدى طبيب نفسي في المعتقل يعانون من أقصى أنواع الاكتئاب. [ وهذا حسب المصادر العسكرية الأمريكية ومن المعتقد أن أغلب هؤلاء قد اتخذوا هذه الوسيلة لتخفيف التعذيب الأمريكي وأملاً في إفراج السلطات الأمريكية عنهم ]

- وجود عدد غير قليل من المعتقلين يتناولون يومياً الأقراص المهدئة وحقن المسكنات .



يقول أحد المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم قريباً لمراسل صحيفة ' نيويورك تايمز ' الأمريكية في أفغانستان : حاولت الانتحار داخل المعتقل عدة مرات مرة بسبب اليأس الذي اعترانا داخل المعتقل من الأوضاع غير الإنسانية، إلا أن المسئولين عن المعتقل قاموا بعد أخر محاولة قمت بها للانتحار بحقني بحقنة أفقدتني السيطرة على حركة رأسي طيلة أسبوع كامل ،وبالطبع أفقدتني القدرة على الحركة، فضلاً عن حالة التقيأ الشديدة والمتواصلة التي انتابتني عقب الحقن بهذه الحقنة. [ ومثل هذا يتكرر عدة مرات ]

وتعود الكاتبة للقول : ' بعد عدة أسابيع من الآن ستبدأ محاكمات أسرى جوانتانامو هناك ومن بينهم أسرى بريطانيون ، وقد نظم مسئولون أمريكيون جولة لعدد من الصحفيين حيث شاهدنا الموقع الذي سيتم فيه تطبيق ' العدالة الأمريكية'! ،وهو عبارة عن مبنى ذو نوافذ مغلقة لا يمكن لمن بداخلها أن يعرف الليل من النهار،وقد قررت السلطات الأمريكية أن تكون تغطية الصحف للمحاكمات من خلال التليفزيون الذي سيقوم ببث المحاكمات في وقت متأخر ليتسنى للأمريكيين حذف ما يرغبون في حذفه!!

وتشير التقديرات إلى أن بعض الأسرى سيتم الحكم عليهم بالإعدام ، كما أن المعلومات تؤكد أن الولايات المتحدة جهزت أماكن خاصة بعيدة عن مكان المحاكمات لتنفيذ عقوبة الإعدام في أسرى جوانتانامو حيث يجرى العمل فيها منذ شهور لترتيب كافة الاحتياجات اللازمة لتنفيذ الإعدام.

لقد كنا نحن الصحفيون ضيوف شرف على الجيش الأمريكي خلال هذه الجولة ، وأتذكر المراسل الاسترالي الذي أرسلته بلاده خصيصاً للبحث عن مواطنه الذي يدعى ' ديفيد هيكات ' الذي ألقت القوات الأمريكية القبض عليه في أفغانستان منذ عام ونصف العام وتم نقله مع من تم نقلهم من الأسرى إلى معتقل جوانتانامو ، وعندما حاول المراسل الاسترالي الاستفسار من مسئولي المعتقل عن مواطنه لم يجد أي إجابات ، بل إنه لم يتأكد من وجود مواطنه حياً أو أن يكون قد لقي حتفه.

العراقيون في الطريق

عندما وصل أول 110 أسير إلى جوانتانامو ، تم وضعهم في الأقفاص ، حيث كشفت الصور المُلتقطة خلسة عن قيام الجنود الأمريكيين بربط كرات ثقيلة الوزن على أقدام الأسرى بعد أن يتم تكبيل أياديهم وإلقائهم على الأرض كما يتم وضع البنادق التي يحملها الجنود فوق رؤوسهم ، وعندما بدأت الانتقادات الدولية تتصاعد قررت واشنطن نقل الأسرى من قسم يسمى ' رنتجن ' إلى قسم يسمى ' دلتا ' وهو عبارة عن بناية صغيرة بها العديد من غرف الحبس تم إدخال المياه إليها ،وتقديم 3 وجبات يومية للأسرى . ويجرى الآن العمل على زيادة سعة البناية دلتا لتشمل 2000 أسير عما قريب لتستوعب الأسرى العراقيين وربما بعد ذلك الكوريين الشماليين.

وتسرد الكاتبة الإسرائيلية جولتها ضمن الوفد الصحفي الذي قام بزيارة المعتقل – ولا ندري هل قامت واشنطن باستضافة أي صحفي عربي في هذه الجولة لجوانتانامو أم لا– قائلة :' سمح لنا القادة الأمريكيون بحركة محددة سلفاً ، ومحدودة للغاية وبمرافقة ضابط ، وتم التنبيه علينا بالامتناع عن محادثة الأسرى أو الرد على نداءاتهم واستفساراتهم . وقد رأيت المعتقل حيث تبلغ مساحة كل زنزانة 2 متر في متر ، مع وجود كاميرات في كل مكان.

واستطعنا من خلال الجولة أن نكتشف أن إدارة المعتقل تسمح لكل معتقل بامتلاك : مصحف – زجاجة زيت للصلاة – مسبحة – فرشة أسنان أو سواك – لعبة الدومينو – حذاء حفيف ' شبشب'.

وتم وضع كل أسير في زنزانة خاصة لكن بدون ممارسة أي حياة خاصة ، فالزنزانة مصنوعة من أسلاك معدنية لتبدو في النهاية على شكل قفص ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إطفاء الكهرباء واللمبات في هذا القفص في أي وقت من اليوم . أما عن الأسرى فإنهم الآن -حسب المعلومات التي استقيناها من إدارة المعتقل - يخرجون للساحة ثلاث مرات أسبوعياً مُكبلي الأيدي والأرجل ، ويرافق كل أسير جنديين مدججين بالسلاح .

ويقوم مسئولو المعتقل بمنح السجين الذي يبدي تعاوناً معهم امتيازاً عن بقية المساجين غير المتعاونين .. هذا الامتياز هو السماح له بالخروج للساحة لمدة 20 دقيقة يومياً ، والدخول إلى المرحاض لمدة خمس دقائق كاملة وأمام أعين السجّانين .

وهناك جائزة الأحلام -حسب وصف الكاتبة الإسرائيلية- وهي تقديم وجبة مكونة من الزبد والفستق في العشاء وهي الوجبة التي يعشقها الأمريكيون ، وهذه الجائزة تُمنح لكل سجين يبدي تعاوناً أكبر مع المحققين .

الأذان يرتفع 5 مرات

تقول أزولاي بالرغم ذلك فإن آذان الصلاة الخاص بالمسلمين يدوي 5 مرات في اليوم ، وتوجد إشارة عبارة عن سهم يحدد القبلة ليتمكن المسلمون من الصلاة ، كما يُسمح لهم بالالتقاء بشيخ مسلم يعمل في الجيش الأمريكي بين الحين والآخر .. ويخبرنا قائد المعتقل بأن أحداً من الأسرى لم يحاول الهرب ، لكن تحدث بعض الأمور المعتادة من التهجم على الحرس وإلقاء المياه عليهم والبصق في وجوههم مؤكداً على أن لكل خروج على الأوامر عقوبة تنتظر السجين .

ويتم التحقيق يومياً مع هؤلاء المساجين من قبل أهم خبراء التحقيقات العسكرية في الولايات المتحدة ، وعن هذا يقول الجنرال ' جيفري ميلر ' أحد المحققين في جوانتانامو:' لا يمكنني كشف الأساليب المتبعة في التحقيقات ، فقط يمكن القول بأننا نستخدم التكتيكات المعروفة في مثل هذه التحقيقات لنزع معلومات نعتبرها هامة جداً جداً جداً.

الحقيقة المضحكة أن عدداً من الأسرى تمكنوا من خداع المحققين الأمريكيين عندما قاموا ' بفبركة ' قصص غير واقعية إلى أن تمكنوا من الحصول على الزبد والفستق وبعض الجوائز الأخرى نظير حسن تعاونهم مع المحققين ومن هذه المعلومات المغلوطة ما حدثهم به أحد الأسرى في جوانتانامو من أن الولايات المتحدة ستتعرض لهجوم وشيك وكبير ، مما أدى بالأجهزة الأمنية الأمريكية إلى إعلان حالة الاستنفار العام لعدة أيام كلفت الولايات المتحدة مبالغ طائلة .

ويردد المحققون دائماً على الأسرى أنهم يجب أن يبدوا تعاوناً معهم للحصول على الامتيازات ومنها الامتياز الأخير الذي قرره الأمريكان وهو نقل المتعاونين من الأسرى إلى زنزانة ' دلتا ' الأقل حدة وصرامة ،ومنع ارتدائهم الملابس البرتقالية ومنحهم ملابس بيضاء ،علاوة على إمكانية السماح لهم بالصلاة والأكل بشكل جماعي.

نظرات العجز والألم

تطرقت الكاتبة إلى وصف حالة الأسرى ونظراتهم إلى مجموعة الصحفيين في الجولة قائلةً :' عندما كنا نمر من أمام زنزانات الأسرى كانت تلاحقنا نظراتهم .. نظرات العجز والعصبية والآلام ، كما قاموا بالنداء علينا باللغة العربية ، أما السّجانون فممنوعون مثلنا من الحديث مع الأسرى حتى أنهم لا يعرفون اسم الأسير الذي يتم نقله من مكان إلى آخر حتى لا يناديه السجان ذات مرة باسمه الحقيقي فتنشأ تلقائياً علاقة بها نوع من العاطفة.

أما عن الجنود الأمريكيين الذين يقومون بخدمتهم العسكرية في هذا المعتقل فقد وفرت لهم إدارة الجيش الأمريكي خدمات ترفيهية مثل سينما ومول تجاري صغير وفرع لمطعم ماكدونالدز الأمريكي الشهير ، وسوبر ماركت صغير .. ويتم تدريب هؤلاء الجنود في الأساس على كيفية مواجهة رغبات الأسرى في الانتحار وكيفية إبطال عمليات الانتحار التي يقدمون عليها.

وفي نهاية رحلتها إلى اشهر معسكر اعتقال في العالم تكشف أزولاي عن وجود 3 معتقلين من الأحداث تم وضعهم في قسم يسمى ' إيجوانا ' حيث يمكن للأحداث الثلاثة أن يشاهدوا من زنزانتهم مياه المحيط من خلال ثقب صغير في قطعة قماش ضخمة تم وضعها على الزنزانة من الخارج ، والغريب أن هؤلاء الأحداث الثلاثة لا يعرفون الجرم الذي ارتكبوه أو نوعية الاتهامات الموجهة إليهم والتي أوصلتهم إلى جوانتانامو.

في نهاية جولتنا قال لنا الجنرال ميلر : إن ' المعلومات التي يدلي بها هؤلاء المساجين هامة جداً ، خاصة وأن الحرب ضد الإرهاب لا تزال مستمرة ، لذلك فهم إرهابيون .. وعلى الأمة أن تفخر بما نقوم به هنا.' !!

تقرير عن أوضاع المعتقلين الصحية والنفسية والعقلية

هنا يقبع 598 مشتبهاً بانتمائهم إلى تنظيم "القاعدة" أو حركة طالبان من 38 بلداً - بما في ذلك 7 بريطانيين - قيد التوقيف دون توجيه تهمة محددة إليهم، ودون حقوق قانونية، وحتى دون أمل بالنسبة للبعض منهم.
ويتلخص عالم هؤلاء المحتجزين خلال 167 من أصل 168 ساعة هي ساعات الأسبوع في زنزانة ضيقة طولها 8 أقدام وعرضها 6 أقدام و8 إنشات.
وجودهم اليومي في زاوية نائية من القاعدة البحرية الأمريكية في جنوب شرق الجزيرة يستدعي الشفقة.
وقد أثر الضغط والإجهاد اللذان نتجا عن العيش في مثل هذه الظروف - التي أدانتها مجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان مرة أخرى في الأسبوع الماضي - بصورة كبيرة على المحتجزين. وتقول مصادر مطلعة إن أكثر من 30 محتجزاً حاولوا الانتحار خلال الفترة الماضية.
وليس المعسكر الجديد الذي تمت إقامته على مساحة واسعة من الأرض تشرف على حافة جبل، وتبعد عن المعسكر القديم حوالي نصف ميل، سجناً موقتاً. فقد تم تصميم كامب دلتا ليكون سجناً دائماً. ومع مرور الأسابيع والشهور، يصل سجناء آخرون إلى المعسكر الجديد.
خلال الشهر الماضي مثلاً، وصل 34 سجيناً جديداً من أفغانستان. وترك وصولهم 14 مكاناً شاغراً فقط، ولكن المرحلة الثالثة من إنشاء السجن سيتم الانتهاء منها الشهر المقبل، مما يسمح بزيادة استيعاب المعسكر إلى 816 محتجزاً.
وحتى الآن، تم صرف مبلغ 30 مليون دولار على المشروع - مما يجعل تكلفة الزنزانة الواحدة 36.764 دولاراً، وقد تم وضع خطة لتوسيع المعسكر حتى يتسع لـ 2000 سجين. ويتم حالياً بناء مستشفى دائم مجهز بالكامل لاستيعاب 116 سريراً بسرعة كبيرة، وذلك كي يحل محل المركز الصحي الحالي في الخيام، حيث تم إجراء 50 عملية جراحية رئيسة منذ بدء وصول المحتجزين في يناير.
لكن صحة المحتجزين العقلية تدعو للقلق. أحد الذين حاولوا الانتحار قطع شرايين معصمه بواسطة شفرة بلاستكية بينما حاول 3 آخرون شنق أنفسهم كما أكد مسؤولون أمريكيون أن 37 محتجزاً آخرين يتم علاجهم من مشكلات تتعلق بصحتهم النفسية، وأن 18 من هذه الحالات يتلقون علاجهم بشكل يومي ويتم إعطاؤهم أدوية قوية للسيطرة على بعض الأعراض التي يعانون منها بسبب سوء حالتهم. وتتضمن المشكلات النفسية الاكتئاب الحاد، والتوتر الناتج عن الألم، واضطراب الشخصية، والميول الانتحارية.
ويقول تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية إن المحتجزين في حالة فراغ وضياع قانوني ويواجهون انتهاكات خطيرة لحقوقهم الإنسانية.
ويتم منعهم بشكل روتيني من مقابلة محامين، مع أنهم قد يواجهون المحاكمة أمام محكمة عسكرية أمريكية خاصة، تملك صلاحية الحكم بالإعدام.
*الحياة اليومية في معسكر دلتا
والزنزانات الضيقة التي يعيش فيها المحتجزون مصنوعة من الفولاذ، وهي أصغر حتى من أقفاص معسكر أشعة X القديم. موزعة ضمن 10 مجموعات. وهناك إضاءة قوية للمعسكر المحاط بشبكة سميكة خضراء تمنع الرؤية من الخارج، وتستخدم الأضواء 24 ساعة يومياً، والمعسكر محاط أيضاً بــ 7 أبراج حراسة يتولى الحراسة فيها قناصة ممتازون. وهناك أحداث تقع بشكل منتظم عندما يفقد بعض المساجين السيطرة على أعصابهم ويبدأون بالصياح والصراخ، ويحاولون تسلق جدران زنزاناتهم في يأس. ولكن الصمت المطبق يخيم معظم الوقت على المعسكر.
وعلى الرغم من كل المشكلات النفسية الواضحة التي يعاني منها كثير من المحتجزين، تصر السلطات العسكرية الأمريكية التي تشرف على المعسكر على أن الصحة النفسية للمحتجزين لم تتدهور منذ وصولهم إلى المعسكر، وأن الحالات النفسية للمرضى الـ 37 كانت موجودة لدى المصابين قبل إلقاء القبض عليهم. ويقول الدكتور جيمس رادكي إن بضع هؤلاء المساجين "يعانون من مشكلات سلوكية طوال حياتهم". لكن الجنرال ديك باكوس، قائد معسكر دلتا يعترف بأن هناك بعض المشكلات. ويقول الجنرال: "إننا قلقون بشأن صحتهم النفسية. ولذلك لدينا أفراد خبراء مدربون على مثل هذه القضايا ويعتنون بعلاج مثل تلك الحالات". كما تعترف سلطات المعسكر بأن المحتجزين كثيراً ما يتحدثون عن الانتحار بسبب الظروف الصعبة التي يعيشون فيها، والوحدة القاتلة وإحساسهم بالشوق لعائلاتهم وفقدانهم للأمل في مستقبلهم.

وعلى طول أحد جدران الزنزانة هناك هيكل سرير حديد ملحوم على ارتفاع أربع أقدام من الأرض، ويضع المحتجز عليه فراشه المطاطي الذي تبلغ سماكته بوصة واحدة، وتحت السرير يحتفظ المساجين بالممتلكات الخاصة المسموح بها - سجادة صلاة، مسابح، سطل، منشفة، معجون أسنان، صابون، شامبو، ونسخة من القرآن الكريم. ويسمح للمساجين بإرسال أربع رسائل وبطاقتين بريديتين شهريا. وتتم مصادرة مواد الكتابة حالما ينتهي المساجين من كتابة رسائلهم.
وعلى سقف كل زنزانة هناك مروحة موضوعة للمساعدة على التقليل من شدة الحر، ولكن الحراس هم الذين يتحكمون في توقيت تشغيل هذه المراوح وتوقيفها.
وفي إحدى زوايا الزنزانة هناك "تواليت" ومغسلة منخفضة لتمكين المحتجزين من غسل أرجلهم عند الوضوء.
ويحصل المحتجزون على ثلاث وجبات يوميا من الطعام الحلال، ومجموع الوحدات الحرارية في هذه الوجبات 27000 سعر، ويتم تقديم الطعام في صحون بلاستيكية، ويعطى للمحتجزين من خلال فتحة في الزنزانة.
وفي كل أسبوع يسمح للسجناء بالخروج للمشي مرتين في الأسبوع لمدة 15 دقيقة كل مرة، ويتم ذلك في ساحة مبنية خصيصا لذلك الغرض، بعيدة عن باقي السجناء ويركض معظم السجناء في دوائر خلال تلك الفسحة، ولا عجب أن المحتجزين زاد وزنهم حوالي 6 كيلوجرامات بشكل تقريبي لكل فرد بسبب احتجازهم داخل زنزاناتهم كل هذه الفترة من الزمن.
كما يسمح للمحتجزين بأخذ حمامين أسبوعياً لمدة 15 دقيقة كل مرة أيضا، ويتم تبديل ملابسهم الخاصة بالسجن البرتقالية اللون والمؤلفة من قطعتين بملابس نظيفة، وفي كل مرة يطلب فيها منهم الخروج من زنزاناتهم يتم تكبيل المحتجز من يديه وقدميه وخصره ويصطحبه حارسان على الأقل يمسكان بذراعه بشكل محكم وقوي.
أما المحتجزون الذين يحتاجون إلى رعاية صحية وثلث المحتجزين مصابون بنوع من أنواع السل فيتم ربطهم بنقالة وينقلون إلى المستشفى ويتم أيضا ربط أرجلهم بسرير المستشفى خلال المعالجة.
ويسمع المحتجزون الأذان 5 مرات في اليوم من شريط مسجل ويحاول السجناء الحديث مع الحراس، ولكن الحراس تحت أوامر مشددة بأن يكونوا لطفاء ولكن جديين، وأحياناً في لحظات نادرة من المزاج الجيد، يغني بعض السجناء أغاني للمطربة بريتني سبيرز أو مادونا، ومن الغريب أن أغاني المطرب الريفي جارث بروكس من بين الأغاني المفضلة لدى السجناء.
وسياسة المعسكر أن يستخدم السجناء صوتا طبيعياً لدى الكلام، وأن لا يرفعوا أصواتهم وألا يحاولوا التحدث مع السجناء الآخرين وإلا تعرضوا للعقاب الشديد وأقصى العقوبات هو ما يسمى "المبردة" وهو عبارة عن صندوق معدني مكيف ومضاء، ومساحته بالكاد تكفي ليتحرك المحتجز داخله.
وتم استجواب المحتجزين جميعاً وبعضهم تم استجوابه أكثر من الآخرين، ويستمر التحقيق من نصف ساعة إلى 4 ساعات في كل مرة، ويصر المسؤولون الأمريكيون على أن المحتجزين لا يتم إيذاؤهم أو تهديدهم وهم يكافئون السجناء المتعاونين سراً بتقديم وجبة من مطعم ماكدونالدز الموجود في القاعدة.
وفيما عدا الوقت الذي يقضيه السجناء في التحقيق أو في التمرين مرتين أسبوعياً أو الحمام مرتين أسبوعياً يمضي السجناء كل وقتهم في زنزاناتهم ويصر قائد المعسكر الجنرال باكوس على أن الوضع العام للسجناء قد تحسن كثيرا منذ إغلاق معسكر أشعة إكس وأن حقوق الإنسان لا يتم تجاهلها بالنسبة لهم، ولكنه يضيف إننا نعتبرهم خطيرين جدا لأنهم حملوا السلاح ضد الجيش الأمريكي في محاولة لإلحاق الأذى بأفراده ولا أستطيع أن أتكهن بالفترة التي سنبقى فيها هنا.
بالنسبة للمحتجزين كل يوم هو مثل اليوم الذي سبقه جميعهم يسألون ماذا سيحدث لهم، جميعهم يطالبون بمحامين، جميعهم يطالبون ببصيص أمل.
ولكل سؤال من هذه الأسئلة، يجيب الحراس جواباً واحداً "لا نعرف".
ويبدو أنه لا أحد يعرف حاليا، ولا حتى رئيس الولايات المتحدة نفسه.
عن الـ (ميرور البريطانية)

البــــوم الصـــــور


MohamedYahya578

Acc. Mohamed Yahya Omer Egypt , Elmansoura ,Talkha

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 540 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2007 بواسطة MohamedYahya578

MOHAMED YHYA OMER

MohamedYahya578
وارحب بكل من يزرو هذه الصفحة واتمنى ان ينتفع بما فيه من معلومات »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

223,500