يعد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أكبر وكالة للشئون الإنسانية في العالم؛ في كل عام يقوم بتقديم المعونات الغذائية إلي نحو 90 مليون من الفقراء من أجل مساعداتهم على تلبية احتياجاتهم الغذائية. ويشمل هذا العدد 58 مليون طفل يعانون من الجوع في أفقر 80 بلدا في العالم.

نظرة عامة

كان من المقرر أن يبدأ برنامج الأغذية العالمي، الذي يتخذ من روما مقرا له، أعماله في عام 1963 لمدة ثلاث سنوات تجريبية. ولكن البرنامج اضطر إلي بدء أعماله قبل هذا العام بسبب تعرض إيران لزلزال مدمر في عام 1962 أعقبه بشهر اجتياح إعصار لتايلاند بالإضافة إلي عودة أكثر من خمسة ملايين لاجئ بعد إعلان استقلال الجزائر. وتطلبت هذه الأحداث تقديم مساعدات غذائية عاجلة من البرنامج الذي لم يتوقف عن العمل منذ ذلك التاريخ.

تمكن البرنامج منذ إنشائه من استثمار نحو 28 مليار دولار وتوزيع أكثر من 47 مليون طن من المساعدات الغذائية من أجل مكافحة الجوع وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقديم مساعدات الإغاثة في حالات الطوارئ في أنحاء العالم. ففي عام 2006 قدم البرنامج مساعدات غذائية إلي أكثر من 87 مليون شخص في نحو 78 بلدا.

رسالة البرنامج

يقوم البرنامج بتنفيذ مشروعات طارئة وتنموية في أكثر من 80 بلداً حول العالم من أجل كسر حلقة الفقر والحرمان اليومي من خلال تشجيع ودعم المؤسسات التعليمية والصحية ومشروعات البنية التحتية الصغيرة التي يمكن أن يقوم بها الفقراء ذاتياً ومساعدة اللاجئين على العودة إلي أوطانهم.

في عام 1994، أصبح برنامج الأغذية العالمي أول منظمة تتبع الأمم المتحدة تعلن بيان مبادئ لعملها. ويعتبر هذا البيان بمثابة حجر الزاوية لسياسة البرنامج وعمله من أجل مساعدة المحتاجين واختيار أماكن تقديم المساعدات وكيفية العمل بنظرة مستقبلية من أجل وضع نهاية للجوع والفقر. وبوصفه ذراع الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الغذائية، فإن برنامج الأغذية العالمي يوظف الغذاء من أجل:

  • تلبية احتياجات الطوارئ
  • تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية

ويقوم برنامج الأغذية أيضا بتقديم الدعم اللوجستي لضمان حصول المحتاجين على المساعدات الغذائية في الوقت المناسب والمكان المناسب. ولا يدخر برنامج الأغذية العالمي وسعا في وضع قضية الجوع على رأس قائمة الاهتمامات الدولية وتشجيع السياسات والاستراتيجيات والعمليات التي تفيد الفقراء والجوعي مباشرة.

كيف يكافح البرنامج الجوع

سواء كان اللاجئون يفرون من ويلات الحروب أو يدمر الجفاف المزارع، فإن الافتقار إلى الغذاء الكافي هو أول الاخطار التي تنجم في هذه الظروف الطارئة وساعتها يتطلع المتضررون إلي الحصول على المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي. وفي عام 2006، قدم البرنامج هذه المساعدات إلي نحو 63 مليون شخص تعرضوا لهذه المآسي الطارئة.

ويوظف برنامج الأغذية العالمي معوناته الغذائية لكسر حلقة الفقر عن طريق مشروعات الإغاثة والتأهيل والتنمية لمساعدة الفقراء بما فيهم الأشخاص المشردون من ضحايا الكوارث الطبيعية واللاجئون والعائدون ومن صاروا أيتاما بسبب مرض الإيدز وذلك لضمان حصولهم على وجبات غذائية وبناء مستقبل أفضل. تعمل المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج للمحتاجين على كسر حلقة الفقر. وتشكل مشروعات المعونات الغذائية المبتكرة جزءا لا يتجزأ من عمليات الإغاثة وإعادة التأهيل والتنمية التي يضطلع بها البرنامج. وتسهم هذه المشروعات في التخفيف من حدة قلق هؤلاء الأشخاص بشأن إمكانية حصولهم على الغذاء، وبالتالي تتاح لهم الفرصة لبناء مستقبل أفضل.

وتتضمن هذه المشروعات ما يلي:

  • برامج التغذية المدرسية: يتعاون البرنامج مع الحكومات والجمعيات الاهلية في تطبيق مشروعات التغذية المدرسية في عدد من البلدان النامية من أجل ضمان انتظام الاطفال في الحضور بالمدارس وبخاصة الفتيات.
  • أنشطة تنموية مثل مشروعات الغذاء مقابل العمل والغذاء مقابل التدريب بهدف إكساب الرجال والنساء المهارات اللازمة التي تمكنهم من بدء حياة جديدة مثمرة لكسب قوت يومهم.

لمن يقدم البرنامج المساعدة

  • ضحايا الكوارث الطبيعية مثل الناجين من الجفاف في أفغانستان وأثيوبيا والفيضانات في هايتي.
  • النازحين واللاجئين الذين أجبروا على ترك منازلهم وبلادهم لوقوع كارثة طبيعية أو صراعات مثل أذربيجان والسودان وأرمينيا وسيراليون إضافة إلى ضحايا التحولات الاقتصادية السريعة مثل كبار السن والمتقاعدين والأطفال في جورجيا وأيضا من يعانون من آثار النزاعات السياسية مثل الفلسطينيين الواقعين تحت الحصار الاقتصادى والإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة.
  • الفقراء العاجزين عن الخروج بمفردهم من حلقة الجوع والفقر الشيطانية.

كيف تجري إدارة البرنامج

منذ عام 1996، اضطلع المجلس التنفيذي المؤلف من 36 دولة من الدول الأعضاء في برنامج الأغذية العالمي بدفة إدارة البرنامج. ويتواجد المدير التنفيذي في مقر الأمانة العامة لبرنامج الأغذية العالمي بروما في إيطاليا. ويتم تعيين المدير التنفيذي من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة لمدة ثابتة تصل إلي خمس سنوات.

وأصبحت جوزيت شيران المدير التنفيذي الحادي عشر لبرنامج الأغذية العالمي حيث تولت هذا المنصب في مطلع شهر إبريل/نيسان 2007. ويساعد شيران أربعة مديرين: شيلا سيسولو وجون جاك جريس وجون باول وسوزانا مالكورا.

كيف يتم التمويل

يعتمد برنامج الأغذية العالمى بشكل كامل على التبرعات الطوعية في تمويل مشروعاته الإنسانية والإنمائية. وما كان يمكن لأي من الأشخاص الذين حصلوا على مساعدات البرنامج في العام الماضي 2006، والذين يقدر عددهم بأكثر من 87 مليون شخص في نحو 78 بلدا، أن يتمكنوا من ذلك دون سخاء الجهات المانحة. ويحصل البرنامج على التبرعات إما في صورة أموال نقدية، أو أغذية مثل الدقيق، والفول، والزيت، والملح، والسكر، أو المواد الأساسية الضرورية للزراعة، وتخزين وطهى الغذاء وأدوات المطبخ، والأدوات الزراعية، والمخازن. وحيث أنه ليس لدى البرنامج مصدر مستقل للأموال، فإن كافة التبرعات، سواء النقدية أو العينية تتضمن التكاليف المطلوبة لنقل وإدارة ومراقبة المواد الغذائية التي يقدمها البرنامج. وتشمل القائمة التالية الجهات التي تتبرع لعمليات برنامج الأغذية في العالم وهي:

  • الحكومات: تعد مصدر التمويل الرئيسى لبرنامج الأغذية العالمي.
  • الشركات: تقوم باستثمار طويل الأجل في التنمية البشرية.
  • الأفراد: يمكن للأفراد أن يساعدوا الجوعى من خلال تقديم التبرعات.

كيف يمكن للمانحين مساعدة البرنامج

تقدم المساهمات إما في صورة أموال نقدية، أو سلع غذائية، أو مواد غير غذائية. وتستخدم الأموال النقدية في شراء الأغذية، والمكونات غير الغذائية الحيوية، ودفع تكاليف نقل وتوزيع المعونة الغذائية، علاوة على التكاليف الإدارية.

ويرحب برنامج الأغذية العالمى بالتبرعات النقدية، أو المعونات الغذائية ذات الكميات الكبيرة، أو غير ذلك من المواد غير الغذائية المستخدمة في مشروعات محددة.

الأموال: تستخدم في شراء الأغذية، في الدول النامية كلما أمكن ذلك، ولتغطية تكاليف النقل، والتخزين والنفقات الإدارية للجهود الرامية للتأكد من أن الغذاء يصل بسلامة إلى أيدى من يحتاجون إليه.

المعونة الغذائية: تساعد السلع الغذائية ذات الكميات الكبيرة، مثل الدقيق، والفول، والزيت، والملح، والسكر، وبعض الأغذية المعلبة برنامج الأغذية العالمى في تلبية الاحتياجات الغذائية للجوعى الفقراء.

ويتطلب إطعام نحو 90 مليون شخص كل عام كميات هائلة من الأغذية، لذا فإن برنامج الأغذية العالمى يسعى لإيجاد الطريقة الاقل تكلفة لتقديم هذه الكمية. ولهذا السبب، لا يمكن قبول المساهمات الصغيرة من الأغذية.

المواد غير الغذائية: علاوة على الأغذية والأموال، يحتاج برنامج الأغذية العالمى إلى مساهمات أخرى، سواء لتسليم معونته، أو لمساعدة المستفيدين للحصول على أقصى استفادة مما يتلقونه من مساعدات.

أمانى إسماعيل

المصدر: ويكبيديا
MedSea

أمانى إسماعيل

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 277 مشاهدة

ساحة النقاش

MedSea
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

921,852