المحكمة العليا

السلطة القضائية

تتمتع السلطة القضائية باستقلالية تامة عن السلطتين التنفيذية والتشريعية، وتعد المحكمة العليا أعلى سلطة قضائية في البلاد، حيث تنظر في جميع قرارات وأحكام المحاكم الدنيا، كما تنظر في الالتماسات والتظلمات المقدمة ضدّ أي هيئة أو وكالة حكومية، فضلا عن النظر في الطعون التي تقدم في تشكيل الأحزاب الجديدة. وهي تتكون من عدد فردي من القضاة (3، 5 أو أكثر)، كما أن هؤلاء القضاة يكونون أعضاء في لجنة التعيينات التي تقوم باختيار قضاة المحاكم في البلاد، التي يقوم الرئيس الإسرائيلي بالتصديق عليها (تتشكل لجنة تعيينات القضاة بالإضافة لأعضاء المحكمة العليا، من أعضاء من نقابة المحامين وبعض الشخصيات العامة)، ويتم تعيين القضاة حتى سن المعاش الإلزامي (70 عاما).

وبالإضافة للمحكمة العليا هناك محاكم أخرى أقل في الدرجة مثل محاكم الصلح (تتشكل من قاضٍ واحد و تنظر في المخالفات الجنائية والمدنية البسيطة)، وهناك محاكم مركزية تتشكل من قاضٍ واحد أو ثلاثة قضاة، وهي بمثابة محاكم استئناف على قرارات محاكم الصلح، كما أنها تنظر في القضايا المدنية والجنائية الأشد خطورة.

وهناك كذلك المحاكم الدينية (التي تنظر في قضايا الأحوال الشخصية كالزواج، والطلاق، والحضانة، والوصاية للطوائف المختلفة في إسرائيل)، وهناك المحاكم الشرعية اليهودية (الربّانية)، والمحاكم الشرعية الإسلامية والدرزية، والمحاكم الكنسية التابعة للطوائف العشر المسيحية المعترف بها في إسرائيل.

النظام الحزبي

تعترف إسرائيل بالتعددية الحزبية، وقد يرجع ذلك لكونها مجتمعا متعدد الأصول، ولا توجد شروط معقدة لتشكيل الأحزاب باستثناء تأكيد هوية الدولة اليهودية "الهوية الدينية"، والديمقراطية.

وإذا تأملنا الخريطة التاريخية للأحزاب الإسرائيلية، فسنجد أن هناك خمسة تيارات أساسية هي:


بن جوريون

1. الأحزاب العمالية اليسارية، وكان من أبرزها حزب الماباي، الذي كان أكبر الأحزاب منذ تأسيس إسرائيل، ويعد "ديفيد بن جوريون" (أول رئيس لإسرائيل أحد مؤسسيه)، وهو حزب اشتراكي، وليس ماركسيا، وكان شريكا أساسيا في الحكم حتى عام 1977، ولعب دورا كبيرا في المجتمع اليهودي أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين، وكذلك في إقامة دولة إسرائيل، وكان له موقف معادٍ للعرب في حربي 1956، و1967. وكان يقابل الماباي حزب آخر يعرف باسم "المابام" وهو حزب ماركسي، لكنه يعتمد على طبقة العمال الزراعيين وليس على طبقة البروليتاريا الصناعية كما هي الحال بالنسبة للأحزاب الشيوعية التقليدية. ولقد اتحد الحزبان "الماباي" و"المابام" معا عام 1969 تحت اسم حزب المعراخ، الذي تغير اسمه عام 1988، ليصبح حزب العمل الذي صار يمثل ما يعرف بجناح الحمائم (على اعتبار أن له مواقف أقل تشددا تجاه العرب والقضية الفلسطينية مقارنة بحزب الليكود والأحزاب الدينية المتطرفة)، في مواجهة منافسه الوحيد في حينها "حزب الليكود" الذي يمثل ما يعرف باسم "الصقور". وقد شكل العمل الحكومة في الفترة من 1992 وحتى 1996، والفترة بين عامي 1999 و2001، ومن أبرز قادته الجدد كان وزير الدفاع الحالي "إيهود باراك" الذي اندلعت في أثناء رئاسته الوزراء انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، فضلا عن الرئيس الإسرائيلي الحالي "شيمون بيريز".


مناحم بيجين

2. الأحزاب اليمينية المحافظة "المتطرفة"، التي كان من أبرزها تاريخيا حزب الحرية "حديروت"، وهو يضم كل العناصر الصهيونية المتطرفة التي حاربت الفلسطينيين أثناء الانتداب، وأسهمت في إقامة إسرائيل، وهو يعارض قرار الأمم المتحدة بشأن تقسيم فلسطين، فضلا عن رفضه حق العودة للاجئين، وقد قام الحزب باستخدام القوة المسلحة لوقف تنفيذ القرارات الدولية! ويعد الحزب نواة حزب الليكود اليميني المتطرف الذي نشأ عام 1973. وبالرغم من تطرف الحزب، فقد قام بتوقيع اتفاقيتي كامب ديفيد (1978) واتفاقية السلام مع مصر عام 1979. وذلك إبان رئاسة "مناحم بيجين" الحكومة. وقد شغل منصب رئيس وزراء حكومات إسرائيل من حزب الليكود "مناحم بيجين" (1977-1983), و"إسحاق شامير" (1983-1984, 1986-1992), و"بنيامين نتنياهو" (1996-1999) والسفاح "أرئيل شارون" (2001-2005 ) الذي انشق عن الحزب عام 2005 بسبب رفض الحزب خطته للانسحاب الأحادي من غزة، وقام بتشكيل حزب كاديما الذي يرأس الحكومة الحالية بزعامة "إيهود أولمرت". وتعني كلمة كاديما بالعبرية "إلى الأمام" وقد فاز الحزب -أي كاديما- بأعلى مقاعد في انتخابات الكنيست الأخيرة (29 مقعدا) ومن أبرز مبادئه القضاء على الإرهاب "الانتفاضة الفلسطينية"، والحفاظ على القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل.

3. الأحزاب الدينية، وهي أحزاب صغيرة بصفة عامة، وتهدف بالأساس لإقامة مجتمع يهودي قائم على المبادئ الاجتماعية والدينية في التوراة. وبعضها يحمل أفكارا متطرفة في مواجهة الفلسطينيين والعرب، ومن أبرز الأحزاب الدينية أحزاب يهودية التوراة، وحزب شاس "متطرف خاص بالمتدنيين الشرقيين"، والحزب القومي الديني "المفدال".

4. الأحزاب الشيوعية، ومن أبرزها الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي ينادي بالتمييز العنصري، والتعصب الديني. وهو الذي أدى إلى انشقاق حزب شيوعي عربي عنه عرف باسم الحزب الشيوعي الجديد، الذي كان يطالب بحق العودة، والاستقلال الذاتي للفلسطينيين.

5. الأحزاب العربية، وهي صغيرة وغير قوية، ويفترض أنها تعبر عن عرب إسرائيل (عرب 1948) ولها نواب -لكنهم قلة- في الكنيست، وهي تطالب بصفة عامة بالمساواة بين العرب واليهود داخل إسرائيل. ومن أبرز هذه الأحزاب الآن الحزب القومي العربي، والقائمة العربية الموحدة.


حزب كاديما

ملاحظات ختامية

وفي النهاية يمكن القول بأن النظام الحزبي في إسرائيل –بالرغم من أنه تعددي-، فإن هناك محاولات للحد من تشكيل أحزاب جديدة، كما أن هذا التعدد يؤدي إلى تفتيت أصوات الناخب، وهو ما ينعكس على تشكيل الحكومة التي غالبا ما تكون حكومة ائتلافية، وأخيرا فبعدما كان يتميز النظام الحزبي الإسرائيلي بوجود حزبين مهيمنين فقط هما الليكود والعمال، أصبح الآن لدينا ثلاثة أحزاب مهيمنة بعد الانشقاق الذي شهده الليكود عام 2005، حيث ظهر حزب كاديما. وهو ما يؤدي إلى صعوبة تشكيل أي حكومة قوية يمكن أن تستمر حتى انتهاء مدتها القانونية (4 سنوات).

 

MohamedYahya578

Acc. Mohamed Yahya Omer Egypt , Elmansoura ,Talkha

  • Currently 79/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 564 مشاهدة
نشرت فى 16 نوفمبر 2007 بواسطة MohamedYahya578

MOHAMED YHYA OMER

MohamedYahya578
وارحب بكل من يزرو هذه الصفحة واتمنى ان ينتفع بما فيه من معلومات »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

223,509