د . محمد ناصر
إلى أين يا جنازة الموت .
************
-1-
الليلُ يبذر النهارَ
يكوّم الأديمَ . يستكنُّ في الأجنّة المسجَّرة
يكفّنُ الظلامَ في الجماجم المبعثرَة
يصفّد السكونَ , يحتسي الجنونْ
ويهرسُ الأنينَ في السواتر المعطلَّة
كأنما القيامةُ المؤجَّلة
ترجّلت عن صهوات خيلها المحجّله
تسابق المقاوم على مسارب المنونْ
تمارسُ الطقوسَ في بحيرة النجيعْ
من ظمأ الطين , وشهوة اللهَبْ
***
-2-
من كوّة الأبد !
رأيتُ (حمزةَ ) الشهيدَ في " صفد"
وساحل " العريش " , في مفازة " النقب "
يحومُ في الأزقَّة المندثرة
يبحث عن سلالة العربْ
... لكنه من رحلة الضياع والتعبْ
يعود " للأرض المقدسة "مع الصحابة المكبرة
والعشرةِ المُبَشَّرهْ
يسلُّ سيفَ الله , يسحنُ العناكبَ المجندلة
يركلُ نعشَ الصهيوني ,
من سباسب " الشيبْ ",
بين شعاب الملح والمعابر المعَّفرة
لموسم الحيتان والكواسر المنتظرة
***
(3)
الموتُ ... حالتانِِِ في الحياةْ
واحدةٌ ترقبُ دورةَ الدقائقِ المكرّرةْ
لا لونَ في عيونها المنطفئةْ
لا روح في عروقها المحتضرةْ
تُراحُ بين مولد ,
وانتفاضةِ المماتْ
والساعةِ المنكفئةْ
... وحالةٌ من الردى في اللحظة المسَّمرةْ
والدهشة المختصرَةْ
تسفح نكهةَ الحياةِ ... مرتينْ !!
**********
ساحة النقاش