قوة الكلمة مرتبطة بقوة الفكرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
[ البقرة 104]
ضع خط عريض تحت كلمة راعنا لأنها رأس قاموس كلمات النفاق وسوء الأخلاق.. فكل كلمة يختلف ظاهرها عن باطنها فهي كلمة سيئة.. ولا بد لها من توبة واستغفار.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وعن الكلمة أمرنا الله أن :
وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا
[ الإسراء 53]
الكلمة الطيبة تفتح لك عقول الناس فيستمعوا إليك وتسكن قلوبهم فيرتاحوا لرؤيتك، ثم هي صفة أساسية من صفات عباد الرحمن .. قال الله تبارك وتعالى:
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
[ الفرقان ]
وفي نفس السياق قال المولى عز وجل:
وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا
[ الإسراء 53]
الكلمة الطيبة دليل الأفكار الراقية فغذي قلبك وعقلك بكلام العزيز الحميد وذلك بالاستماع لكلام الله عز وجل في القرآن، فيكون جسدك في الأرض وقلبك في جو السماء النقي الطاهر إذا عشت مع جو القرآن الكريم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وفي نفس السياق قال الله تبارك وتعالى:
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
[ فصلت 33 ]
إذا أعدت برمجة عقلك وترتيب أفكارك حسب مراد الله فسوف تكون أحسن داعية إلى الإسلام وإلي الله، وسيكون عقلك الباطن دائما في خدمتك يُجهز لك ملفات الكلام الطيب الذي قام بتخزينه عند قراءة القرآن.
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
[ فصلت 34]
أعظم موهبة في تاريخ الإنسانية هي تلك التى بها يتحول عدوك إلى خادمك المطيع .. في الغرب يسمونها الدبلوماسية وهي علم كبير وموهبة عظيمة يتدرب عليها الكبار.. وفي ديننا الحنيف فطرة سليمة نقية التي فطر الله الناس عليها، ثم أمرنا أن نتعامل بها مع كل الناس.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
ونستمر في سياق قوة الكلمة وارتباطها الوثيق بقوة التفكير:
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
[فصلت 35]
عندما نواجه تحديات الحياة بما لدينا من صبر وعزيمة وقوة إرادة فسوف نكون من أسعد المخلوقات ذلك لأن الله سبحانه وتعالى يُحب الصابرين وهو معهم.
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
[ فصلت 36]
الآن لدينا أقوى سلاح نسحق به عدونا اللدود وهو الشيطان الرجيم، أقسم العلماء أننا بمجرد أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فإنه يخسأ ويتصاغر ويهرب بعيدا باكيا مذموما وملعونا من الله والناس.
ساحة النقاش