مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

 

"قصة قصيرة"

الشتاء....

هو الترحال و ما به اقر الغير في باحة التغرب.. كان شبه من الاستقرار لها و نوع من الراحة بين شعب حمل من الطيبة ما ترك بها بعض من الطمئنينة أن للغد باب بها الاشراق ممكن....

سيدة كان عشقها كل شتاء به ترى نقاوة روح و ثلوج تغتسل السواد... بينها وبين الشمس حالة ذواب لا تحرير و مقدرة الا على الانواء... في ذاك المساء اتى و قال لها ضبي الرحال!!!!! الى عالم الضباب ما به الاختلاط بين الفهم و بين وسع باحة الاغتراب....

زمجرة و صراخها بات مدونة في كل الابواب ... ورفض استمر شهوراَ حمل كل رفض ان هذا الموقع ليس لها لانه قتلٌ لكل ما تحمل من قيم و اخلاق...

استهزء و ضحك لما حملت من الفكر عن بلاد الواق واق ... قال هذا هو الكون الذي انا الم به و به احلم و معه  ستكون الحياة!!!

باتت في حالة صمت حيث تعلم ما هو يعايش من ذاتية لا علاقة بها لما يمكن للاهل من فرض به وجوب تحقيق الاستقرار.....

خنعت لقراره املة أن هناك فعلا ضوء به يستقبل مستقبل الاولاد....

رتبت الحقائب تاركة كل شيء خلفها كما هو المعتاد... تبني و تؤسس ثم يضيع ما بنته بكلمة من سيد الغاب....

قلعت الطائرة و هي تجهش في فرض قرار لا تعلم ان وجب اليوم ام تتركه لما ياتي من الايام... هبطت الطائرة وقلبها زاغ في متاهات ما به ستلقى و جروح لا من يعلم بضمادها ولا تضميدها.... 

كانت تحمل اخر العنقود صغيرا على الكتف باحثة عن مدخل يسمح لها الخروج... انتهت كل الاجراءات و هي تخرج استوقفها احدهم صارخ الى اين؟؟؟ لم تعي الانتباه، لكنه اتى راكضا وامسكها يسال الى اين؟؟؟ استغربت و هي تقول الى الخارج !! انهيت كل ما به يلزم...

قال لا بل انت ستعودي الى اين كان المقر لا مكان لك هنا... صمت داخلها وهي تبصر ثلاثة معها اعمار لا تستحمل التعذيب او لم عقول المخرفين و الخرافات...سحبها وهو يسب ويشتم ،كان يظن ان السيدة لاتعي لغته..... لم تصبر على ما به لاقت ،و بدئت تقاوح ما به يقول بلغته ... أُدهش لوهلة لكن لم يتوقف في نسل كل ما خطر ببالة من شتائم اقرفت كل تركيبتها،  تم سجنها بلا اي تفسير او تحرير لما يمكن ان تحمل تلك الانسانية التي تبهوروا بها....

في تلك الزنزانة المقرفة جلست على الارض مع اولادها الثلاث ، صمت وهي تحتظنهم بشدة  قررت ان تعلن الاظراب عن الاكل، ضد تعسف غباء قيحه كره لموطن الحضارات، الموت اهون لها و لجيل تحمله من ان تعايش سلطة اخرى من جهلة و تحاور مستطرقي الحياة...

في تلك الزنزانة كان يرمى الطعام من بين فتحات البوابة ، لكنها لم تسمح  ان يلمس و الخوف ان تكون وسيلة بها الغجر يقر الخلاص...... مضت ليلتين ،فتحت الباب و اقروا مقابلة لا تعلم اسبابها... اتهمت الكثير من الاتهامات  و هي تستمع لغوغائيات من ظن انهم ابناء حضارة و علم، حينها علمت انها لها ملف معروف عنها وعن عائلتها و هي في صمت سبات... حاورت وناقشت و بارزت و صرخت الى ان كان بهم القرا،ر التوقيع على بعض من اوراق ذيول الساسات التي تقر و تعتقد انها تصمم للغير الحياة، قرئت مدوناتهم و كانت تنص  السماح بحريتها على أن لا تطلب اي من المساعادات... قرب منها احد كلاب الشرطة وبيده بعض الطعام ليقدمه لاولادها رفضت بشدة و خرجت رافعة الراس بكامل قواها انها اثبتت ان لا قوة يمكن ان ترمي بها الى فوهة المتاهات....فجأة على البوابة كان الثلج كومات له غردت و رمت نفسها مع ابناء رحمها لتغير لهم وبهم ما عاشوا وكانه عمر ليس لحظات... اغتسلت كل اهانة ببياض ذاك الثلج و رفعت قامتها وهي تنفض الثلج قائلة الان وجب ان نفكر بما ياتي... استقلت سيارة الاجرة الى احدى الفنادق و هي تغازل صوت فيروز في لحن" ثلج ثلج عم بشتي الدنيا ثلج" مع ابنائها ... كانت اللحظة مشبعة بسعادة و ما مر بان كحلم و غيمة امطارها ثراء..... و كان للشتاء الاول في ذاك المستقر قصص و لغة عشقت بها كل الهمهمات... كل خرافة بها الغير ظن انه ثراء كان صراع لا خلاف به عما كان في ما لقب وطنها و به شردت الارواح......

ثلج كنور في سماء الخاق

برد أذاب الحزن و حلق الخاطر

لثوب الجليد رتلت التعشق

رداء جلدة وحدق يهمر

اغتابوا بها العقيق و سفحها سامق

جنونها تهمة رسمت كل قطرة ولها تنغم

16\10\2018

أمال السعدي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2018 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

99,163