... أولاً فلسطين وثانياً أي شيء بقلم:د . محمد ناصر
... أولاً فلسطين وثانياً أي شيء
الحاجة إلى فلسطينيين . هذه هي الحاجة الأولى فنحن لن نكون عرباً ولا أي شيء آخر قبل أن نكون فلسطينيين.
حتى ولا مسلمين ولا مسيحيين، أليس حب الوطن من الإيمان ؟ وهل يتجزأ الإيمان !؟
من أجل ذلك ينبغي أن يكون لفلسطين والفلسطينيين قرص كبير في كل عرس، مهما كان لون العرس ومهما كانت غايته وهدفه، وعندما يبطل هذا القرص تبطل فلسطين ويبطل الفلسطينيون.
ليس لأن فلسطين أرض مقدسة ولا أسمى من الغير وأحلى وأجمل، كلا. إنما الذي ينسى بلده سوف لن يذكره أحد، ولو كان أقرب جار أو أصدق صديق !
فلنكن فلسطينيين أولاً، أكنا ما كنا أو ما يمكن أن نكون بعد، مهما نكن، منفتحين أو منغلقين، انكماشيين أو انغلاقيين أو متوسطين، أو إرهابيين، منتفضين أو مستسلمين... فليس في هذه المواقف شيء من الحقيقة دون فلسطين وأرض فلسطين !
لنكن فلسطينيين أولاً، ولنكن بعد ذلك أي شيء، فليس يخاف على أرض فلسطين من تعدد الأشياء التي تأتي بعدها ، لا يهم بعد ذلك أكانت هذه الأشياء دولة أم دويلة متصلة الأرض أم متقطعة الأوصال منفصلة المدن والبلدات أم متحدة ومتعاونة تعاوناً وثيقاً ، إنما الذي يهم هو أن تصدر هذه الأشياء عن قاعدة سليمة ، عن نية صالحة ، عن قصد فلسطيني شريف .
ليس ينقذ الشعب الفلسطيني غير هذا الشعور أو غير هذه الحقيقية ، وليس ما يجعله مطمئناً إلى حاضره وغده أكثر من اطمئنانه إلى فلسطينية أبنائه قبل كل شيء . هذه الفلسطينية التي تحتضن في ذاتها كل تنوع في الرأي أو تعدد المواقف والاتجاهات وحتى العقيدة وتجعل الفلسطينيين مطمئنين إلى أنهم لن يقفوا أمام مشاكلهم الداخلية والخارجية موقف العاجز أمام المستحيل.
وليس ما يخلص أبناء هذا الشعب أكثر من فلسطينيتهم فهي التي تجعلهم في وحدة عميقة أساسية لا يمكن أن تتم بدونها أية وحدة أخرى ، وهي التي تجعلهم يقبلون تبين المواقف ، مهما كانت ، بروح مفكرة واعية . وهي التي تخلق في كيانهم الرغبة في الدفاع ضد الضغط الخارجي وترسم لهم الطريق إلى المستقبل ، وتجعلهم يطمئنون ، البعض إلى الآخر ، ويثقون بدورهم ومركزهم ، وقضيتهم العادلة وطبيعة وتعدد مسار نضالهم نحو الاستقلال وتحرير الأرض .
فإلى الذين حملوا السلاح وما زالوا يحملونه، وإلى الذين اعتبروا أن الثورة والانتفاضة فضيلة ، وإلى الذين اعتبروهما خطيئة ، ينبغي القول أن الخطيئة الكبرى هي مجرد التفكير بأنهم ليس من أجل فلسطين والاستقلال والتحرر الكامل ، كوحدة متماسكة ، حملوا السلاح أو لم يحملوه ، ناضلوا بشتى الوسائل أن لم يناضلوا .
فالذي يسقط ، لن يرفعه أحد إلا نفسه .
نشرت فى 14 مايو 2012
بواسطة MOMNASSER
د .محمد ناصر.
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
379,572
ساحة النقاش