واصل الدكتور "علي جمعة" مفتي الجمهورية أحاديثه وفتاواه المثيرة للجدل وخرج مدليا بفتوى جديدة قال فيها إن المصريين الذين غرقوا مؤخرا على السواحل الإيطالية ليسوا شهداء، لأنهم لم يكونوا على سفر في سبيل الله.
وكانت حجة فضيلته خلال محاضرته أمام طلبة كلية دار العلوم بجامعة القاهرة أنه على حد قوله: "إذا بحثنا عن الأسباب التي دفعت الـ180 مصريا، الذين غرقوا أثناء السفر لإيطاليا، سنجد أنها الطمع والبحث عن المال، لأن كلا منهم دفع 25 ألف جنيه لكي يسافر، وهذا يعني أنهم ليسوا فقراء، ولا يعانون البطالة، وكان بمقدور الفرد أن يستثمر هذا المبلغ في مشروع تجاري بدلا من السفر للغرق في إيطاليا"، بل الأغرب من ذلك أنه قال إن هؤلاء ألقوا بأنفسهم إلى التهلكة وليسوا شهداء، بعكس رجل المطافئ الذي يلقي بنفسه في النار لينقذ غيره، فهو شهيد في سبيل الله.
وبالطبع كانت هناك ردود أفعال مضادة لهذه الفتوى من قبل عدد من علماء الأزهر، د."عبد المعطي بيومي" عضو مجمع البحوث الإسلامية قال لـ"بص وطل" إن ما قاله المفتي عن المهاجرين بصفة غير شرعية وغرقوا على السواحل بأنهم ليسوا شهداء هو نوع من التكهن بمصير الموتى، واستطرد قائلا إن هؤلاء خرجوا بحثا عن الرزق وإن كانت وسيلتهم غير سوية لكن هذا لا ينفي أنهم كانوا في سبيلهم للعمل وطلب الرزق الحلال لأولادهم وبالتالي يعتبرون شهداء، ورفض "بيومي" "تسييس" بعض الفتاوى لأن هذا خلط للدين بالسياسة ولا يجب أن يحدث هذا الأمر في عصرنا.
من جهة أخرى أكد الدكتور "عبد الله ربيع" أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أن هناك فارقا بين الشهيد ومن يموت نتيجة طموحه؛ فالأخير لم يكن في خدمة مصلحة عامة أو دفاعا عن البلد والمال والعرض ولكن من أجل تحسين أوضاعه المعيشية كما أن هؤلاء الغرقى هم المتسببون في ذلك؛ وهناك بعض الفقهاء قالوا إن السكران لو طلق زوجته في حالة سكره فهذا الطلاق واقع لأنه هو الذي أوجد نفسه في هذه الحالة.
بينما رأى د."عطية لاشين" أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن هؤلاء الغرقى آثمون لسببين؛ الأول مخالفة أولياء الأمور في البلد لسفرهم من غير إذنهم، ومن غير تصريح صادر لهم قائلا بأن الله أمرنا بطاعة أولي الأمر مصداقا لقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم، فإن اختلفتم في شيء فردوه إلى الله والرسول", والأمر الثاني أن هجرتهم دنيوية بحتة كما أن المترتب على العمل غير الشرعي يكون غير شرعي.
وحول حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه إن الذي يموت محترقا أو غريقا في الماء فهو شهيد قال "لاشين" إن المقصود من هذا من مات في ظروف عادية دون مخالفة شرعية أو رسمية!.
