قديما قالوا: "إنه يمكن إخراج اليهود من الشتات، ولكن لا يمكن إخراج الشتات من اليهود"، فقد عاش اليهود فترات طويلة من حياتهم في شتات "اختياري" سواء في الشرق أو الغرب، انفرجوا منه برغبتهم في احتلال أرض فلسطين وتحويلها إلى حلم صهيوني أو إسرائيلي، لكن رغبة الشتات نفسها مازالت دفينة في عقولهم وقلوبهم.

ومن هنا، فقد حاولت كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخرا التحذير من هجرة الأدمغة أو العقول الإسرائيلية إلى الخارج مرارا، وكذلك هجرة الشباب الإسرائيلي أو الجيل الثالث إلى كندا وأمريكا وأستراليا، وتوجيه الإنذار إلى سدة الحكم في تل أبيب بخطورة الأمر على مستقبل الدولة العبرية، لكن دون جدوى.

حتى فاجأتنا صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مؤخرا بحقيقة مفادها هجرة الآلاف من الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتجنسهم بالجنسية الأمريكية بدعوى أنهم أبناء أمريكيين من الجيل الأول المهاجر إلى إسرائيل وأنه من حق الأبناء أو الجيل الثالث الجنسية الأمريكية.

الحكاية فجرها المعلق السياسي للصحيفة "ناحوم برنياع " ضمن تحليله الأخير عن رحلة وزيرة الخارجية الأمريكية لتل أبيب والأراضي الفلسطينية، وكذا زيارتها الأخيرة للقاهرة ولقائها بالرئيس "حسني مبارك"، ضمن سياق مطول حول مؤتمر السلام القادم بمدينة أنابوليس الأمريكية..

أشار "برنياع" إلى أن الإسرائيليين استغلوا وجود ثغرة مهملة في قانون الهجرة والجنسية الأمريكي وحولوها إلى تجارة مربحة ورائجة وسريعة خاصة وأن الحصول على الجنسية يأتي بين يوم وليلة، وربما بعد دقائق معدودة، حيث اكتشف إسرائيلي وجود ثغرة في ملحق صغير لقانون الهجرة الأمريكي أضيف اليه في عام 1944 يسمح للجد والجدة الأمريكيين بنقل الجنسية إلى أحفادهما، مع العلم بأن الجنسية الأمريكية لا تنقل من الوالد إلى أولاده إلا بعد مرور خمس سنوات من مكوث الوالد على الأراضي الأمريكية.. خمس سنوات كاملة!

ضابطة مكتب الهجرة بمدينة شيكاغو الأمريكية أشارت إلى أن الإسرائيليين أحسنوا استغلال هذه الثغرة تماما، وقدموا آلاف طلبات الهجرة إلى الولايات المتحدة، وقالت إنه في عام 2003 – 2004 قدم ما يزيد عن ألفي طلب للهجرة، ارتفع العدد إلى 4000 خلال العام 2006 – 2007، وبالقطع العدد سيزيد أكثر فاكثر!

والتقت الصحيفة مع إحدى العائلات الإسرائيلية التي حصلت مؤخرا على الجنسية الأمريكية، وذكرت أن ثمة مخاوف انتابتهم باحتمال إبادة إسرائيل جراء حرب نووية قادمة، ومشيرة إلى أن إسرائيل ما أن تخرج من حرب حتى تقع في حرب أخرى، وإحدى الجدات الإسرائيليات (الأمريكية الأصل) وتدعى "ساندرا كاتس" ذكرت أن أفضل هدية تقدمها لأحفادها هي حصولهم على الجنسية الأمريكية، مشيرة إلى أنهم حصلوا عليها خلال 15 دقيقة فقط!

وأعرب الإسرائيليون القدامى أو الأمريكيون الجدد أو الذين حصلوا على الجنسية خلال دقائق معدودة بسبب القانون الأمريكي وملحقه الغريب رقم 322 والذي أشارت إليه الصحيفة الإسرائيلية، عن فرحتهم وسعادتهم بالجنسية الأمريكية التي رأوا أنه من الممكن أن تمنحهم فرصة الالتحاق أو التعليم بإحدى الجامعات الإيطالية كمنحة مقدمة من الجامعات الأمريكية.

من المعروف أن سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي قد شهدت هجرة الآلاف من الأمريكيين إلى إسرائيل، خاصة بعد نكسة 1967 وانتصار إسرائيل على العرب وشعورهم بأنهم سيعيشون حياة طيبة، لكن يبدو أن آثار أو نتائج الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان مازالت تتوالى وتبرز أكثر فأكثر، لتؤكد أنه عند أول إخفاق سيترك الإسرائيليون الأراضي الفلسطينية المحتلة ويرحلوا عنها لأصحابها، وأن الشتات مازال في عقولهم

MohamedYahya578

Acc. Mohamed Yahya Omer Egypt , Elmansoura ,Talkha

  • Currently 104/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 601 مشاهدة
نشرت فى 30 أكتوبر 2007 بواسطة MohamedYahya578

MOHAMED YHYA OMER

MohamedYahya578
وارحب بكل من يزرو هذه الصفحة واتمنى ان ينتفع بما فيه من معلومات »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

223,498