لوحه أخرى يعتبرها الكثير من النقاد واحده من التحف الفنيه العالميه.
وقد ولدت فكرة هذا العمل عندما أوعز البابا يوليوس الثاني إلى الفنان رافائيل برسم لوحه تكون محفزا للنقاش الفكري ورمزا لأهمية الثقافه، لكي يعلقها البابا في مكتبته الخاصه.
واللوحه تصور مايفترض أنه ندوه فكريه جرت أحداثها في مدرسة أثينا باليونان القديمه حوالي سنة 380 قبل الميلاد.
رافائيل حاول أن يجعل اللوحه تجسيدا للحقيقه المكتسبه من خلال العقل، وهو لم يختر للوحه شخصيات مجازيه أو أسطوريه كما درج على ذلك الفنانون في زمانه، بل فضل أن تضم اللوحه شخصيات حقيقيه لمفكرين وفلاسفه مشهورين ووضعهم داخل إطار معماري كلاسيكي تتسم تفاصيله بالفخامه والمهابه والجلال.
وكل الشخصيات التي صورها رافائيل في " مدرسة أثينا " تشكل اليوم ركائز ودعامات مهمه في الفكر الغربي المعاصر.
وبفضل قدرته الوصفيه الفائقه، تعمد الفنان إلى توزيع الشخصيات على مساحة اللوحه بشكل متساوي.
فليس هناك رمز معين يلتف حوله الباقون ويحيطونه بعلامات الإحترام والتبجيل.
بل الجميع هنا متساوون وهم مشغولون، بلا استثناء بالحركه الدائبه والتفاعل وتبادل النقاش فيما بينهم.
في هذا العمل جمع رافائيل ممثلين لكافة فروع المعرفه من هندسه ورياضيات وفلك وأدب وموسيقى وفلسفه وخلافه.
واختار كل من أفلاطون وأرسطو، اللذين يظهران في وسط المشهد وهما منهمكان في الحوار، ليكونا محكمين للنقاشات في الندوه.
في مقدمة اللوحه إلى اليمين نرى اقليدس وهو يشرح نظريته لتلاميذه، وفوقه مباشرة يظهر زرادشت ممسكا بكره أرضيه مجسمه، بينما يبدو ديوجين في الوسط متمددا على الدرج.
وإلى اليسار وغير بعيد عن ديوجين يظهر هيراكليتوس الفيلسوف المتشائم مستندا إلى قالب من الرخام ومسجلا ملاحظاته على الورق.
وهيراكليتوس هنا يأخذ ملامح مايكل أنجليو، وهي إشاره أراد رافائيل من ورائها تكريم أنجليو والإشاده بعمله الذي كان قد أنجزه للتو في سقف كنيسة سيستين.
ولم ينسى رافائيل أن يرسم نفسه أيضا إذ يبدو واقفا في أقصى يمين اللوحه وقد اعتمر قبعه سوداء.
وإلى اليسار يظهر فيثاغوراس وهو يدون ملاحظاته في كراس، وغير بعيد منه نرى بن رشد وهو ينصت باهتمام إلى مايجري.
وفوق قليلا تظهر امرأه يقال إنها هيباشيا وهي أشهر شاعره وخطيبه فلكيه وعالمة رياضيات من النساء، وقد برز إسمها وذاعت شهرتها زمن مكتبة الإسكندريه.
في اللوحه أيضا يظهر سقراط وزينوفون وابيكوروس " أو ابيقور بالعربيه " وبطليموس وسواهم.
فور اتمام رافائيل اللوحه حققت نجاحا مدويا وقوبلت بحماس بالغ. وأصبحت منذ ذلك الحين صوره مجازيه ترمز لحرية الفكر وتقديس العقل وأهمية الحوار.
المعلومات المرفقة باللوحة للرسام التونسي مرعي حمزة
نشرت فى 5 أغسطس 2012
بواسطة MadonaAskar
مادونا عسكر
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
69,170
ساحة النقاش