نماذج من الاتصال البصري بين المعلم والمتعلم
وهو أسلوب يستخدمه المعلم ليبقي الطلاب تحت سيطرته، من خلال متابعته بنظره، فيوزع نظره على عموم الطلاب، حتى يعتقد كل طالب أنه المعنى بالكلام، فيلاحظ الغافل فينبهه، والمتلاعب فيزجره.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ (ص) يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتَ يَا فُلانُ؟ قَالَ: لا قَالَ: قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، رواه البخاري / 878.
والمعلوم أن منبر النبي (ص)كان يعلو ثلاث درجات، مما يتيح له التواصل البصري، وتوجيه النبي (ص) للرجل دليل واضح على ذلك.
استخدام تعابير الوجه
وهو أسلوب بعض المتعلمين، فإن هناك من تؤثر فيه النظرة الحادة، ومنهم من تؤثر فيه الابتسامة، والبشاشة أكثر من قولك له، أحسنت، فيعامل كل بحسبه.
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِذَا أَمَرَهُمْ، أَمَرَهُمْ، مِنْ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ، قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا. رواه البخاري / 19.
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ اللُّقَطَةِ فَقَالَ: (( اعْرِفْ وِكَاءَهَا، أَوْ قَالَ: وِعَاءَهَا وَعِفَاصَهَا ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً، ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ))، قَالَ: فَضَالَّةُ الإِبِلِ؟ فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ أَوْ قَالَ: احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: (( وَمَا لَكَ وَلَهَا مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا تَرِدُ الْمَاءَ وَتَرْعَى الشَّجَرَ فَذَرْهَا حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا)) قَالَ فَضَالَّةُ الْغَنَمِ ؟ قَالَ لَكَ، أَوْ لأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ، . البخاري / 89.
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ (ص) وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ، وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، وَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَطَعْنَاهُ، فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ. رواه مسلم / 3937.
وعَنْ جَرِيرٍ قَالَ مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ (ص) مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إِلا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي، وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ إِنِّي لا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا. رواه البخاري، 2809. (1)
الاتصال السمعي بين المعلم والمتعلم
1- طريقة السرد ( الشرح)
وهي طريقة متوسطة السرعة، يفصل فيها بين الكلمات، فلا تداخل بينها، لكي لا تشكل على المتعلم.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ (ص) كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا، لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لأَحْصَاهُ، وَقَالَ: اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ أَلا يُعْجِبُكَ أَبُو فُلانٍ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) يُسْمِعُنِي ذَلِكَ، وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ. البخاري / 3303.
2- عدم قطع السرد ( الشرح)
وهو أسلوب يستخدم عندما يسأل المتعلم عن شيء غامض، فيكره المعلم مقاطعة أفكار السامعين، حتى إذا ما قضى حديثه أجابه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ (ص) فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ، فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ (ص) يُحَدِّثُ، فَقَالَ: بَعْضُ الْقَوْمِ سَمِعَ مَا، قَالَ: فَكَرِهَ مَا، قَالَ: وَقَالَ: بَعْضُهُمْ بَلْ لَمْ يَسْمَعْ حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ، قَالَ: أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ، قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِذَا ضُيِّعَتْ الأَمَانَةُ، فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا، قَالَ: إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ. رواه البخاري / 57.
من كتاب مهارات تدريس القرآن الكريم للشيخ / جمال القرش
ساحة النقاش