العلم بالله هو أجل العلوم وأعلاها، وأنفعها عند الله وأسماها، وكيف لا يكون كذلك، وهو يعرّف العباد بأعظم من عُرف، ويقربهم إلى أسمى من عُبد، فهو يجلي للعبد حقيقة ربه، ويعرفه صفاته وأسماءه، حتى يعبده على بصيرة، ويحبه على علم.
وقد حثَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته على تتبع أسمائه - سبحانه - ومعرفتها وحفظها، ووعدهم جزاء ذلك الجنة، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ) متفق عليه . ولا يعني الحديث حصر أسماء الله في تسعة وتسعين اسماً، وإنما المراد أن الجزاء مرتب ومعلق على إحصاء هذا العدد . أما جملة أسمائه فلا يعلمها إلا هو ، كما جاء في الحديث، قال - صلى الله عليه وسلم - : (أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) رواه أحمد .
وقد دفع هذا التحفيز النبوي العلماء إلى تتبع أسماء الله – سبحانه - من أدلة الكتاب والسنة، فاتفقوا على أسماء، واختلفوا في أخرى، بناء على اختلافهم في طرق استنباط الأسماء، والضوابط التي اعتمدناها في هذا المعجم أن يكون الاسم قد دلّ عليه الكتاب والسنة أو أحدهما، وأن يكون مشتملاً على معاني الثناء والمدح، فإن الله وصف أسمائه بالحسنى أي: التي بلغت الغاية في الحسن، كالعليم والقدير، وألا يكون اسماً جامداً كالدهر والأبد والشيء، واقتفينا في ذكر الأسماء الحسنى ما قاله العلماء ونصوا عليه في كتبهم كالقرطبي والرازي والبيهقي وغيرهم ممن ألف في هذه العلم الجليل .
وقد رتبنا أسماء الله الحسنى على حروف المعجم، إلا أننا قدمنا بذكر أعظمها وأجلها وهو اسم ( الله ) لكون جميع الأسماء تنسب إليه، ولا ينسب هو إلى شيء منها:-
1- ( الله ) وهو أكبر الأسماء وأجمع معانيها، وبه ابتدأ الله كتابه الكريم، فقال { بسم الله }(الفاتحة:1)، وابتدأ به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كتبه ورسائله فكان يفتتحها ب ( بسم الله )، وأضاف سبحانه كل أسماءه إليه فقال: { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها }. وهو علم على الذات، واسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المنفرد بالوحدانية لا إله إلا هو، وهو اسم غير مشتق، وقيل: مشتق من أله الرجل إلى الرجل يأله إليه، إذا فزع إليه من أمر نزل به، وقيل مشتق من غير ذلك .
ولاسم ( الله ) خصائص منها: أنه أول أسماء الله، وأعظمها، وأعمها مدلولاً، وأنه لم يتسم به أحد من البشر، وأنه الذي يُفتتح به أمور الخير، تبركاً وتيمناً، وأنه إذا ارتفع من الأرض قامت الساعة .
2- ( الأحد ) ورد في قوله تعالى: { قل هو الله أحد }(الإخلاص:1) ومعناه: هو الذي لا شبيه له، ولا نظير، فهو المتفرد في ذاته وصفاته وأفعاله.
3- ( الآخر ) ورد في قوله تعالى: { هو الأول والآخر }(الحديد:3) وفي الحديث: ( وأنت الآخر فليس بعدك شيء ) رواه مسلم ، ومعناه: الذي ليس لوجوده نهاية، بل له الخلود المطلق، والبقاء الدائم، لا يفنى ولا يبيد .
4- ( الأعلى ) ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يقول في سجوده: ( سبحان ربي الأعلى ) رواه مسلم ومعناه: الذي علا على كل شيء، فمهما تصور العبد عالياً فالله أعلى منه، فله العلو المطلق في ذاته وصفاته .
5- (الأكرم) ورد في قوله تعالى: { اقرأ وربك الأكرم }(العلق:3) ومعناه: الذي لا يوازي كرمه كرم، ولا يعادله في كرمه كريم.
6- (الأول) ورد في قوله تعالى: { هو الأول }(الحديد:3) وفي الحديث: ( أنت الأول فليس قبلك شيء ) رواه مسلم . ومعناه: الذي ليس لوجوده بداية، فكل ما سواه كائن بعد أن لم يكن .
7- (البارئ) ورد في قوله تعالى: { هو الله الخالق البارئ }(الحشر:24)، وهو في معنى الخالق إلا أنه يدل على مطلق الخلق من غير تقدير .
8- (الباسط) ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله المسعر القابض الباسط ) رواه الترمذي وصححه . ومعناه: الذي يوسع رزقه على من يشاء من عباده كما قال تعالى: { والله يقبض ويبسط }(البقرة: 245).
9- (الباطن) ورد في قوله تعالى: { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم }(الحديد:3)، وورد في قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( وأنت الباطن فليس دونك شيء ) رواه مسلم ومعناه: المحتجب عن خلقه فلا يرى في الدنيا، وإنما يُعلم وجوده بدلائل خلقه وآثار صنعه.
10- (البديع) ورد في قوله تعالى: { بديع السموات والأرض }(البقرة: 117 ) ومعناه: الذي خلق الخلق على غير مثال سابق .
11- (البصير): ورد في قوله تعالى: { وهو السميع البصير }(الشورى:11) ومعناه الذي يرى المبصرات، لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
12- ( البَرّ ) ورد في قوله تعالى: { إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم }(الطور: 28) ومعناه: العطوف على عباده المحسن إليهم، الذي عم بره وإحسانه جميع خلقه.
13- (التوّاب) ورد في قوله تعالى: { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم }(البقرة: 37)، ومعناه: الذي يقبل توبة عباده، وكلما تكررت التوبة تكرر القبول.
14- (الجبار) ورد في قوله تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار }(الحشر:23) ومعناه: مأخوذ من الجبر والقهر والتعالي فهو سبحانه: المستعلي المتعاظم الذي لا يخرج أحد عن أمره الكوني وسلطانه القدري، فهو الذي يحيي ويميت، ويرزق ويفقر، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء في خلقه لا راد لأمره، ولا ناقض لقضائه .
15- (الجليل) أخذ من قوله تعالى: { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }(الرحمن: 27 ) ومعناه: العظيم القدر الرفيع الشأن، الذي يصغر كل جليل دون جلاله وعظمته، ويتضع كل عظيم دون شرفه ومنزلته .
16- (الحسيب) ورد في قوله تعالى: { وكفى بالله حسيباً }(النساء: 6) ومعناه: أنه الشريف الذي فاق شرفه كل شرف، والعالم الذي يعلم مقادير الأشياء وأعدادها، والكافي الذي يحفظ ويرزق.
17- (الحافظ) ورد في قوله تعالى: { فالله خير حافظا }(يوسف:64) ومعناه الصائن عبده عن أسباب الهلكة في أمور دينه ودنياه .
18- (الحفيظ) ورد في قوله تعالى: { إن ربي على كل شيء حفيظ }(هود:57) ومعناه: الحافظ، فهو الذي يحفظ السماء أن تقع على الأرض، ويحفظ الأرض أن تهوي، ويحفظ الكواكب أن تصطدم ببعضها، ويحفظ للحياة نظامها، ويحفظ على عباده ما عملوه من خير وشر وطاعة ومعصية .
19- (الحق) ورد في قوله تعالى: { ويعلمون أن الله هو الحق المبين }(النور:25) ومعناه: الذي لا يسع أحد إنكاره، بل يجب إثباته والاعتراف به، لتظاهر الأدلة على وجوده سبحانه .
20- (الحكم) ورد في الكتاب في قوله تعالى: { حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين }(الأعراف:78)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( إن الله هو الحكم وإليه الحكم ) رواه أبو داود ، ومعناه: الذي يفصل بين المتخاصمين بالعدل، ويقضي بين المختلفين بالقسط، ويشرّع الشرائع، ويضع الأحكام .
21- (الحكيم) ورد في قوله تعالى: { قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم }(البقرة: 32)، ومعناه: الذي يضع الأمور مواضعها، ولا يفعل إلا الصواب، ولا يقول إلا الحق، وأفعاله سديدة، وصنعه متقن .
22- (الحليم) ورد في قوله تعالى: { والله غفور حليم }(البقرة:225) ومعناه: الذي لا يحبس إنعامه وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، بل يرزقهم ويحفظهم ويرشدهم حتى يعودوا إليه ويتوبوا .
23- (الحميد) ورد في قوله تعالى: { وإن الله لهو الغني الحميد }(الحج:64) ومعناه: المحمود الذي استحق الحمد بفعاله، فهو الذي يحمد في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، وأفعاله لا تخرج عن مقتضى الحكمة والرحمة والعدل .
24- (الحي) ورد في قوله تعالى: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(البقرة: 255)، ومعناه: أنه ذو الحياة التامة الكاملة – سبحانه - فحياته ذاتية أزلية، لم يسبقها موت ولا عدم، على خلاف سائر الأحياء . واسم الحي يتضمن جميع الصفات الذاتية كالعلم والقدرة والإرادة وغيرها.
25- (الخالق) ورد في قوله تعالى: { هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر:24) ومعناه: مأخوذ من الخلق وهو الإيجاد والتقدير فالله سبحانه هو الذي قدّر الأشياء قبل وجودها، وأخرجها من العدم إلى الوجود .
26- (الخبير) ورد في قوله تعالى: { وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:18) ومعناه: الذي انتهى علمه إلى الإحاطة ببواطن الأشياء وخفاياها كما أحاط بظواهرها .
27- ( الخلاّق ) ورد في قوله تعالى: { إن ربك هو الخلاق العليم }(الحجر: 86)، وهو في معنى الخالق ويزيد عليه في دلالته على كثرة خلق الله واتساعه.
28- ( الديّان ) ورد في قوله - صلى الله عليه وسلم - أن الله ينادي يوم القيامة: ( أنا الملك، أنا الديان ) رواه أحمد ومعناه: الذي يحاسب عباده ويجازيهم، ولا يضيع عمل عامل منهم.
29- ( ذو الجلال والإكرام ) ورد في قوله تعالى: { تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام }(الرحمن: 78) وكان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) رواه أحمد . ومعناه: أنه صاحب العظمة والكبرياء والشرف، وأهل الكرم والسعة والجود
30- ( الرؤوف ) ورد في قوله تعالى: { إن الله بالناس لرءوف رحيم }(البقرة: 143) ومعناه: مريد التخفيف عن عباده.
31- ( الرّازق ) ورد في قوله تعالى: { وإن الله لهو خير الرازقين }(الحج:58) ومعناه: المتفضل على عباده بما يحتاجون إليه لقوام حياتهم.
32-( الرب ) ورد في قوله تعالى: { الحمد لله رب العالمين }(الفاتحة: 2 ) ومعناه: أنه الذي خلق الخلق، ونشّأهم، ويسر لهم أسباب الرزق والحياة.
33-( الرحمن ) نطق به الكتاب، فقال تعالى: { الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم } وقال تعالى: { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم }(البقرة:163)، وهو اسم اختص به سبحانه فلا يجوز أن يتسمى به غيره، وهو مشتق من الرحمة على صيغة المبالغة، ومعناه: ذو الرحمة التي لا نظير له فيها، فرحمته { وسعت كل شيء }(الأعراف: 156) من كافر، ومؤمن، وحجر، وشجر، وجميع خلقه .
34- (الرحيم ) قال تعالى: { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم }(الفاتحة:2-3)، وقال تعالى:{ وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم }(البقرة: 163)، و"الرحيم" في اللغة من صيغ المبالغة، فعيل بمعنى فاعلٍ كسَمِيعٌ بمعنى سامِع، وهو يدلَّ على صفة الرحمة الخاصة التي ينالها المؤمنون، قال تعالى:{ وكان بالمؤمنين رحيماً }(الأحزاب: 43)، والرحمة الخاصة التي دلّ عليها اسمه الرحيم شملت عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة فقد هداهم إلى توحيده وعبوديته في الدنيا، وأكرمهم في الآخرة بجنته، ومنَّ عليهم في النعيم برؤيته.
35- ( الرزاق ) ورد في قوله تعالى: { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }(الذاريات:58) ومعناه: المتكفل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها . والفرق بين اسم ( الرازق ) و ( الرزاق ) أن الثاني على صيغة المبالغة التي تقتضي تكرار الرزق وكثرته ودوامه.
36-(الرقيب) ورد في قوله تعالى: { فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم }(المائدة: 117)، ومعناه: الذي لا يغفل عما خلق بل يحفظ خلقه ولا يغيب عنه منهم شيء.
37- (السبوح) ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في ركوعه : ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم ، ومعناه: تنزيه الله عن كل ما لا يليق به من العيوب والنقائص .
38-(السلام) ورد في قوله تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام }(الحشر:23) وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلّم من صلاته يقول: ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام ) رواه الترمذي . واسم السلام يحمل معنيين: الأول: أنه ذو السلامة أي: البراءة من العيوب والنقائص. والثاني: أن العباد سلموا من ظلمه فهو – سبحانه - الحكم العدل الذي حرّم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرماً .
39- ( السميع ) ورد في قوله تعالى: { إن الله هو السميع البصير }(غافر:20) ومعناه: الذي يسمع كل الأصوات صغيرها وكبيرها، سرّها وجهرها، فيسمع دبيب النملة السوداء في الصخرة الصماء في الليلة الظلماء لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .
40-( الشافي ) ورد في قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي ) متفق عليه . وفي القرآن { وإذا مرضت فهو يشفين } ومعناه: المبريء من الأمراض كلها، وأن كل ما يقع من الدواء والتداوي هو من قبيل التسبب، وأن الشافي على الحقيقة هو الله.
41- ( الشاكر ) ورد في قوله تعالى: {وكان الله شاكراً عليماً }(النساء: 147) ومعناه: المادح والمثني لمن يطيعه، والمثيب على الطاعة بأكثر منها.
42- ( الشكور ) ورد في قوله تعالى: { إنه غفور شكور }( فاطر: 30) ومعناه: الذي يشكر على يسير الطاعة، ويثيب عليها بأضعافها.
43- ( الشهيد ) ورد في قوله تعالى: { وكفى بالله شهيدا }(النساء:79) ومعناه: المطلع على ما لا يعلمه المخلوقون إلا بالحضور.
44- ( الصمد ) ورد في قوله تعالى: { الله الصمد }(الإخلاص: 2)، ومعناه: الذي بلغ الغاية في سؤدده وشرفه، وهو الذي تقبل إليه الخلائق لقضاء حاجاتها.
45- ( الظاهر ) ورد في قوله تعالى: { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم }(الحديد:3) وورد في الحديث: ( وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ) رواه مسلم ، ومعناه: الذي استعلى على خلقه بذاته، واستعلى عليهم بحججه وآياته، وقهرهم بقوته وسلطانه .
46- ( العزيز ) ورد في آيات منها قوله تعالى: { وهو العزيز الحكيم }(إبراهيم:4) ومعناه: مأخوذ من المنعة والقوة والشرف فهو سبحانه المنيع الذي لا يغلب، والقوي الذي لا يقهر، والشريف الذي لا يُذَل .
47- ( العظيم ) ورد في قوله تعالى: { له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم }(الشورى:4) ومعناه: ذو العظمة في ذاته وصفاته، فذاته أعظم من كل ذات، وصفاته أعلى من كل الصفات.
48- ( العفو ) ورد في قوله تعالى: { إن الله كان عفوا غفوراً }(النساء:43) وفي قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ) رواه أحمد ، ومعناه: الذي يتجاوز عن الذنوب ويصفح عن فاعليها.
49- ( العلي ) ورد في قوله تعالى: { له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم }(الشورى:4) ومعناه: الذي ليس فوقه أحد فله العلو المطلق في ذاته وصفاته، لا يشاركه فيه أحد .
50- ( العليم ) ورد في قوله تعالى: { قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم }(البقرة:32) ومعنى العليم أي العالم بكل شيء، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، { وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين }(الأنعام:59) .
51- ( الغفّار ) ورد في قوله تعالى: { رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار }(ص: 66)، ومعناه: مأخوذ من الغَفْرِ وهو التغطية فهو سبحانه كثير الستر والتجاوز عن ذنوب عباده وزلاتهم .
52-( الغفور ) ورد في قوله تعالى: { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم }(الحجر:49)، ومعناه: الذي يستر ذنوب خلقه ويتجاوز عنها، فلا يؤاخذ بها، ولا يعاقب عليها.
53- ( الغني ) ورد في قوله تعالى: { والله هو الغني الحميد }(لقمان:26)، ومن دعاء النبي: ( اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوةً وبلاغاً إلى حين ) رواه أبو داود . و( الغني ): هو الكامل الذي لا يحتاج إلى غيره، بل غيره محتاج إليه: { والله الغني وأنتم الفقراء }(محمد:38).
54-( الفاطر ) ورد في قوله تعالى: { قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض }(الأنعام:14) ومعناه: الخالق الذي ابتدع خلق الأشياء وابتدأها وأنشأها وأبتدعها من غير شيء ولا مثال سابق .
55- ( الفتّاح ) ورد في قوله تعالى: { قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم }(سبأ:26)، ومعناه: الذي يفتح أبواب رحمته على عباده، ويحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون.
56- (القابض) ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله المسعر القابض الباسط ) رواه الترمذي وصححه . ومعناه: الذي يضيّق الرزق على من يشاء ويقترّه كما قال تعالى: { والله يقبض ويبسط }(البقرة: 245) .
57- ( القادر ) ورد في قوله تعالى: { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم }(الأنعام:65) ومعناه: المتصف بالقدرة المطلقة فلا يعجزه شيء، ولا يكون في ملكه إلا ما يريد سبحانه .
58- (القاهر) ورد في قوله تعالى: { وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }(الأنعام: 18) ومعناه: أنه الذي قهر عباده بما خلقهم عليه من المرض والموت والفقر والذل، فلا يستطيع أحد رد تدبيره والخروج من تقديره.
59- ( القدوس ) وقد ورد في قوله تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس }(الحشر: 23)، وفي قوله: { يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم }(الجمعة:1). وكان النبي – صلى الله عليه وسلم - يقول عقب فراغه من صلاة الوتر: ( سبحان الملك القدوس ) رواه النسائي . والقدوس مأخوذ من الطهارة، وهو اسم يتضمن جميع صفات الكمال، ونفي كل نقيصة لا تليق بجلاله، فالتقديس هو إثبات الفضائل، ونفي الرذائل، فهو – سبحانه - طاهر في نفسه، مطهّر لغيره، وهو المنـزَّه والمنـزِّه.
60- (القدير) ورد في قوله تعالى: { وهو العليم القدير }(الروم:54) ومعناه الكامل القدرة لا يلابس قدرته عجز بوجه من الوجوه فلا يعجزه شيء .
61- ( القريب ) ورد في قوله تعالى: {إن ربي قريب مجيب }(هود:61) قال - صلى الله عليه وسلم - : ( لستم تدعون أصمَّ ولا غائباً ولكن إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم ) رواه مسلم . ومعناه: أنه سبحانه وإن علا على خلقه واستوى على عرشه إلا أن قريب منهم بعلمه وقدرته، لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء .
62-( القهار ) ورد في قوله تعالى: { قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار }(الرعد:16) ومعناه: الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة، وقهر الخلق كلهم بالموت.
63- ( القوي ) ورد في قوله تعالى: { إن ربك هو القوي العزيز }(هود:66) ومعناه: ذو القوة التامة الذي لا يلحقه العجز في حال من الأحوال.
64- ( القيّوم ) ورد في قوله تعالى: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(البقرة: 255)، ومعناه: أنه قائم على كل شيء بالحفظ والرعاية والتدبير.
65- ( الكافي ) ورد في قوله تعالى: { أليس الله بكاف عبده }(الزمر: 36) ومعناه: الذي كفا خلقه شؤونهم، فهو الذي خلقهم، ورزقهم، وهو الذي يحييهم ويميتهم، فلا كافي على الإطلاق في جميع الأمور إلا هو سبحانه .
66- ( الكبير ) ورد في قوله تعالى: { عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال }(الرعد:9)، ومعناه: أنه أكبر من كل شيء، وكل شيء دونه، وأنه أعظم من كل شيء، وكل عظيم دونه .
67- ( الكريم ) ورد في قوله تعالى: { يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم }(الانفطار:6)، ومعناه: ذو النفع العظيم لعباده فهو الذي خلقهم ورزقهم، وهو الذي يعفو عن مسيئهم، ويتجاوز عن مذنبهم .
68- (اللطيف) ورد في قوله تعالى: { وهو اللطيف الخبير }(الأنعام:103)، ومعناه الذي يتلطف بعباده فييسر لهم سبل الخير واليسر، وأسباب الصلاح والبر.
69- 70- (المبديء المعيد) ورد في قوله تعالى: { إنه هو يبدئ ويعيد }(البروج:13) ومعناهما الذي أبدأ الخلق فأوجدهم عن عدم، والمعيد الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات، ثم يعيدهم بعد الموت إلى الحياة، كقوله عز وجل: { وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون }(البقرة:28).
71- 72 - ( المقدم والمؤخر ) وهما اسمان لم يردا في القرآن، ولكن وردا في حديث النبي حيث قال - عليه الصلاة والسلام - : ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ) متفق عليه . ومعناه:ما أن الله هو المُنزل للأشياء منازلها، يقدّم ما شاء منها، ويؤخر ما شاء، قدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده، وأخر من شاء بذنوبهم وأوزارهم، لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم .
73- ( المؤمن ) ورد في قوله تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن }(الحشر:23)، ومعناه: أنه الذي صدّق المؤمنين في إيمانهم، وصَدَقَ في وعده لهم، وآمنهم من عذابه .
74-(المبين ) ورد في قوله تعالى: { ويعلمون أن الله هو الحق المبين }(النور:25)، ومعناه: الذي لا يخفى، لظهور دلائل وجوده وآثار صنعه . كما أنه المبين لعباده سبل الرشاد، والموضح لهم طرق الغواية .
75- (المتعالي ) ورد في قوله تعالى: { عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال }(الرعد:9) ومعناه: الذي ترفّع عما نسبه إليه أهل الكفر والإلحاد من النظراء والأنداد . واستعلى على كل شيء بقدرته.
76- ( المتكبر ) ورد في قوله تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر }(الحشر:23)، ومعناه: مأخوذ من الكبرياء الذي هو عظمة الله تعالى، وتعاليه عن صفات الخلق، لا من الكبر الذي هو مذموم عند الخلق والذي يعني احتقار الناس وغمطهم حقوقهم .
77- ( المتين ) ورد في قوله تعالى: { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }(الذاريات:58) ومعناه: المتصف بالشدة والصلابة.
78- ( المجيب ) ورد في قوله تعالى: { إن ربي قريب مجيب }(هود: 61) ومعناه: الذي يجيب دعاء الداعين، وسؤال السائلين.
79- ( المجيد ) قال تعالى: {ذو العرش المجيد }(البروج: 15) ومعنى المجيد أي: الواسع الكريم، وأصل المجد في كلام العرب السعة، يقال: رجل ماجد إذا كان سخيا واسع العطاء.
80- ( المحصي ) ورد في قوله تعالى: { وأحصى كل شيء عددا }(الجن: 28) ومعناه: العالم بمقادير الحوادث مهما كثرت وتعددت ما أحاط به العباد، وما لم يحيطوا به، كالأنفاس وعدد القطر والرمل والحصا والنبات، وأصناف الحيوان والموات وعامة الموجودات.
81- ( المحيط ) ورد في آيات منها قوله تعالى: { إن الله بما يعملون محيط }(آل عمران: 120) ومعناه: الذي أحاطت قدرته بجميع خلقه، ووسعهم علمه، فهو الذي { أحاط بكل شيء علما }(الطلاق:12).
82- ( المصوِّر ) ورد في قوله تعالى: { هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر:24) ومعناه: أنه الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها .
83- ( المعطي ) ورد في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين، والله المعطي، وأنا القاسم ) رواه البخاري . ومعناه: الذي أعطى كل شيء خلقه، وتولى رزقه، كما قال تعالى: { وما بكم من نعمة فمن الله }(النحل:53).
84- ( المقتدر ) ورد في قوله تعالى: { فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر }(القمر: 42)، ومعناه: الكامل القدرة، الذي لا يمتنع عليه شيء.
85- ( المقيت ) ورد في قوله تعالى: { وكان الله على كل شيء مقيتا }(النساء: 85) ومعناه: الذي دبّر قوت الحيوانات ورزقها، وصرّفه كيف يشاء بحكمته، كما قال تعالى: { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها }(هود: 6).
86- ( المَلِك ): قال تعالى: { فتعالى الله الملك الحق }(طه:114) وقال: { ملك يوم الدين }(الفاتحة:4). وكان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، أنت ربي، وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) رواه الترمذي وغيره . ومعنى الملك أي: الذي ملك خلقه، ونفذ أمره فيهم، ويتميز ملك الله عن ملك غيره أن ملكه مفتقر إليه في إيجاده وإمداده، وأنه تسمى بالملك قبل خلق الممالك، وأنه مستغنٍ عن الأعوان، وأن ملكه عام وممتد في الدنيا والآخرة، وأنه جنده لا يحصون، وأن ملكه لا يبيد، وأنه سبحانه محيط بملكه إحاطة من لا يغيب عنه دقيق ولا جليل.
87- ( المليك ) ورد في قوله تعالى في وصف أهل الجنة: { في مقعد صدق عند مليك مقتدر }(القمر: 55) وهو صيغة مبالغة يدل على كمال ملك الله سبحانه لخلقه حيث يشمل الملك بمعنى الحكم، والملك بمعنى التملك والحيازة فالله هو حاكم الخلق ومالكهم .
88- ( المنّان ) ورد في قوله - صلى الله عليه وسلم - في دعائه: ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ) رواه أبو داود ومعناه: المتفضل بعطاياه على عباده .
89- ( المهيمن ) ورد في قوله تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن }(الحشر:23)، ومعناه: مأخوذ من الهيمنة، وهي السيطرة على الشيء بقهره، فالله قاهر لخلقه لا يخرج أحد عن إرادته الكونية، وسلطانه القدري فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
90- ( المولى ) ورد في قوله تعالى: { واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير }(الحج:78) ومعناه: الذي يركن إليه الموحدون، ويعتمد عليه المؤمنون في الشدة والرخاء، والسراء والضراء فينصرهم ويغيثهم ويوفقهم .
91- ( النصير ) ورد في قوله تعالى: { واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير }(الحج:78) وفي الحديث: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قوماً قال: ( اللهم أنت عضدي وأنت نصيري وبك أقاتل ) ومعناه: الناصر لرسله وأولياءه والمؤمنين
92- (الهادي) ورد في قوله تعالى: { وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم }(الحج:54) وقال صلى الله عليه وسلم: ( من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ) رواه مسلم . ومعناه الذي يسر لعباده سبل النجاه، وبين لهم طرق الهلاك، ووفق من شاء لاتباع نهجه، وهو الذي هدى سائر الخلق من الحيوان إلى مصالحها، وألهمها كيف تطلب الرزق، وكيف تتقي المضار والمهالك .
93- ( الواحد ) ورد في قوله تعالى: { إنما الله إله واحد }(النساء: 171) ومعناه: المتفرد الذي لا ثاني ولا شريك ولا مثل ولا نظير له.
94- ( الوارث ) ورد في قوله تعالى: { وكنا نحن الوارثين }(القصص:58) ومعناه: الباقي بعد ذهاب غيره، فهو يبقى – سبحانه - بعد ذهاب الخلق وهلاكهم، لأن وجودهم كان به، ووجوده ليس بغيره .
95- (الواسع) ورد في قوله تعالى: { والله واسع عليم }(البقرة:247) ومعناه: الغني الذي وسع غناه فقر عباده، ووسع رزقه جميع خلقه.
96- (الودود ) ورد في قوله تعالى: { وهو الغفور الودود }(البروج:14) ومعناه: الذي يُحِب رسله والمؤمنين، ويحبه رسله والمؤمنون.
97- (الوكيل) ورد في قوله تعالى: { وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل }(آل عمران: 173) ومعناه: الذي توكل بأمر الخلائق فحفظها، وتكفل بأرزاقها، وقام بأمورها.
98- (الولي) ورد في قوله تعالى: { وهو الولي الحميد }(الشورى:28) ومعناه: القائم على أمور خلقه بالرعاية والحفظ والتدبير وهذه الولاية العامة لجميع خلقه، وهناك الولاية الخاصة والتي تقتضي مزيداً من الرعاية والحفظ والتدبير.
99- ( الوهاب ) ورد في قوله تعالى: { أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب }(ص:9) ومعناه: المتفضل على خلقه بجزيل العطايا وعظيم المنن .