سمعت آخر فتوى؟..
لا يا سيدي.. لن أحدثك عن زواج المسيار الذي صار حلالا ولا التعامل مع البنوك الذي صار حلالا أيضا، ولن نخوض في فتاوى إرضاع الكبير وغيرها..

بل سأحدثك عن فتوى الشيخ "محمد طنطاوي" شيخ الأزهر الشريف بمعاقبة الصحفيين "الذين يقذفون غيرهم بالتهم الباطلة بالجلد".. بالجلد ثمانين جلدة.. آه والله!.


شيخ الأزهر

زمان كانت مطالب الصحفيين تتعالى بإلغاء الحبس في قضايا النشر، والاقتصار على الغرامة الثقيلة، حتى إن الرئيس "مبارك" وعد بذلك ضمن برنامجه الانتخابي، لكن ذلك لم يمنع الصحف عن الاحتجاب في مطلع هذا العام احتجاجا على مناقشة القانون في مجلس الشعب، ولم تمضِ أكثر من عشرة أشهر حتى عادت الصحف للاحتجاب اعتراضا على أحكام الحبس ضد خمسة من رؤساء تحرير أهم الصحف المصرية المستقلة والحزبية وهي الدستور وصوت الأمة والفجر والكرامة والوفد..

اليوم قدم لنا الشيخ "طنطاوي" حلا للتوفيق بين مطالب الصحافة الحرة الرافضة لحبس الصحفيين مع المجرمين والقتلة والفاسدين، والنظام الذي يصر على الحبس مع الشغل أيضا لهؤلاء الكتاب.. الحل لم يكن وليد ذهن الشيخ "طنطاوي"، إنما استوحاه كما يقول من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى القصاص من "مثيري الفتن ومروجي الشائعات"..


مستمعا

الغريب أن الفتوى صدرت عن فضيلة الإمام الأكبر خلال الاحتفال بليلة القدر، وكأنه وجدها فرصة مناسبة لشن هذا الهجوم الشديد على الصحافة، بعد أسبوع من احتجابها، وهو الأمر الذي يجعل الكل يتساءل لماذا يدلي فضيلة الإمام الأكبر برأيه في مثل هذه القضايا السياسية وهو الذي تجاهل ما هو أخطر وأعظم منها من قبل مرارا وتكرارا؟

ويبدو أن الإمام الأكبر كان يعلم جيدا الحرب التي سيخوضها للدفاع عن فتواه، فانطلق يهاجم بمنتهى العنف في الصحف والقنوات الفضائية.. يرد على الصحفيين الغاضبين: "أنا حر" أقول ما أعتقده.. أليست هذه حرية الرأي التي ينادون بها.. ويحللونها لأنفسهم ويحرمونها على غيرهم"!

بل إنه دافع عن هذه الفتوى بشدة قائلا: " إذا لم أكن جادا في تطبيق هذا الحد لا أكون مسلما حقيقيا".. تشعر بأنه يتحدث عن فتوى تتعلق بمنع كبيرة من الكبائر أو عن جلد زنديق كافر ينشر الفساد في أرجاء المجتمع، وكأنك إذا لم تجلد هذا الصحفي الذي اتهم وزيرا بالفساد أو تطاول على الحزب الوطني لانتشرت الرذيلة في المجتمع وفسدت الأمة بأسرها!.


مستنكرا

على قناة المحور الفضائية تشعر بأن الإمام الأكبر قد فقد أعصابه، وكأنه يخوض حربا شخصية دفاعا عن فتواه.. يرد على مطالب الصحفيين بعزله من منصبه كشيخ الأزهر بقوله: "اللي بيقول اعزلوه.. أنا أرد عليه وأسأله.. هل أنا جاي من بيت أبوك".. ولا تعليق على سر هذه اللهجة العدائية التي تصدر من فضيلة الإمام الأكبر.

الغريب أيضا أن كلام الشيخ "طنطاوي" موجه طبعا إلى الصحافة المستقلة، التي يصدر عنها القذف والسب ضد الحاكم والحكومة، فهي "التي تقذف غيرها بالتهم الباطلة" -كما قال-، ونسي الشيخ "طنطاوي" أن الصحف القومية ذاتها تبادل نفس الصحف المستقلة العارضة الشتيمة والسب والقذف بأفظع مما تفعل المعارضة.. بل إن من الصحف القومية كثيرا ما تخصص بالكامل لشن حروب مع الصحافة المعارضة، ولا ننس جريدة روز اليوسف التي خاضت معاركا مع طوب الأرض ولم تترك معارضا إلا وشتمته ولم تترك جريدة معارضة إلا وهاجمتها.. هل تنطبق فتوى الإمام الأكبر عليها أيضا أم أنها مخصصة فحسب لصحف المعارضة؟

وماذا يقول فضيلة الإمام الأكبر في صحف النفاق والرياء التي تخرج بأموال الضرائب التي يدفعها الشعب المصري، فترد له بأبيات المديح في الحكومة؟..


ومحذرا

والحقيقة أنه لا غريب على شيخ الأزهر مثل هذه الفتاوى العجيبة، التي تتتابع مع الأحداث السياسية.. فضيلة المفتي نفسه هو من أفتي بتحريم الشائعات التي تتناول صحة الرئيس قبل شهر!

وفضيلة الإمام الأكبر هو من أفتى أيضا بتحريم شراء وبيع جريدة الفجر، مطلقا نيرانه على عشرات الصحفيين وآلاف من باعة الصحف ومئات الآلاف من قارئي الجريدة.. وما أسهل كلمة "حرام"!

كثيرون يعتبرون أن الشيخ "طنطاوي" قد فقد مصداقيته بعد كل هذه الفتاوى الغريبة، لذلك فلا تتوقع لفتواه سوى أن تثير دوامة من الجدل والمناقشات وبعض الضوضاء الإعلامية على الفضائيات وصفحات الصحف ومقالات كبار الكتاب... ثم كالعادة سينسى الجميع الفتوى وينشغلون بفتوى أخرى!

MohamedYahya578

Acc. Mohamed Yahya Omer Egypt , Elmansoura ,Talkha

  • Currently 94/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 574 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2007 بواسطة MohamedYahya578

MOHAMED YHYA OMER

MohamedYahya578
وارحب بكل من يزرو هذه الصفحة واتمنى ان ينتفع بما فيه من معلومات »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

223,500