جمالالمرأة موضوع يحتمل الكثير من الجدل والنقاش كما أنه أمر نسبي مركب ومعقد في جميععناصره, لأن الحكم على جمال أي امرأة لا يعتمد فقط على صورتها الخارجية كما هوالحال في اللوحات الفنية, فالرؤية المتعمقة والثاقبة التي تتجاوز الشكل الخارجي, هيأيضاً ذات تأثير كبير في الحكم على الجمال.

لهذا يجب تجاوز النظرة الفطريةالتي يستحوذ عليها الملامح والجسد فقط, لتدخل عناصر أخرى لها نفس التأثير علىالجمال ولكن بصورة مختلفة, مثل السلوك, والشخصية, والثقافة, والتعليم, وطبيعةالروح.

فالجمال ليس جمال الوجه أو الجسد أي المظهر الخارجي, علماً أنالجمال الخارجي مطلوب ولكن لا يمكن الاعتماد عليه فقط, وإنما للجمال نواحي عديدةأخرى تكمن في حلاوة الروح والسلوك, فهذه عوامل مؤثرة وفعالة جداً في نطاق الجمالالمتكامل.

إذاً أين يكمن جمال المرأة في شكلها أو مضمونها ؟

عليناأن نذكر أولاً أنه عندما يجتمع جمال الصورة مع جمال الروح والسلوك فيمكننا القولبأن معادلة الجمال تكون قد وصلت إلى أعلى درجاتها, ولكن يجب أن لا ننسى أيضاً أنالنظر إلى الجمال لن يستغرق عدة دقائق, ولكن الصفات الإنسانية هي التي تبقى وتعطيانطباعاً طويل الأمد.

وحتى تكون المرأة جميلة بحق يجب أن تعتبر نفسهاإنساناً له فكر, ووجود, وكيان, وليست جسداً فقط, أي أن تهتم بروح الإنسان التي تمكثبداخلها وتعمل على تنمية قدرات هذه الروح ثقافياً وفكرياً ووجدانياً, مع اكتشافنقاط الضعف في شخصيتها لكي تعالجها وتسارع في إصلاح هذه العيوب, وألا تتعامل مع منحولها بجفاء أو تعال أو غرور, وأخيراً يجب أن تهتم بجمالها الخارجي وتعتني به وتبحثعن العوامل التي تبرز هذا الجمال, ليكون الشكل الخارجي هو الإطار الذي يعكس مابداخله.

و ننصح كل امرأة ترغب بأن تكون جميلة في نظرها ونظر من حولها, أنتركز على الإنسان بداخلها قبل أي شيء لكي تتمتع بالجاذبية وحسن السلوك, وذلك معالاهتمام بتنمية ثقافتها ومداركها, كما يجب أن لا تهمل نواحي الجمال الخارجي لديهاوأن تعمل على إبرازها والمحافظة عليها.