اللوحه بسيطه جدا في تكوينها و الوانها لكنها و ككل اعمال كاتوزيان تتميز بعمق في المعني و كذلك تتميز بالبساطه و ووضوح المعني رغم عمقه و كذلك استطاع مرتضي كاتوزيان ان يجمع بين هذه المتناقضات (البساطه في التكوين مع عمق المعني مع وضوحه للتامل العادي )كل هذه المتناقضات في لوحه واحده في نفس الوقت
اللوحه تتكون من إثنى عشر شخصا منهم اربع اناث و ثمان ذكور مصطفين في طابور واحد ،بعضهم لم يلحق بالطابور فهو يسرع في مشيته و بعضهم يهرول مسرعا كي ياخذ دوره في هذا الصف الواقف في مواجهة سكين حاد يقطع الفضاء الكوني كله قاطعا في طريقه اجساد من يهرولون لمواجهته.و رغم ان سكين القدر قطعت اربعه بالفعل الا ان الباقين يهرولون في نفس الاتجاه و كانهم عميان لا يرون شيئا مما يحدث و كانهم يعملون علي تحقيق مقولة "الحذر لا ينجي من القدر"
اثنى عشر شخصا لا نري لهم اي ملامح او اي علامات تدل علي شخصياتهم و كان الفنان اراد ان يضرب بهم مثلا للجنس الادمي كله فدل عليهم فقط ببعض العلامات التي تدل علي انهم مختلفين فقط فهناك المحجبه و غير المحجبه و هناك الملتحي و غير الملتحي و الشاب و الكهل ،كل هؤلاء تحت سيف القدر لا يختلفون فالسيف قاطعهم جميعا لا محاله
خلفية اللوحه ،سماءها و ارضيتها رسمهما الفنان بلون واحد و كان اللوحه فيها سماء و لا ارض فيها و ميز السماء فقط ببعض السحب و لان باقي السماء خالي تماما من السحب فاندمجت السماء بالارض فانزاحت الارض تماما من اللوحه فاصبحت كلها سماء و لهذا دلاله عميقه في معناها .فالقدر ينزل بامر من السماء الي الارض فكان اهل الارض مشمولون بحكم السماء و لغلبة القدر السماوي علي الارض فلم يري الفنان ضروره لوجود الارض في اللوحه لعد تاثيرها في سريان القدر و هذا الجو السماوي للوحه جعل احداثها كانها تدور خارج نطاق عالمنا تماما كما هو الواقع
حالة استسلام تامه من البشر لسيف القدر المسلط حتي انهم لا يدرون به و بوجوده و ان كانوا يؤمنون به ايمانا عميقا الا انه يفاجاهم بوقائعه دون سابق انذار و قد رسم الفنان معبرا عن القدر ابلغ تعبير حينما رسم سكينا يقطع البشر لكن لو اقتصر علي ذلك لكان في عداد الفنانين التقليديين الذين عبروا عن هذه الفكره ،لكن الغير عادي في هذه اللوحه و يجعلها استثنائيه في التعبير عن القدر ان الفنان قد جعل سيف القدر يشق تكوين اللوحه كله بدءا من السماء حتي قطع البشر !!من يري اللوحه يظن ان ذلك الخيط الاسود الاتي من يسار اللوحه مجرد خيط مربوط بالسكين لكن بالتامل البسيط نجد انه شق احدثه سيف القدر في جسم السماء فشقها نصفين كي ينفذ القدر و يتم امر الله في بني الانسان
عبقرية هذه اللفته الفنيه هي انها جعلت المتامل يري ان عالمنا الذي تجري فيه كل هذه الكوارث و الاحداث ما هو الا عالم سطحي كلوحة مرسومه علي قطعة قماش و ان القدر المرسوم بهذه الطريقه اوحي بوجود يد خفيه تقف في عالم الغيب في الخلف في مكان مجهول بعيدا عن العين تمارس تاثيرها و قدرتها علي العالم.....

المعلومات المرفقة باللوحة للرسام التونسي مرعي حمزة


MadonaAskar

إزرع محبّة تحصد إنساناً

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 430 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2012 بواسطة MadonaAskar

ساحة النقاش

مادونا عسكر

MadonaAskar
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

55,729

مادونا عسكر


 من مواليد 1974- بيروت/ لبنان مدرسة لغة عربيّة/ نشر العديد من المقالات والقصائد في مجالات النشر المختلفة الإلكترونية والورقية. »