الداعية الشاب: مصطفى حسني

أعزائي وأصحابي، السلام عليكم..

بداية أحب أن أعبر عن سعادتي عند كتابتي هذا الموضوع ولقائي معكم من خلال "بص وطل".. وأود أن أُعرِّفكم بنفسي.. أنا شاب لم أتجاوز الثلاثين من عمري، وقد تعمدت ذكر سني لأقول لكم إن عمري قريب من كثير ممن يقومون بقراءة مقالي الآن فأنا شاب أعيش وسط الشباب، واحدا منهم، أعرف طموحاتهم وهمومهم، ما يسعدهم وما يقلقهم، والصعاب المحيطة بهم، وإيجابيات وسلبيات هذه المرحلة والمشاكل الكثيرة التي قد يمر بها كثير منا، فهذا المقال من أخ محب قريب من حياتكم.

***

نبدأ معاً من هذه الحلقة سلسلة جديدة عن حب الله سبحانه وتعالى وكيفية الوصول لهذا الحب الذي إذا ملأ القلب سهل على البدن التعب والتضحيات وشعر الإنسان بلذة القرب من الله ولذة العبادة. فبحب الله والقرب منه تحلو الحياة وتسهل التكاليف والفروض حيث نؤديها بحب.

ولكن كيف أحبه، وأنا لا أعرفه؛ رحمته، قدرته، غناه، كرمه، حلمه، قربه، حبه لنا، رضاه بالأعمال اليسيرة منا، ومضاعفة أجرها كثيراًَ؟ وكل هذا يزيد من حبي لله، فكلما عرفته أحببته..

لنضع لهذه السلسلة عنوان "لو عرفوه لأحبوه"، وأكثر شيء تعرف الله منه هو كلامه سبحانه وتعالى، ونحن في هذه السلسلة سنتكلم عن بعض الأحاديث القدسية التي يتكلم الله فيها عن نفسه وما يحب وما لا يحب، وصفات من يحب وكيف نصل إلى حبه.

ولنبدأ بحديث كله رحمة لنعطي الأمل لكل من قصر في حق ربه في أن يرجع إليه الآن حين يعلم كرم هذا الإله العظيم. والحديث رواه الإمام "أحمد الترمذي" عن "عبد الله بن عمرو بن العاص" أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا, كل سجلٍ مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر شيئا من هذا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول العبد: لا يا رب. فيقول الله: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب. فيقول الله تعالى: بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول الله: أحضر وزنك. فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقال له: إنك لا تظلم, فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فتطيش السجلات وتثقل البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء".

سيخلص رجلاً: معناها سيحاسبة
ينشر له: يفتح له
سجلات: كتب السيئات

هذه صورة من صور رحمة الله بالمذنبين يوم القيامة وقد يحدث هذا مع الكل وقد يحدث مع البعض، فليس هذا معناه أن كل من عاش حياته عاصياً ولكنه يقول لا إله إلا الله يكون هذا حاله، ولكن لابد أن يكون قد قالها بصدق فأثرت في قلبه وشعر بها، فقبلها الله منه فلم يثقل معها في الميزان شيء.

إنها مخاطرة لو فكر أحد منا في أن يكون مثل هذا الرجل الذى عصى كثيراً لكنه قال يوما لا إله إلا الله بصدق.. ولكن كيف بحال من عاش على لا إله إلا الله وكانت دستور حياته والضابط لكل تصرفاته؟ هل المسلمون كلهم يعرفون معنى لا إله إلا الله وهي أهم كلمة في الدنيا والآخرة؟ لقد خلقت الجنة من أجلها وأرسل إلى الأرض ما يقرب من 120 ألف رسول.. لذلك فالسؤال هنا هو: "كم بطاقة عندك من هذه البطاقات التي تنجي يوم القيامة؟"..

ولنتأمل أولاً معناها حتى نشعر بها.. فإله تعني المعبود المطاع، فلا معبود ولا يلجأ إليه إلا الله سبحانه وتعالى، ولا معطي ولا رزاق ولا محبوب ولا إله يلجأ إليه في الشدائد إلا الله.

لقد جاء كل الرسل بذلك.. "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون".

فهل الله هو إلهنا بما تحمله الكلمة من معان؟ أم أن طاعته، يعني "لا إله إلا الله"، مجرد كلمة باللسان وليس لها تطبيق في الواقع؟ هل طاعة الله "لا إله إلا الله" بعد طاعة أصحابنا، وأهوائنا "مزاجنا"، وشهواتنا، ثم يأتي بعد ذلك أمر الله في المرتبة الرابعة؟ أم أن الله هو الله؟

هل تهز كلمة الله قلوبنا أم أنها كلمة عادية؟
هل هوى نفسي "مزاجي" أغلى عندي من الله؟
من أكبر عندي، الله أم مزاجي؟؟؟

كيف يكون ذلك والله يأمرنا أن تكون حياتنا كلها له.. "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".

اقرأ معى ثواب هذه الكلمة فقط.. قال النبي: "أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله من قلبه". رواه البخاري..

وقال النبي لـ"معاذ بن جبل": "ما من أحد يشهد ألا إله إلا الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار".
لذلك يقول الله سبحانه وتعالى: "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى". و"الحسنى" هنا تعني لا إله إلا الله.. يعني من صدق في قوله "لا إله إلا الله"، فإن الله ييسر له في الدنيا والآخرة.

وهناك موقف صعب قد يمر به الإنسان لحظة وفاته اسمه فتنة المحيا وهذه الفتنة كان النبي يستعيذ منها كل صلاة لشدتها وصعوبتها، فكان يقول بعد كل تشهد اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.

وهذه الفتنة أن الشيطان يأتي عند رأس الميت حين تأتيه لحظة الوفاة ويتمثل له في صورة أحد أقربائه أو أحبائه الذين ماتوا قبله فيقول له يا بني لقد مت قبلك وسبقتك إلى الآخرة، فلم أجد المسلمين في الجنة.. وجدتهم في النار، فلا تمت على الإسلام، لا تمت على لا إله إلا الله..

وبالطبع فإن من عاش على شيء مات عليه ويبعث أيضاً عليه، ولذلك ففي هذا الموقف "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء".

فمن عاش وأهم شيء عنده لا إله إلا الله مات عليها وثبته الله في فتنة المحيا، ويبعث عليها إن شاء الله..


يا رب حببنا في لا إله إلا الله
حتى لا نتحرك حركة إلا وأنت راضٍ عنا يا إلهنا الكريم الرحيم.

***

وصلتنا أسئلة واستفسارات كثيرة سعدنا بها وأشعرتنا بمدى الثقة بنا، ونحن دائما على استعداد للرد على جميع استفساراتكم ولكن بعيدا عن الفتوى فللفتوى رجالها ومختصوها، ونحن بعيدون كل البعد عن ذلك..

وللسؤال عن أى من أمور الفتوى يمكنكم الدخول على موقع دار الإفتاء..
http://www.dar-alifta.org
[email protected]

***

MohamedYahya578

Acc. Mohamed Yahya Omer Egypt , Elmansoura ,Talkha

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 491 مشاهدة
نشرت فى 30 أكتوبر 2007 بواسطة MohamedYahya578

MOHAMED YHYA OMER

MohamedYahya578
وارحب بكل من يزرو هذه الصفحة واتمنى ان ينتفع بما فيه من معلومات »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

223,500