بعد أن أوحى الله لنبيه الخليل إبراهيم، أن يبني له بيتًا، وأعلمه بمكانه ففعل، فلما انتهى من بنائه أمره الله بأن يؤذن في الناس داعيًا لهم إلى حج هذا البيت.. فذُكِر أنه قال: يا رب! كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟! فقال: ناد وعلينا البلاغ. فقام إبراهيم على مكان مرتفع – قيل المقام أو الصفا أو جبل أبي قيس – فنادى: أيها الناس! إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجوه. فذكر أن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجاب كل شيء سمع من حجر ومدر وشجر، وكل من كتب الله له الحج إلى يوم القيامة.

لم تبق إلا أيام قلائل وينطلق وفد الله إلى بيت الله، ينطلق من لبَّى دعوة الله، وأجاب نداء الخليل، واستجاب لأمر الرسول الجليل صلى الله عليه وسلم.. كلهم يتوجه إلى مكة شرفها الله؛ ليطوفوا بالبيت العتيق، ويشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات.. أسرع قوم وتباطأ آخرون مع القدرة؛ فأردنا أن نبين بعض فضائل تلك الشعيرة العظيمة؛ عسى أن يكون في الكلام منفعة للقارئين، وتسلية للمنفقين، وحث للقادرين المتقاعسين المتكاسلين.

الحج فريضة
الحج ـ كما تعلمون ـ فريضة من فرائض الإسلام، وركن من أركانه، أوجبه الله على المستطيع من الأمة، ووجوبه ثابت بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع المسلمين. ولعظم فضله وكبير شأنه رغَّب فيه الشرع ترغيبًا شديدًا، ودعا القادرين إليه دعاءً حثيثًا، ورتب عليه من الأجر والثواب شيئًا كبيرًا، وأجرًا كثيرًا.

والحج أفضل الأعمال عند الله، أو من أفضلها كما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال إيمان بالله ورسوله. قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور. (رواه البخاري ومسلم).

وروى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة أيضا:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الأعمال عند الله تعالى إيمان لا شك فيه وغزو لا غلول فيه وحج مبرور.

وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".

وبر الحج: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، ولين الكلام، وأن يرجع من حجه زاهدًا في الدنيا، راغبًا فيما عند الله تعالى.روي هذا عن الحسن البصري.. وقد جاء في حديث جابر مرفوعا: إن بر الحج إطعام الطعام وطيب الكلام.وسنده حسن.

الحج والجهاد
الجهاد عمل من أحب الأعمال إلى الله ورسوله، ولكن في زمان عطل فيه الجهاد، وغلقت أبوابه، يبحث المسلم عن بديل أو ما يشبهه حتى يأتي الله بالفرج، ومن أبواب الجهاد الحج كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة".(رواه النسائي).

وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! نرى الجهاد أفضل الأعمال؛ أفلا نجاهد؟ قال: "لكن أفضل الجهاد حج مبرور". (رواه البخاري)

وجاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: إني جبان وإني ضعيف!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هَلُمَّ إلى جهاد لا شوكة فيه.. الحج". [رواه ابن حبان ورجاله ثقات].

الحج يهدم ما قبله
غاية المؤمن في هذه الحياة وأقصى ما يتمناه: أن يتوب الله عليه، وأن يعفوَ الله عنه، وأن يغفر له خطاياه. والمؤمن الصادق يطرق أبواب التوبة ويتعرض لأسباب المغفرة ويسلك سبل العفو، ومن أعظم هذه السبل سبيل الحج؛ فإن الحج يحط الخطايا حطَّا، ويمحق الذنوب محقًا. وقد روى الإمام مسلم في قصة إسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك. فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي. فقال: مالك يا عمرو؟ قلت: أردت أن أشترط. قال: تشترط ماذا؟ قلت: أن يغفر لي. قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟.

فالإسلام يهدم ما كان قبله من الكبائر والبلايا، والهجرة تهدم ما كان قبلها من المعاصي والرزايا، والحج يهدم ما كان قبله من الذنوب والخطايا. وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".

وأجاب من سأله عن فضل الحج بقوله: "أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ويمحو عنك بها سيئة; وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرًا من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني فكيف لو رأوني فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك; وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك; وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. (رواه الطبراني وحسنه الألباني)

بشارتان للحجاج والمعتمرين
وبعد كل هذه الفضائل فلئن كان ثمة عجب فمن أناس يملكون المال والعافية والقدرة ثم يزهدون في الحج وينصرفون عنه، إما حرصًا منهم على المال، أو خوفًا من الفقر، أو زهدًا فيما عند الله من الأجر. والأعجب من ذلك أناس ينفقون أموالهم في الأسفار إلى مختلف الأقطار، ويضن أحدهم على نفسه أن يذهب لقضاء فريضة الحج؛ ليسقط عن نفسه الإثم والمساءلة أمام الله. مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بشَّر المنفقين المال في الحج والعمرة ببشريين عظيمتين:

الأولى: أن النفقة في الحج ليست ضائعة، بل هي عند الله باقية يضاعفها لصاحبها أضعافًا كثيرة، كما في حديث بريدة: "النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله؛ الدرهم بسبعمائة ضعف".[رواه الطبراني، وإسناده حسن].

وأما الثانية: فهي أعظم من الأولى، وأثلج لصدور الموقنين بكلامه عليه الصلاة والسلام، المسلّمين لأخباره، المعتقدين صدقه وأنه لا ينطق عن الهوى؛ فقد أخبرهم أن كثرة النفقات في الحج والعمرة من أعظم أسباب الغنى، فقد روى أحمد والترمذي والنسائي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [تابعوا بين الحج وعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة.. وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة].

فريضة عُمْرية فبادروها
أجمع العلماء على أن الحج فريضة عمْرية، أي أنه لا يتكرر (يعني وجوبه)، وأنه لا يجب في العمر إلا مرة، إلا أن يوجبه الإنسان على نفسه بنذر أو غيره، فيجب عليه وفاءً لنذره. ومن كلام النبي عليه الصلاة والسلام، الذي رواه أحمد وغيره: "الحج مرة، فما زاد فهو تطوع".

فمن توفرت فيه شروط الحج وتيسرت له أسبابه فليبادر بأداء فريضة الله، فإن الحج عند كثير من العلماء واجب على الفور، فمن قدر عليه وأخره فهو (عندهم) آثم؛ وقد قال النبي صلوات الله وسلامه عليه: "تعجلوا الحج؛فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له". وقال: "من أراد الحج فليعجل؛ فقد يمرض المريض، وتضل الراحلة، وتكون الحاجة". وقد قال تعالى قبل ذلك: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[آل عمران:133]، وقال: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الحديد:21].

نسأل الله العظيم أن يمن علينا وعلى كل مسلم بحج بيته الكريم، ولا يحرمنا وكل قارئ من هذا الفضل العميم.. آمين.

----------------------------------------------------------------------------------------------------

عشر ذي الحجة.. واغتنام مواسم الخيرات

-----

اتفقت كلمة العقلاء والعلماء على أن الليل والنهار يحملان العبد إلى أجله، وأن من كانت مطيته الليل والنهار سير به وإن لم يسر، فالأيام مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة، حتى يُنتهَى بهم إلى آخر سفرهم، والسعيد من اغتنم خيرها، والبعيد من حرم استغلالها، وفرط في حق نفسه وربه بتضييعها، ولم يقدم لنفسه زادًا، وانقطاع السفر عن قريب، والأمر عاجل وكأني به قد بغتك.

لقد جعل الله الليل والنهار خلفة يتبع بعضهما بعضًا ويخلف أحدهما الآخر ليكون في كل واحدٍ من صاحبه وسابقه مستعتب، فمن عجز عن السابق عمل في اللاحق: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً)[الفرقان:62].

على أن أيام الله ليست كلها عند الله سواسية، بل فضل بحكمته بعضها على بعض، واختار بعضها من بعض، "فلله خواص من الأزمنة والأمكنة والأشخاص". (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)[القصص: 68].

وقد اختار الله من الأيام أياما جعلها مواسم خيرات، وأيام عبادات، وأوقات قربات، وهي بين أيام السنة كالنفحات، والرشيد السعيد من تعرض لها، ونهل من خيرها، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الطبراني بسند حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده].(حسنه الألباني في الصحيحة).

ومن هذه المواسم النيرات، والنفحات المباركات، أيام العشر الأول من ذي الحجة الحرام، فقد اختارها الله على ما سواها، ورفع شأنها واجتباها، وجعل ثواب العمل فيها غير ثوابه فيما دونها، علاوة على ما خصها الله به من أعمال فريضة الحج التي لا تكون في غيرها.

فضائل عشر ذي الحجة:
فمن مظاهر هذه الاختيار وذلكم التكريم والتعظيم:

  • إقسام الله تعالى بها في كتابه: والله لا يقسم في كتابه إلا بعظيم. قال تعالى: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ)[الفجر:1، 2]. قال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري.

  • وهي الأيام المعلومات في قوله تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) قال ابن عباس: أيام العشر كما في تفسير ابن كثير.

  • اشتمالها على أعمال الحج: الذي هو من أفضل الأعمال وأعظمها أجرا؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله. قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قال: ثم ماذا؟ قال حج مبرور] (متفق عليه).

  • وجود يوم عرفة فيها: وهو اليوم الذي يباهي الله بأهل الموقف ملائكته ففي الحديث: [إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي].(رواه الطبراني عن ابن عمر وحسنه الألباني) .. هذا مع ما فيه من مغفرة الذنوب للعباد وبسط يد الرحمة والعفو والتوبة. وما جعل الله للصائم فيه من مغفرة ذنوب سنتين جميعا.

  • وفيها يوم الحج الأكبر: الذي هو خير أيام الدنيا على الإطلاق وهو أعظم الأيام حرمة عند الله تعالى.. فقد روى الترمذي والنسائي والبيهقي عن عمرو بن الأحوص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم النحر: [أيها الناس أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ قالوا: يوم الحج الأكبر. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا...] الحديث.

قال ابن القيم رحمه الله: "خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر" كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم قال: [إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر]." ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وأكثر الناس يغفل عن فضيلة هذا اليوم فينتبه.

  • وفيها أيام منى: التي هي أيام رمي الجمار وهي عيد أهل الإسلام وأيام أكل وشرب وذكر لله تعالى

  • ثم ما فيها من الأضاحي والتزام أمر الله وإحياء سنن المرسلين محمد وإبراهيم عليهما أزكى الصلوات والتسليم.

ولما كانت أيام العشر تحوي كل هذه الفضائل قدمها بعض أهل العلم في الفضل على أيام العشر الأواخر من رمضان، وقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا تفصيلا صافيا وأورد كلاما شافيا كافيا فقال: "الأيام العشر الأول من ذي الحجة خير من أيام العشر الأواخر من رمضان، وليالي العشر الأواخر من رمضان خير من ليالي العشر الأوائل من ذي الحجة".

وقال ابن حجر في الفتح : "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".

فضل العمل فيها
أما عن فضل العمل في أيام العشر، فقد روى البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء].

وعند الإمام البيهقي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى...].(قال الألباني سنده جيد).

وروي الطبراني في معجمه الكبير بإسناد جيد: [ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير].

ما يستحب من العبادات فيها:
1- الحج :
إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما . والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة] متفق عليه.

2- الصيام:
فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة. لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر، والصيام من أفضل الأعمال. وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي: [كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به] (البخاري).

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: [كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين] (النسائي وأبو داود وصححه الألباني).

3ـ صوم يوم عرفة لغير الحاج :
وهو وإن كان من أيام التسع إلا أننا خصصناه بالذكر تنبيها على فضله ففيه زيادة أجر ورجحان مثوبة.. فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : [ صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ] أخرجه مسلم . فلا يفوتنك أخي المؤمن هذا الأجر العظيم.

4. الأضحية يوم العيد :
فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : [ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا] (متفق عليه). والصفحة هي جانب العنق.. والسنة أن يشهد المضحي أضحيته، وأن يباشرها بنفسه، وأن يأكل منها شيئاً كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وإن وكَّل غيره كالجمعيات والهيئات الخيرية جاز، ولو كانت خارج البلاد.. وتجزيء الشاة عن واحد والبدنة أو البقرة عن سبعة.

5- الإكثار من التحميد والتهليل والتكبير :
فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر وسائر أنواع الذكر. والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى. ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة ؛ قال الله تعالى: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) (الحج/28). والجمهور على أنها أيام العشر كما ذكرنا عن ابن عباس وغيره.

وفي المسند عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد] (وصحّح إسناده العلامة أحمد شاكر).

والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولاسيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

6ـ التكبير دبر الصلوات:
وهذا أيضا مما يسن في هذه الأيام ومن صالح العمل فيها، ويبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من ذي الحجة. فعن شقيق بن سلمة رحمه الله قال : " كان علي رضي الله عنه يكبر بعد صلاة الفجر غداة عرفة ثم لا يقطع حتى يصلي الإمام من آخر أيام التشريق ثم يكبر بعد العصر" أخرجه ابن المنذر والبيهقي .و صححه النووي وابن حجر. وثبت مثله عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال ابن تيمية : " أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة : أن يكبر من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة .. " ( مجموع الفتاوى 24/20) . وقال ابن حجر: "وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود : إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى . أخرجه ابن المنذر وغيره والله أعلم " ( الفتح 2/536) .

أما صيغة التكبير:
أ) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر كبيرًا.
ب) الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
ج) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

وهذه الصيغ ذكرها كلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .. وقد أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح أثر ابن مسعود رضي الله عنه: "أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، و الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد " .

7ـ سائر أعمال البر:
 كالصدقات ونوافل الصلوات، وصلة الأرحام، ومراعاة الأيتام، وكل عمل صالح سواها، فهي كلها داخلة في العمل الصالح الذي هو في هذا الشهر أفضل من غيره.

فلنبادر باغتنام تلك الأيام الفاضلة، قبل أن يندم المفرّط على ما فعل، وقبل أن يسأل الرّجعة فلا يُجاب إلى ما سأل. نسأل الله أن يديم علينا أيام النعم ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

MohamedYahya578

Acc. Mohamed Yahya Omer Egypt , Elmansoura ,Talkha

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 736 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2007 بواسطة MohamedYahya578

MOHAMED YHYA OMER

MohamedYahya578
وارحب بكل من يزرو هذه الصفحة واتمنى ان ينتفع بما فيه من معلومات »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

223,493