جريدة القبس الكويتية في ملحق عددها رقم 6495، بتاريخ 7/6/1990م، تحت عنوان (قضايا القبس) : من أنها حصلت على معلومات من باريس تقول: "إن هناك إسرائيليين شرقيين يُتقنون اللغة العربية كأبنائها، كُلّفوا من قِبل الموساد بتشكيل مجموعات تزعم أنها أصولية، هدفها زعزعة البنى العقائدية والاجتماعية في الشرق الأوسط، خاصة وأن الأصولية الآن تبدوا كأنها الصرخة العقائدية الأخيرة في المنطقة، فلماذا لا يدخل اليهود في هذه الصرخة؟!". 

وتتابع القبس القول: (والمعلومات التي وردت تدق ناقوس الخطر.. فهناك يهود في بلدان غربية يدعون الانتماء إلى دول إسلامية أو عربية، لا بل يحملون جوازات سفر (صادرة) عن هذه الدول، يقومون الآن بتشكيل مجموعات إسلامية، إما في الجامعات، أو في المصانع، أو في أي مكان آخر تتمركز فيه جالية إسلامية.. وهذه المجموعات المبرمجة تصل إليها الإمدادات المالية..). 

وتقول المعلومات -والكلام ما يزال للقبس- : (إن الموساد استطاعت وخلال عقود من العمل في أوربا الغربية بشكل خاص، تجنيد مئات الأشخاص العرب للعمل لحسابها، وقد أعطيت التعليمات للعديد من هؤلاء لإطلاق لحاهم، ولمتابعة دورات في التثقيف الديني ليكونوا بمثابة القنابل البشرية التي يمكن أن تستخدم في الوقت المناسب. أي أننا أمام نوع جديد من القنابل التي تتمسح برداء الدين..).. 

ولعل قدرة اليهود في إقناع العالم لإسقاط نوع الديانة من جوازات السفر، والوثائق المدنية عامة، مكن لهم المرور إلى معظم المواقع، تحت جنسيات شتى.. ورغم خطورة هذه المعلومات التي أوردتها جريدة القبس، وحساسيتها، وما يمكن أن تبثه من الشكوك والريب حول بعض العاملين في الحقل الإسلامي ، وبعض قياداته أيضاً، إلا أنه لا بد من الإتيان على ذكرها للحذر، والتحذير، ذلك أن الكثير من الانفجارات المسماة بالإسلامية، والمواجهات الهستيرية، تجعل الإنسان المسلم يقبل مجرد طرح مثل هذه القضية للحذر والتحذير، وللتأكيد من جديد على أهمية الانضباط بالمعيار الإسلامي، واليقظة الدائمة، وعدم الغفلة التي تمكن من تسلل بعض العناصر والأموال المشبوهة، كما تدعو إلى اعتماد وسائل أكثر تقدماً للمراقبة والحذر. 

وقد لا يكون ذلك التسلل أمراً مستغرباً، بل المستغرب الغفلة عنه، التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم، بعيداً عن الرؤية القرآنية الخالدة، التي لم تكتف برصد تحركات يهود، وكشف أساليبهم تاريخياً، تلك الأساليب التي لم تتوقف في عهد النبوة، على الرغم من أن الوحي كان يعري هذه المواقف ويفضح تلك المؤامرات، ومع ذلك كان يحصل الاختراق، ويسقط بعض المسلمين في حبائلهم، إلى درجة القول: (إن لنا فيهم ولاية )، وذلك عندما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعاقبهم على خياناتهم.. 

ولو لا أن هذه القولة: (إن لنا فيهم ولاية) قائمة في كل زمان، والاختراق محتمل في كل عصر، لما كان هناك أي معنى لخلود قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض… )(المائدة:51)، الذي جُعل قرآناً يُتلى على الزمن، وعلى الرغم من أنه لا علاقة للنصارى مباشرة بسبب النزول، لكن جاء النص لتحديد جهة الولاء الوحيدة بالنسبة للمسلم، واستمرار حالة الحذر الدائم.. والعبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب، كما يقول علماء الأصول، وكما تقتضي صفة الخلود. 

وعلينا أن لا ننسى اهتمام اليهود بمنابر الإعلام أو بالقضية الإعلامية، وإدراك أثرها في تشكيل الإنسان، وصناعة قناعاته، وتضليله الثقافي والسياسي، ليس بأقل شأناً من غيرها من القضايا الفاعلة، والمواقع المؤثرة، إن لم يكن أعظمها.. وحسبنا أن نعلم: أن العالم اليوم يعيش مرحلة الدولة الإعلامية الواحدة، التي ألغت الحدود، وأزالت السدود، واختزلت مسافات الزمان والمكان.. وأن لدى يهود 244 صحيفة أو يزيد، في الولايات المتحدة، منها 158 دورية.. وثلاثين دورية في كندا.. و118 صحيفة في أمريكا اللاتينية .. و 348 دورية ومجلة في أوروبا.. وأن كبار أصحاب الصحف ورجال الأعمال في مجال الصحافة والإعلام في العالم، من اليهود.. ولا بد أن نذكّر بالجهود الكبرى التي بذلوها لشراء صحف ومحطات إذاعة وتلفزيون في أوروبا الشرقية بعد السقوط الشيوعي، في محاولة لاستغلال مناخ الانفتاح السياسي والاقتصادي، وركون الموجة، واستثمار رؤوس الأموال، بهدف التأثير على سياسة وتوجهات الإعلام، وخلق آراء وقناعات محددة في تلك البلدان! 

هذا وإذا تجاوزنا إلى دور اليهود في وكالات الأنباء العالمية، التي تنتقي الخبر، وتصوغه ، وتبثه، ليشكل المادة الإعلامية المسموعة، رأينا العجب العجاب. 

ولعل إدراك اليهود، المبكر لخطورة فن السينما، وصناعتها، والوصول إلى المواقع المؤثرة في الإخراج، والإنتاج، والتمثيل، منحهم قدرات هائلة على احتلال وقت، وعقل، ومشاعر الناس، وصياغة وجدانهم، على مستوى العالم، انطلاقاً من هوليود، المركز العالمي للسينما، عدا عن الإنتاج الخاص، حيث تُنتج إسرائيل سنوياً من 160-170 فيلماً روائياً وتسجيلياً قصيراً، كما يوجد فيها 360 داراً للعرض. 

لقد استطاع الإعلام الصهيوني عامة، وفن السينما خاصة، تحويل الضحية إلى قاتل، والقاتل إلى ضحية، ذلك أن السينما تُعتبر إلى حد بعيد، المدخل الثقافي والفني للجماهير، حتى أن بعضهم يرى أن عشرة سينمائيين مهرة، يعادل تأثيرهم مليون كتاب.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 280 مشاهدة
نشرت فى 14 مايو 2012 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

379,585