أحبّ انتظاركَ
وأعلم أنّ الكون كلّهُ
ينصت ويهفو
للمسة من هدب عينيكَ
أحبّ انتظاركَ
كاللّيلك المتعبِ
بين غفوة النّهارِ
وإشراقة ليل مقلتيكَ
كالثّلج في صنّينَ
يترصّد الرّبيعَ
ليهمي في لجّة الغمرِ
كالسّرو في حرمونَ
يتوق للفحاتِ العطرِ
أنتظركَ...
والرّذاذ على وجنتي بعلبكَ
ينسكبُ،
مترقّباً حنوّ الآلهةِ
أنتظركَ...
والنّسيم يداعبُ
تهجاعَ الشّمسِ
في كنفِ اللُّجّةِ
أنتظرُ...
وأنتظرُ...
ولا يتعب الإنتظارُ
ولا أتعب أنا...
وهل يتعبُ طفلٌ
من انتظار العيدِ
أم يجهدُ من ترقبِّ
وفرة الإبتهاجِ...
هل تشقى النّجومُ
من توقها للدّجى
أم يجفّ سناها
إن سحره أبطأَ...
أنتظرُ...
وأنتظرُ...
ولا يتعب الانتظار
ولا أتعب أنا...
أرتقب مجيئكَ
على سحاب السّماءْ
فتمطر ديمةً
ويستقي القلب ماء رَواءْ
أنتظر وصولكَ
مع نسيم الصّباحْ
يندّي رياحيني
فيروق لها الارتواءْ...
فتعال إلى فؤادٍ
ظمأ من حرقة الالتهابْ
واحضر في كيانٍ
ذاب من تأجّج الهُيامْ
ساحة النقاش