(3/1.4)

في اللّيل على فراشي
أطلب من يحبّه قلبي
أطلبه فلا أجدهُ.
أقوم وأطوف في المدينة
وفي الأسواق والسّاحات،
أطلب من يحبّه قلبي،
أطلبه فلا أجده.
يلقاني حرّاس اللّيل،
وهم يطوفون في المدينة:
"أرأيتم من يحبّه قلبي؟"
أتجاوزهم قليلاً
فأجد من يحبّه قلبي،
فأمسكه ولا أرخيه.

 

تطلب النّفس الإنسانيّة محبوبها الإلهيّ فلا تجده أو تعتقد أنّها لم تجده. فالمحبوب حاضر أبداً في أعماق الذّات حيث جعل مسكنه. فتبحث في كلّ الأماكن وتسأل عنه جميع من تلتقي بهم، ولا تلقى جواباً. ولكم تتألّم في بحثها، فهي تطلب محبوبها وتتوق لرؤياه. ولكن، يكفيها أن تتجاوز الحواس وتفتح قلبها فتلقاه في نفسها وتضمّه إليها ولا تتركه.
الرّبّ هنا، في قلبنا فلا نبحثنّ عنه خارجاً عنها. لننظر قلوبنا حيث يسكن السّيّد والحبيب ولنناجه ولنسمع مناجاته. فالرّبّ حبّ تجلّى شخصاً وعانق نفوسنا وهام بها. هو الحاضر إلى منتهى الدّهر في كياننا الإنسانيّ، فلنتنّفسه ولنتنسّم عطره المقدّس. لنمسك به ونضمّه إلى قلبنا بقوّة فلا نعود وننفصل عنه ابداً.
ألم يتمسك به القدّيسون، ألم يتوقوا إليه وهم يدركون أنّه متّحد بهم اتّحاداً كاملاً؟
 لقد تاقوا إلى الموت ليكونوا مع الرّب، ورغبوا بشدّة في ترك الحياة ليكونوا معه ومعه فقط. فعاشوا  معه هنا في هذا العالم،  وعاينوه وجهاً لوجه في أبديّة الحبّ.

في اللّيل التمستك نفسي
يا من يحبّه قلبي،
قمت فسجدتُ
ولجتُ أعماق ذاتي
فعاينت بهاءك.
سمعت صمتكَ
فأصغيتُ...
وإذا بأشواقي
تنقاد إليكَ.
فامكث هنا
يا من يحبّه قلبي
يا سيّد...
أمكث في قلبي
وامتلك كياني.

 

 

 

MadonaAskar

إزرع محبّة تحصد إنساناً

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة

ساحة النقاش

مادونا عسكر

MadonaAskar
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

59,188

مادونا عسكر


 من مواليد 1974- بيروت/ لبنان مدرسة لغة عربيّة/ نشر العديد من المقالات والقصائد في مجالات النشر المختلفة الإلكترونية والورقية. »