مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

 

 

بقلمى يوسف ونيس مجلع-ايطاليا بريشيا 

اصدقائى الاحباء هذه الخاطرة بعنوان الايمان وهى فى شكل قصة قصيرة ما دفعنى الى كتابتها هوالجانب المظلم للمجتع لان المجتمع الشرقى ابرز سماته هى التدين ولكن للاسف الشديد ان ظاهرة الالحاد تنتشر خاصة بين الشباب لان الشيطان يعمل ويتطور وان كنا نظن غير ذالك فنحن غافلين الشيطان يحارب العقل بالعقل ولا يحارب الملحدين لانه اقنعهم ان لا وجود لله وبالتالى لا وجود للشيطان وبذالك يكون قد حبسهم فى حظيرته لان حروبه الشرسة تكون داخل المعابد والكنائس والمساجد خاصة مع الابواق العالية اى الاصوات المسموعة لكثيرين و الشيطان يستغل الخط الرفيع بين الغيرة على الدين والتعصب وعندما يستطيع القاء احد الابواق داخل دائرة التعصب يكون قد ادخل كثيرين الى حظيرته الخلاصة ان الملحدين مرضى روحيا يحتاجون الى حكمة فى التعامل --- ولا يبقى غير ان نقول ربنا اهدنا الى ما فيه صالح ارواحنا

--------------------------------------------------  

رغم ضوضاء الباعة والحوارات المفتوحة داخل القطار

وصوت عجالات القطار فى حوارها مع القضبان وحرص الشاب الوسيم على ان لا يسمع احد مكالمته التليفونية الى ان عم سامى الجالس امامه وكلاهما بجوار النافذة كان يسمع الحديث واضحا جليا وكائن الشاب يتحدث اليه شخصيا لان موقعهما فى الجلوس مع اتجاه القطار كانا يسمحا بذالك ورغم ان عم سامى انسان سوي وليس بالمتطفل لسماع الاخرين حاول الانهماك فى جريدته ولكن محاولاته بائت بالفشل لانه حتى صوت الطرف الاخر كان واضحا وكان لفتاة فى مقتبل العمر وكان يبدو انها لاول مرة تفتح نافذة عواطفها وبعد ان استمعت من الشاب الى وابل من الغزل المقصود فيه التحفظ المصتنع على ان اى عبارة حارة هى نتيجة عشقه الملتهب ردت الفتاة بنبرات يشوبها الخوف والحذر واسئلة عديدة وقالت مدام مشاعرك للدرجة دى وانا معنديش اعتراض ما تيجى من الباب --- رد الشاب بلهجة رقيقة باب ايه وشباك ايه دى حجات قديمة انا يهمنى اعرفك انت عموما ياملك احسبيها صح و مش هتخسرى حاجة هانكون فى مكان عام بس اقول لك اللى مش عارف اعبر عنه فى التليفون ثم استطرد بلهجة عاجلة معلهش هاقفل علشان الكمسرى جى واغلق الهاتف --- ادرك عم سامى ان كذبة الكمسرى جى لم تكن الوحيدة بل ان الحوار كله ليس به كلمة واحدة صادقة كان عم سامى لا يؤمن بالصدفة و يؤمن ان كل الاحداث بسماح من الله عز وجل وفيما هو يفكر لماذا تطرق لسمعه هذا الحديث مر رجل ذو ساق واحدة و عكاز يقول ساعدوا عاجز ربنا يسعدكم وهنا همهم الشاب بضعة كلمات بصوت منخفض جدا ولكنها هى الاخرى وصلت الى سمع عم سامى وكانت كالصاعقة لان الشاب كان يقول -- روح قول له عجزك ليه - وهنا ادرك عم سامى ان الشاب ليس فقط زئبا خاطفا بل ابعد من ذالك بكثير انه فى طريق الضلال و الالحاد ونظر الى الشاب نظرة مشفقة جعلت الشاب يشعر انها نفذت الى اعماقه وادرك الشاب ان الرجل سمع كل شىء و يعرف عنه الكثير وتلاقت نظارتهما عدة مرات وفى كل مرة كان الشاب يشعر بضعف اكثر يريد التحدث و لا يستطيع وهو الماهر فى ادارة الحوار ثم وجد نفسه يتلعثم ويخرج من فمه سؤال – هو حضرتك مؤمن-- بالطبع كان سؤال صعب و لو كان متمالكا لنفسه لما طرحه ولكن عم سامى لم يتعجب للسؤال وكائنه كان ينتظره ورد قائلا ياولدى اشكر الله على انعامه -- قال الشاب يعنى ايه نص ونص -- مال عم سامى الى الامام حتى يسمعه الشاب جيدا وقال ياولدى ان كلمة الايمان ليست بسيطة بل كلمة كبيرة عميقة الابعاد ولو عندك استعداد للسمع ساقول لك الكثير -- قال الشاب الحقيقة ياوالدى انا لا احب احد ولا ارتاح لاحد ولا اعلم لماذا ارتاح لك ربما لفقدانى والدى وانا صغير وحضرتك الصورة التى كنت اتمناها له -- رد عم سامى بداية طيبة فقد شجعتنى كثيرا واستطرد قائلا الايمان له درجات كثيرة مثلا فى اليهودية كان داود النبى يقول طلبته الى الله فى صلاته ثم يشكره عليها فى نفس الصلاة وكان الله يلبيها وهذه درجة رفيعة من الايمان كما ان موسي النبى لو كان عندة ذرة شك واحدة لما انشق البحر امام بنى اسرائيل وفى المسيحية من له ايمان قدر حبة الخردل يقول للجبال انتقلى فتنتقل باذن الله – وايضا فى المسيحية قول السيد المسيح فى معجزة شفاء الاعمى --- اذهب ايمانك قد شفاك فللوقت ابصر --- وقوله للمراة الكنعانية --- حسب ايمانك يكون لك --- و فى الاسلام ان المؤمن له دلالة عند الله وماهما يطلب الله يستجيب وايضا فى الاسلام --- فاما الذين امنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم فى رحمة منه وفضل ويهديهم صراطا مستقيما --- اي ان تخطو خطوة واحدة بايمان نحو الله يخطو نحوك اميالا ويشملك برحمتة ويهديك – وهنا هتف الشاب كطفل فرح بقطعة حلوى انا اسمى سمير رد الرجل وانا سامى و قد سعدت بمعرفتك – قال الشاب ياعم سامى هل عندك حجة منطقية تثبت وجود الله – قال عم سامى بصوت هادى يالولدى -- ولكن سمير قاطعه قائلا عجيبة كنت اعتقد انك ستستعيذ بالله وتزجر الشيطان ثم تمطرنى بوابل من التعنيف والعبرات الحادة – قال عم سامى لا ياولدى لو ان الطبيب عاقب المريض على اهدار صحته فماذا يبقى للمريض غير الموت لانه احيانا كلمات الطبيب اللطيفة المشجعة تكون لها اثر فى الشفاء اكثر من العلاج ذاته واستطرد قائلا نعود لسؤالك اولا فى الطريق الى معرفة الله لا يجب ان تضع الله تحت المجهر لانه غير محدود بل ضع بايمان قلبك وعقلك تحت يده وهو سينقيهما من كل شك ثانيا لقد اجمع اغلب المفكرين والفلاسفة حتى الملحدين منهم على ان الوجود لابد له من واجد فالاشياء لاتوجد من ذاتها وهو الواجد سبحانه وتعالى كما اجمعوا ايضا على ان الكون لكى يسير بهذه الدقة المتناهية يحتاج الى قدرة هائلة لا نهائية وهو القدير سبحانه وتعالى وان الصلاح الموجود بالكون يحتاج الى الله الصالح سبحانه وتعالى ثالثا الايمان بالغيبيات لا يتعارض مع العقل لانك لا تري الغد وتؤمن بقدومه وفى ظروف معينة ترى السراب ولا تؤمن به رابعا اسئلتك لم تاتى من فراغ بل هناك شيئا داخل اعماقك وهو فى كل بنى البشر وهذا الشىء قوى ويرفض بشدة فكرة العدم بعد الموت لانه خالد و تعود جزوره الى خلق ادم فادم لم يكن ترابا فقط بل تراب ذائد نفخة حياة الاهية وهى التى تدفعنا للبحث والاستفسار عن الخلود واستطرد والان وبما ان ليس عندك دليل على عدم وجود الله عليك تحسبها صح مش هتخسر حاجة وهنا ضحك سمير من قلبه وقال ياعم سامى ممكن اخذ رقم هاتفك – ابتسم عم سامى ابتسامة خفيفة ولكنها داخله كانت عريضة تكاد ان تهزه فرحا وقال بالطبع ياولدى تلفونى وعنوانى ايضا وستسعدنى كثيرا زيارتك -- رد سمير بلهجة غير المصدق قائلا صحيح ياعم سامى ممكن كمان يكون معى بعض الاصدقاء – رد عم سامى بالطبع اصدقائك هم اصدقائى واستطرد بنبرات معاتبة وماذ عن ملك – تنهد سمير بعمق وقال اه ياعم سامى لو شفتها ملاك على الارض ياسلام لو تكون من نصيبى لو انا محظوظ يكون مكتوب لى اتزوجها --- وهنا قال عم سامى عظيم الاعتقاد بالملائكة والنصيب والمكتوب كلها علامات على طريق الايمان

يوسف ونيس مجلع --- مصر

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 75 مشاهدة
نشرت فى 11 فبراير 2019 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

98,786