على الرغم من اختلاف العصر الذي عاش فيه كلاهما، إلا أن هناك تشابها كبيرا بين الرئيسين المصري الراحل "أنور السادات" والباكستاني الحالي "برويز مشرف".

وبغض النظر عن التشابه في نشأتهما الشخصية التي اتسمت بالمعاناة من الفقر، وعن تشابههما في الاعتداد بالبذلة العسكرية، والقرب من الغرب، إلا أن كليهما يتشابه كثيرا في الأداء السياسي.. وهذا هو الأهم.

فـ"السادات" اشتهر بأنه رئيس "الصدمات" حيث اتخذ العديد من قراراته بأسلوب الصدمة، وذلك بدءا من قرار "ثورة التصحيح"، مرورا بقرار رفع أسعار السلع الأساسية والذي أدى لمظاهرات يناير 1977 انتهاء بقرار الذهاب للكنيست، ثم توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل.

ولعل "برويز مشرف" هنا يتبع النهج الذي سار عليه "السادات" حرفيا، حيث اتخذ قرارا منفردا من قبل بالجنوح للسلام مع الهند على الرغم من توتر العلاقات بين البلدين وقتها، كما اتخذ قرار صادما بالتحالف مع الولايات المتحدة في حربها ضد حركة طالبان الأفغانية، والتي كانت تعتبر حليفا تقليديا لباكستان.

كما أن الرئيسين اعتمدا على أنهما "أبطال حرب" في بناء شعبيتهما، فـ"السادات" هو من قرر خوض حرب أكتوبر وحدد توقيتها، بينما شارك "مشرف" في جميع الحروب ضد الهند وأصيب في إحداها، بل قام بالإطاحة برئيس الوزراء السابق "نواز شريف" بذريعة أنه لم يراعِ المصالح الباكستانية إبان التوتر العسكري بين الهند وباكستان عام 1999.

وأتت الإجراءات الأخيرة التي اتخذها "مشرف" لتعيد ذكرى أحداث سبتمبر التي حدثت في مصر، وتؤكد التطابق بين الرجلين.

ففي سبتمبر 1981م قام "السادات" بشن أوسع حملة اعتقالات في تاريخ مصر الحديث، استهدفت الآلاف من أعضاء الجماعات الإسلامية المختلفة فضلا عن الكثير من النشطاء السياسيين، كما قام بالقاء القبض على كافة رموز المعارضة وعدد من الرموز الدينية والنقابية، كما وضع العديد من الشخصيات العامة تحت الإقامة الجبرية.

واتخذ "السادات" هذه الخطوات بدعوى معارضة هؤلاء المعتقلين للإجراءات التي اتخذها "السادات" بهدف التقارب مع إسرائيل، متهما إياهم بأنهم يحاولون إعاقة السلام، وكانت مجموعة الإجراءات التي اتخذها "السادات" ضد معارضيه في سبتمبر والتي أطلق عليها فيما بعد "خريف الغضب" وهي تسمية الكاتب الكبير "محمد حسنين هيكل".

أما "مشرف" فقد شن هو الآخر "أحداث سبتمبر" ضد المعارضة الباكستانية، حيث اعتقل آلاف

 

الناشطين السياسيين من جميع الأحزاب السياسية، كما وضع أهم قادة المعارضة إما في السجون أو تحت الإقامة الجبرية، بل قام بتعطيل الدستور وبإعلان الأحكام العرفية.

غير أن الملاحظ أن "مشرف" قام بذلك بعد أن تحالف مع رئيسة الوزراء السابقة "بنظير بوتو"، وذلك حتى يستطيع أن يضمن الحد الأدنى من التأييد له في الشارع الباكستاني، ولكي يواجه قوة التيار الإسلامي الباكستاني الكبيرة، غير أنه بدأ يتراجع عن هذا التحالف فيما يبدو، وهو ما يظهر من خلال تصريحات الحكومة الباكستانية بأن تعهدات "مشرف" بالتخلي عن رئاسة الجيش "لم تعد قائمة".

والملاحظ هنا أن "مشرف" قرر الإبقاء على نفسه رئيسا للبلاد وقائدا للجيش حتى لا يتعرض لانقلاب عسكري من جانب قيادات الجيش، لاسيما في ظل التكهنات أن الولايات المتحدة قد تسمح بانقلاب ضد "مشرف" وذلك حتى يسيطر على السلطة جنرال عسكري آخر لها، مازال يحظى بالشعبية بدلا من "مشرف" الذي تدهورت شعبيته بشدة بما يهدد باحتمال اندلاع ثورة شاملة ضده، قد تنتهي بسيطرة الإسلاميين على السلطة، وهو ما لا يمكن أن تقبل به واشنطن، في ظل الإمكانيات النووية التي تتمتع بها باكستان، ولعل ذلك يبرر السرعة الكبيرة التي نفت بها الحكومة الباكستانية فرض الإقامة الجبرية على "مشرف" من جانب قيادات الجيش، وهو ما يوحي بخوف الحكومة من هذا السيناريو بشدة.

يبقى أن التشابه بين أسلوب الرئيسين السياسي قد ينتهي بتشابه نهايتهما، حيث أكدت تقارير المخابرات الغربية قبيل اغتيال "السادات" وبعد قيامه باعتقالات سبتمبر أن هناك "سباقا" بين الجماعات الإسلامية المختلفة لاغتيال "السادات"، وهو ما يبدو أنه قائم الآن مع "برويز مشرف" بعد اعتقالات "نوفمبر"، فهل تؤدي البدايات والمسيرة المتشابهة إلى النهاية نفسها.. أم يتمكن "مشرف" من النجاة من هذا المصير؟!

MohamedYahya578

Acc. Mohamed Yahya Omer Egypt , Elmansoura ,Talkha

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 494 مشاهدة
نشرت فى 10 نوفمبر 2007 بواسطة MohamedYahya578

MOHAMED YHYA OMER

MohamedYahya578
وارحب بكل من يزرو هذه الصفحة واتمنى ان ينتفع بما فيه من معلومات »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

223,521