ستجدهم حولك بكل تأكيد..
سواء كنت تسير في حي راقٍ أو حي متوسط أو فقير، بجوار صناديق القمامة أو بجوار أفخم المحلات وأكثرها شهرة..

أكيد هتشوفهم..
ممكن يكونوا جماعات أو فرادى..
بنات على ولاد
صغيرين قوي على اللي قرب منهم من الخمستاشر والسبعتاشر والعشرين
ممكن تلاقي الواحد منهم هادي ونايم على جنب ومستكين
وممكن تلاقيه شرس.. وعيونه زايغة.. وبيبص لك بصة تخوف..
ممكن تلاقيه قاعد يبيع مناديل وفي حاله
وممكن تلاقيه واخد الشارع مارثون وراك عشان "حاجة لله.. طب عشان خاطر الأمورة اللي معاك.. ماتجيب حاجة يا ابن الـ"............""

فيه ناس بتطلق عليهم اسم.. "أولاد الشوارع"
وناس تانية شايفة إن التسمية الصحيحة هي.. "المشردون"

وهو وصف دقيق إلى حد كبير..
وخاصة أنه "اسم مفعول مشتق من فعل مبني للمجهول" دلالة على عدم العلم بالفاعل..

بس إحنا وانت بقى أكيد عارفين الفاعل!
مش لأننا المفتش "فولومبوس" أو العلامة "شيرلوك هولمز"
بس لأننا وأنتم مصريين.. عارف يعني إيه مصريين؟!

يعني عارفين ظروف البلد الجميلة..
ونسبة الفقر اللي بتمشي وبتزيد يوم بعد يوم.. والفقر ده -اللي هو عدو لدود لكل الورود- أكبر عامل ممكن يسبب "تفسخ" -تقيلة شوية بس مافيش معنى غيرها!- اجتماعي كبير.. ورهيب.. ومفزع.. ومرعب..

والنتيجة المنطقية لده..
إن كتير من الأسر المصرية دلوقت بقت عاملة زي البطيخة في نهاية الموسم..

جامدة.. وخضرة.. وناشفة من بره
ومن جوه.. "مخوخة"

أيوه "مخوخة" ومافيش أي روابط بين أفرادهم وبعضهم البعض
فاللي بيقع من البطيخة بيقع، واللي "بيتهرس" في الشارع "بيتهرس"، واللي "بيضيع " بيضيع..

والنتيجة
إننا عندنا ما بين 200 ألف إلى مليون طفل وشاب مشرد في شوارع المحروسة "الفارق الكبير بين الرقمين لأنها أرقام تقديرية ولا توجد أي أرقام رسمية"..

وشوف بقى...
98% من هؤلاء الأطفال يسيرون حفاة الأقدام، و96% منهم لديهم أسلوب عنيف في الحديث، و94% منهم ينامون ليلا في أماكن غير منازلهم، كأسفل الكباري والأماكن المهجورة "الكلام ده حسب دراسة صادرة عن مركز العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة القاهرة"..

وكعادتها في تصدر كل ما هو فوضوي، فإن محافظة القاهرة لديها أكبر نسبة من أطفال مصر المشردين وعندها منهم 31.6% أما المحافظة التانية -ودي غريبة جدا لأنها المفترض تكون محافظة غنية بعض الشيء- فهي بورسعيد واللي عندها -من غير حسد- 16.8% من الأطفال المشردين في مصر "إحصائية المركز القومي للعلوم الاجتماعية والجنائية"

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

طيب بعد ما عرفناك عليهم شوية..
خلينا نسمعهم بقى وهم بيتكلموا
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

ها ياعم.. إزاي الحال دلوقت؟
مش عاوزينك تكتئب أو تقفل الصفحة وتقول ياعم إيه الناس الخنيقة دي..
إحنا بندردش سوا بس مع بعض..

كل الأديان السماوية -مش الإسلام وبس- بيحثوا على أن الإنسان يكون في عون أخيه الإنسان..

والمٌشرد ده -ما خلاص بقى قلنا مش هنقول عليهم أطفال شوارع بعد كده- إنسان في الأول وفي الآخر..

ممكن يكون شرير بس أكيد هو ما اتولدش كده.. ربنا دايما بيخلقنا بفطرة خير طيبة..

لكن ظروف كتيرة ممكن تخلي الواحد مايمشيش صح وياخد السكة الغلط..
وإذا كانت المشاكل الكبرى دي حلها غالبا بيكون في إيد الحكومات..
فالمثل بيقول إيد لوحدها ما تصقفش.

تفتكر أنت ممكن تساعد "المشردين" في الشوارع إزاي؟
بتقول وأنا مالي؟
لأ مالك ونص.. إن ماكانش عشان ده واجب ديني وإنساني فعشان حتى تحمي نفسك من أي شر ممكن ييجي منهم في يوم من الأيام..

خلينا نكرر السؤال تاني
إزاي الواحد ممكن يساعد في حل مشكلة المشردين في الشوارع؟

عاوزين حلول جديدة ومبتكرة..
واللي جرب وراح أي دار من اللي بتتعامل مع المشردين دول وقرب منهم ياريت يكتب لنا عن خبراته وتجاربه جايز نطلع بفكرة جديدة ومعتبرة..

مد إيدك معانا..
المشكلة مشكلتك صدقنا..

ووجع ناس البطيخ المخوخ ممكن يطول حد تعرفه في يوم من الأيام!