الدكـتــور / عمــرو محـمـد نـاصـف - البيئـة البحريــــة

 

أنشطة نووية أسفل خليج العقبة قد تكون وراء اثارة أسماك القرش في شرم الشيخ

 

 

القاهرة - م. سليمان

 

رغم تصريحات المسؤولين المصريين عن عودة الهدوء إلى شواطئ شرم الشيخ بعد هجوم سرب من أسماك القرش المفترسة ! إلا أن التساؤلات حول أسباب هذا الهجوم مازالت غامضة.

قال د.عمرومحمد ناصف عالم البحار المصري ومدرس علم البيئة البحرية بكلية العلوم- جامعة الأزهر- بالقاهرة  أنه قد يكون من أهم  أسباب هجوم سمك القرش على شواطيء  شرم الشيخ بجنوب سيناء خلال الأيام الماضية هو تأثر البيئة البحرية لخليج العقية بتأثيرات غير طبيعية ، ربما تكون اشعاعية أو حرارية جراء تجارب نووية تمت تحت مياه خليج العقبة ، وكما هو معلوم فأنه قد جرى سابقا العديد من التجارب لقنابل نيترونية أسفل مياه الخليج كما ذكرذلك العلماء المعنيين بدراسة التحليل الاشعاعي ودلالاته من خلال تقارير ودراسات عديدة تحدثت أيضا عن  وجود مواد مشعة في تلك المنطقة يحويها مخزن متقدم  لحفظ القنابل النيترونية أسفل مياه الخليج .

  ولا يخفى أثر هذه التفجيرات على بيوكيميائية وفسيولوجبة أسماك القرش ، يالتالى أنماطها السلوكية ، وأكد د.عمرو ناصف في حوار مع العربية نت أن هناك علاقة قوية بين الاشعاع والأنبعاث الحرارى والأحتباس الحرارى وتغير المناخ وسلوك الحبوان فمثلا مع ارتفاع درجة حرارة الماء يرتفع معدل التمثيل الغذائى فى أسماك القرش  وبالتالي تزيد سرعة الهضم ومن ثم احتياجها للغذاء ، فالاشعاع النووي وأو والأنبعاث الحرارى كلاهما له دور كبير في رفع درجة الحرارة في المحيط البيئي الذي يحيط بسمك القرش والذى من شأنه أن يعمل على تغير الخواص الطبيعية للمياه والبيئة البحرية  بل والكائنات حيث  وجد أن أكثر الأوقات خطرا على السابحين عند ارتفاع درجة حرارة ماء البحر لأكثر من (ºC21  درجة مئوية) - طبقا لمكتب هجمات القرش بالولابات المتحدة- مما يحفز سمك القرش للهجوم بناء على ارتفاع معدل الهضم لديه . ، وهذا لا ينفي قدرته على الهجوم في أوقات أخرى وظروف غير متوافية والدليل على هذا أنه في بريطانيا تقلل برودة المياه الى حد كبير من هجوم أسماك القرش ورغم ذلك يتجول قرش ماكو حول شواطيء بريطانيا ليصطاد ضحاياه !

 

 عدم التوصل لأسباب الهجوم

وأضاف د. عمرو ناصف "هناك أسباب أخرى قد تكون وراء هذا الهجوم المتكرر لأسماك القرش ، من هذه الأسباب أيضا- وربما تكون أهمها - الكثافة العالية والنشاط السياحي البحرى الزائد- وما قد يصاحبه من سلوكيات تتناقض وصحة النظام البيئى مثل القاء الأطعمة لأجتذاب الأسماك ؛   والأهم زيادة معدل كثافة الغطس على الشعاب المرجانية في هذه المنطقة البحرية عن النسب المسموح بهاعالميا وبما يفوق طاقة النظام البيئي وقدرته على الأستيعاب و التجدد .مما قد يتطلب اعادة النظر فى الأجراءات الأدارية  , السياسات البيئية والتنموية  لتلك المناطق ،وكذلك ايجاد آلية قانونية وحكومية فاعلة لاجراء متابعات ودراسات  ميدانية لتقييم الأثر البيئى لرصد نتائج هذه السلوكيات- فالقرش حساس  جدا للحركة المضطربة التي تحدث بكثافة نتيجة للغطس المفرط على الشعاب المرجانية والنشاط الزائد  فى البيئة البحرية؛ وكذا الصيد الجائر.

ومن الأسباب الخطيرة أيضا - التى تعكس أهمية تفعيل االأتفاقيات الدولية والقوانين البحرية - القاء الحيوانات البرية النافقة  مثل  الأغنام  للتخلص منها  بالبحر- سواء فى المياة الأقليمية أو الدولية-وبقائها متماسكة لفترة طويلة نسبيا نظرا لملوحة البحر (كما الشحنة الأسترالية) وتأثير الانزيمات والهرمونات الحيوانية كنمط غذائى غير مألوف على فسيولوجية وسلوك أسماك القرش  .

وهذه كلها تفسيرات علمية لتوضيح ما حدث قد يكون أحدها  سببا أوبعضها أو كلها .

وكشف د عمرومحمد  ناصف عن مفاجأة في الحوادث الأخيرة حيث سجلت مصر خلال أقل من 10 أيام حوالى 15 % من نسبة الهجوم العالمية  السنوبة السا بقة لسمك القرش في بحار ومحيطات العالم والتى كانت تقدر بحوالى 20 هجوم تقريبا  فى العام الواحد، بينما بالنسب الحالية قد لاتتعدى 7% .

وهنا تكمن خطورة الحدث ، ولماذا يكتسب هذه الأهمية ؟!

فهذا الحدث  بهذه الصورة ربما يعكس العديد من المؤشرات البيئية والعلمية والسياحية  الخطيرة وحتى السياسية .

فعندما تحدث 5 هجمات في مصر في أقل من 10 أيام وفي منطقة واحدة  فان هذا الأمر قد يوحى بأن هذه الهجمات قد تكون حوادث غيرعرضية .

 

 فاستخدام الحيوانات كوسيلة للهجوم أو للدفاع أمر ليس بالجديد فقد نجحت أبحاث فى الخارج فى زرع شرائح الكترونية وكامبرات فى أسماك القرش لاستخامها فى أعمال المراقبة والأستطلاع ، قد قيل أنه قد لوحظ وجود أسماك قرش تحمل مثل هذه الأشياء منذ فترة فى أماكن مجاورة. فهل تصدق هذة الأقاويل وهل هى نوع جديد من الحرب البيولوجية ؟!

لا أحد يدرى!!   

العجيب أن الانسان نفسه قد يمثل خطورة على سمك القرش أكثر مما يمثله سمك القرش من خطورة على الانسان ، فحينما كان الانسان يقتل مابقدر بحوالي 300 سمكة قرش فى وقت كانت عدد مرات هجوم القرش على الانسان لا تزيد عن 20 هجوم في السنة في كل محيطات العالم كما تذكر سجلات معاهد دراسة القرش مثل معهد سميشونيان ، بينما هى الآن تتراوح مابين70 ، 100هجوم سنويا وقد تزيد قليلا فى بعض الأحيان.

 

 والعجيب أن القرش لا يستسيغ طعم لحم الانسان ولكن غرائزه تتحرك استجابة  للمثيرات والأسباب التي ذكرناها ومن أبرزها : الدم والحركة المضطربة وأحيانا بدافع الفضول فقط !

 

القرش الكبير والصغير

 

وأكبر سمكة قرش في العالم هي النوع المعروف باسم قرش الحوت ويبلغ طوله 20 متر وأصغره النوع المعروف باسم القرش الشيطان ولا يزيد طوله عن 30 سم ويعيش على عمق 250 متر  ويعيشون على العوالق البحرية مثل الطحالب الدقيقة ولحسن حظ البشرية أن قرش المطبخ لا يزيد عن نصف متر لكن شهيته عنيفة .

 

البحرالأحمر والقرش

 

واذا كان عدد أنواع سمك القرش قد يصل الى حوالى 400 نوعا منهم حوالى 30 نوعا تقريبا في البحر الأحمر فهذا يعني أن حوالى 8% من أسماك القروش المسجلة حول العالم في هذا البحر الضيق الشبه مغلق- لذا فقد أطلق عليه يوما ما " بحيرة القروش " - لأن الحركة منه محدودة  المجال وبالتالي يدخل اليه أنواع كثيرة لكن قد لا تخرج منه  بنفس المعدل ،  واذا كانت أنواع سمك القرش حول العالم 400 نوعا فانه ليس بها الا حوالي 30 نوعا فقط تعتبر هي الأنواع الشرسة مثل "النمر ورأس المطرقة،والقرش الأبيض، والقرش آكل لحوم البشر ، وقرش ماكو وسمكة القرش الشرسة الملقبة بالممرضة الرمادية ، وقرش الثور وأكثرها شراسة على الاطلاق هو قرش رأس المطرقة ، يسمى( الهامر شارك) وهو نوع شائع في البحر الأحمر لدرجة أنه تم حفظ عينات في متحف الأحياء المائية بالغردقة منذ عشرات السنين رغم أنه يفضل تجنب البشر وهو لا يهاجم الا حين يستفز ويقول د . ناصف ومن الحظ العاثر للضحايا أن حركة السباحة فى الماء تولد موجات ضاغطة تنتقل من خلال عمود الماء يلتقطها سمك القرش ويفسرها بأنها علامات اضطراب فيتجه من الأعماق بسرعة شدية نحو ضحيته المسكينة ولو كانت على سطح الماء .

 

 كل شيء عن أسماك القرش..!

 

 وعن صفات سمك القرش وارتباط هذه الصفات بالهجوم الأخير قال د.عمرو ناصف "خـــبير البيئة البحريــة " : سمك القرش حيوان ذكي جدا ويمتلك ذاكرة جيدة وهو موجود من أكثر من 300 مليون سنة  ربما قبل وجود البحر الأحمر ذاته ، وهو عبارة عن حفريات حية ، ولم يتغير تركيبه منذ نشأته ، بالنسبة لوجوده فهو ماكينة متحركة وذو حساسية فائقة ، حتى أنه يدرك رائحة عصير سمك التونة عندما  يكون تركيزه فى جزء من مليون تقريبا،كذا بنجذب للأجسام الدهنية والسمينة لذا فأن من أطعمتة المفضلة فقمة البحرالتى تتمبز بنسبة عالية من الدهون ، ويمكنه شم رائحة دم الانسان أو الحيوان من على بعد 500 متر !.

 

ولدى سمك القرش حاسة سمع قوية وهو يسمع صوت الحيوانات داخل المياه على بعد 2كم ، وحساس جدا للحركة المطربة في المياه ويشعر بها حتى لو كانت على سطح الماء ويفسرها على أنها نوع من مهاجمته ، فيتحفز لها ويحدد السمكة المريضة أو سليمة من على بعد 300 متر .وهو يتحكم في ذلك عن طريق خط السمع الجانبي تحت جلده ، وهو لديه قدرة فائقة على التقاط الاشارات الكهرومغناطيسية من خلال أعصابه الحسية ، حتى انه يكتشف السمك حتى و لو كان مدفونا تحت الرمل .

 

ويقول الدكتور عمرو محمد ناصف  ان عين القرش  لا تغمض أبدا فهو لا يرمش وهو الفك الذي لا يغمض له جفن وبصره حاد جدا ولديه القدرة على التمييز بين الألوان ( خاصة البرتقالىوالأصفر) ، وقرش الليمون هو الأشهر في البصر الحاد حيث أن النظر عنده يعادل 10 أضعاف نظر الانسان ، ولديه نشاط زائد جدا في الحركة للبحث عن الطعام حتى أن الامريكيين عملوا برنامج لدراسة حركة القرش منذ 1981 وأطلقوا 30 ألف من أسماك القرش في البحار والمحيطات بعد تعليمها وترقيمها وتم توزيعها واصطيادها في أماكن مختلفة  حول العالم وأعطوا لقب بطل المسافات الطويلة للقرش الأزرق - والذى يبلغ طوله طوله 3 متر - بناءا على رحلته الطويلة التى قطعها بعد ترقيمه حيث تم اطلاقه  من الساحل الشرقى للولايلت المتحدة فوجدوه عند مضيق جبل طارق بعد عام واحد فقط !.

أسنانه في حالة نمو دائم وما يقع منه ينمو غيره من الأمام للخلف فيما يشبه زحف صفوف الجيوش في الحرب !

 

خليج العقبة

 

أما عن الموقع الذي حدثت فيه الوقائع الأخيرة فهو بجوارخليج نعمة ويقع في الجنوب الغربي لخليج العقبة وهو يعتبر مركز السياحة الرئيسي في شرم الشيخ حيث انه ينتشر فيه العديد من الأماكن السياحية ، أما خليج العقبة فهو يقع جنوب شرق شبه جزيرة سيناء وتطل عليه مصر من الغرب و(اسرائيل) من الشمال  والأردن والسعودبه من الشرق وطوله من مدينة تيران جنوبا الى ايلات شمالا أي حدود مصر و(اسرائيل) والأردن طول الخليج 160 كم وعرضه 24 كم وبه 110 جنس من المرجان الرخو و120 جنس من المراجين الصلبة و1000 نوع من الأسماك ويتميز هذا الخليج بوجود تيارات مائية خفيفة ومياهه دافئة ونسبة شفافيتها عالية ومستوى الملوحة فيه مفضل لكافة أشكال الحياة البحرية ، وبه عمليات صيد قد تكون جائرة فى بعض الأحبان، ونشاطات صناعية وتوجهات غير ملائمة للبيئة مما قد يساعد في تهيج سمك القرش وسعيه نحو الفرائس .

خليج نعمة

 وخليج نعمة أحد  أربع خلجان مشهورة في مصر وهى خليج أبي قير وخليج العقبة وخليج السويس ، وهوجزء من خليج خليج العقبة - والأصح أن يسمى(جونة ) ،

 والفرق بين الجونة والخليج يتمثل فى أن كلمة خليج تطلق على أي شريط أو لسان من البحر يكون طوله أكبر من عرضه مثل خلبج السويس وخليج العقبة ، ولكن (خليج) جونة نعمة مسطح مائي مفتوح يمتد من البحر داخل اأرض ويقع بين رأسين أرضيتين يأخذ شكل حرف c  ويمكن وصفه من البر  بأنه يقع  في الجنوب الشرقي لشبه جزيرة سيناء و من البحر يقع في الجنوب الغربي لخليج العقبة كمنحنى شبه متسع .

 

مبادرة عمليــــة

وطالب الدكتورعمرومحمد ناصف بانشاء:

"مكتب  ميدانى لدراسة الظواهر البحرية"

 على السواحل البحرية يديره علماء وباحثون وأطباء ويتناوبون على الخدمة الوطنيه فية لأكتساب الخبرة لتقدبم الدعم والمشورة والأستفادة العلمية والبيئية في المناطق السياحية والمناطق ذات الأهمية  طبقا لمكتب هجوم القرش بالولايات المتحدة.

أما عن المحاولات التي تبذلها الحكومة المصرية الآن لاحتواء الموقف فيقول د. عمرو ناصف " هي محاولات لرصد الظاهرة والتعامل معها ولو على الأقل بمحاولة صيد أسماك القرش -ولكن -هذا لن يزيل الخطر لأننا أمام بحر مفتوح فاذا  كانت الحوادث الطبيعية لا يمكن منعها تماما للمخاطر المعتادة للتعامل مع الطبيعة عموما والبيئة البحرية خصوصا فما بالنا اذا وجدت شكوك حول أسباب هذه الحوادث  استنادا الى تكرارها فى مدى زمنى قصير ، وينبغي التعامل معها  على أساس مسبباتها الحقيقية وبصورة عملية علميةواقعية وموضوعية( دون تهويل أو تهوين) وليس بصورة دعائية اعلامية  استعراضية !

فمصر زاخرة بالعلماء والخبراء ومن يأت من خارجها لن يأتى بجديد..!

ونرجوا أن تكون أحداثا عابرة نتعلم منها ونواجهها ونستعد لغيرها .

[email protected] 

 
والنوعان المتسببان بالحوادث هما ( حسب ترتيب الصور) التالية:

1-  قرش المطرقة – وهو موجود بالبحر الأحمر

2-  القرش الأبيض – وهو محدود التواجد

وليس فى زعنفته الذيلية قطع – كما أشيع – بل هو امتداد طبيعى فى الطرف العلوى للزعنفة الذيلية .

قرش المطرقة

 

 

 

القرش الأبيض 

 

 

 

القرش القاتل


 

 

المصدر: قراءات وأبحاث

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

12,660