أيّها الغيث، ما أعذب قطراتك، تنهمر صلاة في نفوس محبّيْن خاشعين في قدس أقداس اللّيل، يرجوان الكمال النّهائي.
أيّها الغيث، ما ألطف وقع  نَداك في مسمع عاشقيْن يصغيان إلى عزفك السّماويّ، يغرّد أناشيد صافية، تلامس أرض الفناء، فتوقد فيها الحياة.
هو ذا عبيرك يفوح مع كلّ قطرة، ويعانق التّراب فتزهر بكائر الورود، كما الرّاهب المرتقي في غمرة النّشوة، يعانق السّماء، فتزهر روحه براعم الحبّ المضطرم.
أيّها الغيث، سكناك صومعة اللّيل، حيث الرّوح تخشع  في الأديم المشرق، تصلّي الحبّ وتقرّب الدّموع قرابين وفاء للقدير، فيتجلّى بهيّاً ساطعاً. يلملم العبرات، يعتصرها خمرة سعادة ليعود ويسكبها خمراً مقدّساً تنتشي به الرّوح، وتنصهر في أهازيج الرّعود والبروق، وتحوّلها ألحاناً يتراقص على أنغامها القدّيسون، فتنمو أرواحهم وتسمو، كما ينمو أرز لبنان حتّى يكاد يلامس وجه الرّبّ.
أيّها الغيث،
أنت الرّوح، بها عرفنا وجه النّور، وبالنّور عرفنا سرّ الكلمة.
أنت اللّغة الأخرى، بها سمعنا صوت الحبّ يدوّي عذوبة.
أنت من جمعنا منذ البدء في قلب الأزليّ،
وسافر بنا إلى حدود اللّامكان،
ورسمنا لوحة عشق سرمديّ، وطبع وجهنا على صفحة النّهار.
أغدق بحضورك، والمس أرواحاً ظمأت إلى ساعة المجد، وارتحل بها إلى الورى،
حيث الحزن فرح أبديّ،
والعطش  ارتواء دائم،
والنّار علّيقة تشتعل بذاتها،
والحبّ دائرة من نور، تسبح فيها الأرواح النّقيّة.
 

 

MadonaAskar

إزرع محبّة تحصد إنساناً

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 133 مشاهدة
نشرت فى 26 سبتمبر 2012 بواسطة MadonaAskar

ساحة النقاش

مادونا عسكر

MadonaAskar
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

69,109

مادونا عسكر


 من مواليد 1974- بيروت/ لبنان مدرسة لغة عربيّة/ نشر العديد من المقالات والقصائد في مجالات النشر المختلفة الإلكترونية والورقية. »