جاءت فكرة إنشاء الإذاعة عندما نجح "جوليلمو ماركوني" عالم الموجات الكهرومغناطيسية في اختراع جهاز خاص وذهب به إلى إنجلترا ومن هناك أرسل واستقبل بنجاح الإشارات الإشعاعية على مختلف المسافات؛ فقد أرسل عام 1901م إشارات عبر المحيط الأطلنطي من إنجلترا إلى الولايات المتحدة، وكان هذا إيذانا بمولد اختراع جديد هو الراديو.. وكان وقتها عبارة عن لاسلكي، وبدأ انتشاره بكثرة في العالم مما تطلب أن يعقد له اتفاقيتان دوليتان لتنظيم استعماله وانضمت مصر لهاتين الاتفاقيتين..
في نهاية العقد الثاني من القرن العشرين بدأ التجار المصريون في إنشاء محطات إذاعية أهلية بعد استخراج الرخصة من الحكومة المصرية، وانتشرت هذه المحطات في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد تحت مسميات عديدة مثل راديو فؤاد وفاروق ورمسيس وراديو فيولا وراديو فريد... وغيرها، إلا أن ما كانت تقدمه هذه المحطات سرعان ما تحول من أغانٍ وخطب تتصل بالناس إلى إعلانات عن السلع والبضائع بأسلوب غير متحضر إضافة إلى السباب المتبادل بين المحطات المختلفة والمعلنين وكذلك الإسفاف اللغوي وهو ما أدى إلى غضب جمهور المستمعين من ذلك.
تقدم المواطنون بشكوى إلى الحكومة المصرية مما يحدث، وسرعان ما استجابت الحكومة ممثلة في "توفيق باشا دوس" وزير المواصلات في ذلك الوقت؛ حيث عقد اجتماعا مع أصحاب هذه المحطات وأبلغهم فيها برغبة الحكومة في إلغائها وإنشاء محطة لإذاعة رسمية.
وفي هذا العام 1932 تم الاتفاق بين الحكومة المصرية وشركة ماركوني على إنشاء الإذاعة اللاسلكية المصرية وبالفعل تم إنشاؤها وكان أول رئيس لها هو الطبيب الجراح المصري "علي باشا إبراهيم".. أما المذيعون الأوائل فكان منهم "أحمد سالم" و"أحمد كامل سرور" و"محمد فتحي".
وفي هذا الوقت كانت هيئة الإذاعة تضم العديد من المحطات وكانت المحطة الأم هي البرنامج العام ومعها كان البرنامج الأوربي والبرنامج الثقافي وركن السودان الذي تحول فيما بعد إلى إذاعة وادي النيل..
وبعد قيام ثورة يوليو أنشئت إذاعة صوت العرب بناء على رغبة من "جمال عبد الناصر" ثم أنشئت إذاعة الإسكندرية والإذاعات الموجهة التي تغطي حاليا معظم دول العالم وتستخدم 35 لغة، ثم أنشئت إذاعة الشرق الأوسط ثم إذاعة الشعب التي تحولت بعد ذلك إلى الإذاعات الإقليمية إلى جانب إذاعة فلسطين والقرآن الكريم.
وأخيرا ومع الألفية الجديدة أنشئت شبكة الإذاعات المتخصصة التي تضم بداخلها إذاعة الأخبار والموسيقى وإذاعة الأغاني والإذاعة التعليمية وإذاعة الكبار... وآخر الإذاعات إذاعة نجوم إف إم وهي إذاعة وليدة ولدت في مصر ولكنها ليست من الرحم نفسها التي ولدت منها بقية الإذاعات رغم النجاحات الكثيرة التي تحققها.
الموجة بتجري ورا الموجة عايزة تطولها
لسنا بصدد الحديث عن الأغنية الشهيرة الخاصة بسيدة الغناء العربي "أم كلثوم" ولكننا سنتحدث عن موجات من نوع آخر، تختلف أيضا عن موجات البحار، ولكن منها ما يتخطى البحار، ويذهب وراء المحيطات، ومنها ما يكمن في محيط ضيق ولا يستطيع تجاوزه.
هذه الموجات هي الموجات الإذاعية التي تبث لنا عبر الراديو، ومنها موجات قصيرة، وموجات طويلة وبينهما العديد من الموجات التي تختلف من حيث الطول والقصر.
والموجة القصيرة هي موجات ذات ترددات عالية وقوية وتسمى Short Wave وتستطيع هذه الموجات نقل البث الإذاعي إلى أبعد مدى حسب درجاتها التي تتراوح بين Short Wave1، Short Wave2، و Short Wave3 ...إلخ حسب الهدف من الإذاعة والنطاق المراد تغطيته، فهذه الموجات تستخدم في النطاق المحلي والإقليمي والدولي ومن أمثلة الإذاعات التي تستخدم الموجات القصيرة القرآن الكريم حيث تغطي الدول العربية والإسلامية غير العربية حتى تخدم مواطني هذه الدول، وكذلك إذاعة صوت العرب التي كان الهدف منها في البداية هو مناضلة الاستعمار في الوطن العربي، ومن الإذاعات التي تستخدم هذه الموجة أيضا إذاعة البرنامج العام التي يصل صوتها إلى مصر كلها.
أما الموجات الطويلة فهي موجات ضعيفة جدا وتستخدم في حيز ضيق جدا كالإذاعات المحلية التي تبث في محافظة أو مدينة فقط ولا تستطيع أن تتعدى ذلك، ومن الأمثلة عليها إذاعة القاهرة الكبرى، وإذاعة إسكندرية ووسط الدلتا وصوت مصر الجنوبي من حلايب.
وهناك عدد من الإذاعات تبث على أثير الموجتين الطويلة والقصيرة مثل القرآن الكريم والبرنامج العام حيث تبثا في الـAm وهي موجات قصيرة وكذلك تبث في الـFm وهي موجات طويلة.
والجدول التالي يبين ترددات عدد من الإذاعات:
الإذاعة | Am | Fm |
القرآن الكريم | 864 | 98.2 |
البرنامج العام | 819 | 107.4 |
صوت العرب | 621 | لا يوجد |
الشرق الأوسط | 774 | 89.5 |
الشباب والرياضة | 711 | 108 |
التعليمية | 558 | لا يوجد |
القاهرة الكبرى | 1071 | 102 |