تلخيص - كتاب معركة الكرامة -


كتاب معركة الكرامة
للمؤلف : اللواء/ محمود الناطور ( ابو الطيب )
تمهيد 
يحتفل الشعب الفلسطيني في الحادي والعشرين من آذار عام 1968م بذكرى معركة الكرامة الخالدة،التي أولاها الرئيس الراحل والقائد الفذ المجاهد ياسر عرفات جل اهتمامه من أجل بعث التراث العسكري الفلسطيني، وتاريخ الثورة الفلسطينية التي قادتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" بقوات العاصفة...
فمنذ عام الانطلاقة 1965م والمجاهد أبو عمار كان لا يألو جهداً في العمل على إبراز شخصيتنا التاريخية وأصالة حركتنا الرائدة "فتح"، ماضيها وحاضرها ومستقبلها... لكتابة تاريخ الثورة الفلسطينية.. فرفع بذلك ركنا من أهم الأركان في بنيان تاريخ حركتنا "فتح" ومجدها العسكري "قوات العاصفة"... ليبقى شعبنا الفلسطيني وفياً لمبادئ الثورة الفلسطينية التي أطلقتها "فتح" الخالدة في عام 1965م ويبقى رجالها أوفياء لشعبنا الذي صانها... وللمجاهدين الذين استشهدوا في سبيلها من أجل أن تحيا فلسطين في دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
في هذا الإنجاز قمنا بدراسة وتجميع بعضاً مما كُتب عن معركة الكرامة ومقابلات وآراء ممن كان لهم شرف الاشتراك في هذه المعركة الخالدة... وعايش ظروفها... وحرصنا أن يشتمل هذا الإنجاز على مقالات وتصريحات حول معركة الكرامة وتعليقات بعض الكتّاب والصحف العربية والأجنبية... 
وقد اشتمل هذا العمل على بعض الخرائط، وصوراً للشهداء، وصور لآثار معركة الكرامة.
إلا أن كل ما كُتب عن المعركة مجرد شهادات سواء ما كُتب عن ألسنه الذين شاهدوا المعركة أو مَن خاضوا غمارها... ولم يكن هدف هذه الشهادات إثبات الجانب الإحداثي العسكري، وسنحاول هنا استخلاص هذا الجانب من خلال التحليل والمقارنة ببعض الجانب الاحداثي العسكري. *
إن دراسة معارك التحرير وإعادة توثيقها فيها عِبر ودروس، ومعركة الكرامة واحدة من معارك عديدة خاضتها أمتنا العربية.
وما زالت أصداء معركة الكرامة الخالدة تؤكد أن تلاحم الأمة العربية ووحدتها هو الطريق للنصر، ولذلك فإنها تستحق منا وقفة اعتزاز وافتخار لكي نضعها بين أيدي أبنائنا الباحثين والدارسين والمهتمين، لأنها فتحت صفحة جديدة في الصمود والتصدي، وحققت نجاحاً باهراً في إنهاء أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر خاصة وأنها جاءت بعد نحو عشرة أشهر على عدوان الخامس من حزيران عام 1967م، وقد جاءت في وقت كانت فيه الأمة العربية بحاجة إلى بارقة أمل ترفع عنها غبار القنوط واليأس الذي اكتنف الشعور العام للأمة العربية بعد نكسة عام 1967م.
لقد كان يوم الحادي والعشرين من آذار 1968م يوم الكرامة يوماً مشهوداً في تاريخ المعارك التي خاضتها أمتنا العربية في اليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت، لذلك فإن الهدف من هذه الدراسة هو أن نضع أمام شبابنا الصاعد المتوثب إلى المجد نماذج فريدة من المعارك البطولية التي قادها أبطال أفذاذ عرفوا بمتانة العزم والتضحية لكي يستمدوا منها القوة لبناء مستقبلنا الذي نتطلع إليه في بناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
معركة الكرامة هي معركة الرجولة والتضحية التي خلّصت الأمة العربية من إرهاصات الهزيمة ونقلتها من جو النكسة إلى جو الانطلاق والأمل وأعادت سجل حطين واليرموك وشكّلت منعطفاً جديداً بانطلاقة جديدة نحو التحرير والعودة.
كانت معركة الكرامة امتداداً للمعارك الخالدة التي شهدتها بطاح فلسطين وسهولها في اجنادين وحطين ووهاد الأردن وسوريا في اليرموك ولاحقاً شهدتها بيروت الخالدة عام 1982م.
لقد كانت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العرب المعاصر استطاع الفدائيون الفلسطينيون مع إخوانهم في الجيش الأردني أن يثبتوا للعالم أن أمتنا العربية والإسلامية قادرة على إحراز النصر.
التقت تضحيات الشهداء في الكرامة ببطولات صلاح الدين الأيوبي في حطين عام583 هـ/1187م والظاهر بيبرس في عين جالوت عام 658هـ / 1260م وصولاً لتضحيات شهداء شعبنا على أرض فلسطين.
كان يوم الكرامة يوماً من أيام الله تجلّت فيه مواقف التضحية والفداء في أسمى معانيها وسجَّل أبطالنا هناك صفحات مشرقة من أمجاد التاريخ.
لقد كان الفدائي وأخوه الجندي الأردني في الكرامة هو ذلك المقاتل الشجاع والذي كان امتداداً لتاريخ فجر الإسلام، وإلى اليوم يمتلئ صدره بالإيمان وتزخر نفسه بالقيم السامية، إن فدائيي الكرامة هم أحفاد أولئك المقاتلين في اليرموك وحطين وعين جالوت الذين يتمنون الشهادة في سبيل الله ويطلبون في ساحات الوغى إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة في سبيل الله.
ومن السمات المميزة للمعارك سالفة الذكر:
1- تفوق العدو عدداً وعدة، واستهتاره بالقوة العربية وثقته بالنصر.
2- التضحية والصمود والقيادة الواعية تحدث انقلاباً لموازين القوى لصالح العرب.
3- كل نصر في المعارك الآنفة الذكر كان يشكل بداية لمرحلة جديدة.
وإذ قلنا بنظرية تماثل أحداث التاريخ فإن ما حدث في اليرموك وحطين وعين جالوت وغيرها تكرر مرة أخرى في معركة الكرامة فقد صمد المقاتون صمود أشبه بالمعجزة.. وسطرت " فتح" بقواتها " العاصفة"، ومع أشاوس الجيش الأردني في تلك المعركة ملحمة بطولية، وشرب العدو في المعركة كأس الهزيمة وظل خمس عشرة ساعة يتعرض لأقسى الهجمات وأعنفها، كانت ساعات أذلّت كبرياء العدو وغطرسته، فاندحر بقواته من حيث أتى.
حقاً كانت معركة الكرامة يوماً خالداً من أيام العرب صنعته البطولة والصمود ودماء الشهداء الأبطال... الشهداء الذين صمموا على النصر، دماء الشهداء أبو شريف... وربحي... ورؤوف... والفسفوري... وأبو أمية وغيرهم من الشهداء الذين نسجوا ملحمة الكرامة وقادة أحياء ما زالوا يسطرون الملاحم لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن معركة الكرامة بكل ما فيها من معاني التضحية والفداء، تظل بداية لمرحلة شاقة وطويلة قطعها شعبنا بقيادته التاريخية بكل جلد وصبر، وقدم شعبنا آلاف الشهداء منذ الانطلاقة وحتى يومنا هذا.
لقد شكلت معركة الكرامة بداية الانتصار ضد العدوان والظلم والغطرسة الصهيونية، وأعطت المثل الأكمل على أن إرادة المقاومة والقتال هي القادرة على الانجاز وتحقيق الأهداف ومهما كانت هذه القوة محدودة القدرة والامكانيات إلا أنها قادرة على تحقيق النصر، وهنا نلاحظ أنه منذ معركة الكرامة وحتى يومنا هذا.. لم يكن إلا الانتصار، والانتصار دائماً...
محمود الناطور 
أبو الطيب


* أثناء إعدادنا لهذا الكتاب واجهتنا مشكلة تثبيت أرقام الخسائر وأعداد الشهداء والقتلى لكل الأطراف، وتناقضت هذه الأرقام واختلفت بين رواية وأخرى، ولم يكن من الممكن التثبت منها، لأن كل طرف له أهداف خاصة من تقديم أو توثيق الأرقام الصحيحة، وخاصة العدو الذي لا يعترف بخسائره بشكل صحيح، حتى لا تترك آثاراً سلبية على جمهوره أو رفعاً لمعنويات مقاتلينا . ولذلك نترك الأرقام دون تدخل، ونترك للقارىء التقدير الصحيح حتى لا ندخل في التناقض المقصود أو غير المقصود.


المؤلف : اللواء/ محمود الناطور (ابو الطيب)
إهـداء الى الحاجة أم يوسف يشرفني أن أهدي كتاب الكرامة إلى المرأة الفلسطينية في الوطن والشتات، نظراً لما قدمته من تضحيات في سبيل فلسطين، فمن حقها علينا أن نعترف بكل ما بذلته من جهد وعطاء لا حدود لهما في دعم قضية الشعب الفلسطيني، فهي الأم المناضلة التي قدمت الشهداء، وأسهمت في العمل الاجتماعي والسياسي. ولا بد لنا في هذا المقام من الإشارة إلى بعض النساء اللواتي لعبن دوراً بارزاً في دعم الثورة الفلسطينية، وأول ما يتبادر إلى ذهننا في هذا المجال المرحومة نعمة محمد شحادة (أم يوسف) التي عرفت باسم أم الفدائيين*، والتي يعرفها كل من عاش بالكرامة وخاض معركتها، وكانت أم يوسف تعتبر نفسها اُمّاً لجميع الفدائيين، وقد حولت منزلها في الكرامة إلى عيادة لإسعاف الجرحى والمصابين. الأم.. الجدة من الذاكرة الفلسطينية إلى الرمز النضالي أي مخزون من هذا العطاء والحب تحمله الأم الفلسطينية، تنتظر عودة ولدها حياً.. أم جثماناً.. تزغرد في الشهادة والعرس معاً.. وتمزج بين الألم والفرح.. وتفاخر ليس بالممتلكات أو الانجازات.. بل بالشهادة التي تميزها عن النساء الأخريات.. أية أم هذه .. أية أخت.. زوجة أم جدة.. وهي تملأ جدران البيت بصور الحبيب الغائب أو الشهيد أو الأسير مَن الذي يستطيع أن يترجم لنا هذا الكم الهائل من العاطفة المخزونة تحت جفون أمهاتنا.. وأخواتنا.. وبناتنا.. وجداتنا.. هذا الحزن الذي حوّل جفونهن إلى لون من ألوان الغضب.. كل هذا فداك يا أرض المقدسات.. يا أرض الرباط.. يا أرض القدس.. يا أرض الإسراء والمعراج.. يا أرض المسيح.. يا أرض الله.. يا أرض الشهداء.. أية أم في هذا الكون.. غير الأم الفلسطينية.. التي توزع الحلوى رغم هذا الدفق الهائل من الحزن.. في يوم استشهاد ولدها... أية أم في "أرض الله" تزغرد في عرس الاستشهاد إلا الأم والأخت والجدة الفلسطينية.. أي بيت من بيوت هذه الأمة يستقبل المباركين إلا بيت الشهيد... لك الله.. لك المجد.. لك كل أكاليل الغار.. يا أم كل الشهداء.. يا أمنا.. يا أم فلسطين.. لك الله أيتها الجدة والأم والأخت والابنة.. عندما يأتي العيد وأنت على مقبرة الشهداء.. تنظفي محيط القبر.. وترشي المياه وتتحسسي جوانبه كأنه جزء من جسد الشهيد. إن دور المرأة الفلسطينية في الحياة اليومية بكل أبعادها هي مثالية الانتماء والولاء.. والحب والجهد في البيت وفي الحقل، وهي التي ارتقت بحياتها وطموحها إلى جانب كل ذلك لتصبح المهندسة.. والطبيبة والممرضة.. والعاملة.. والمزارعة.. والمقاتلة.. وكل المهن التي كان رجل الشرق يحتكرها.. ويقول جان جنييه الأديب الفرنسي الكبير.. "في كل ثورة، المرأة هي دائماً العنصر الأكثر جذرية، وفي الثورة الفلسطينية يبدو ذلك في غاية الوضوح".. "إن المرأة أكثر ارتباطا بكل ما هو حسي وملموس، وهي تجد في عدم التوازن الذي لق الثورة، توازنا وجودياً أعمق، لهذا أقول إنها أكثر ثورية من الرجل".. أما الكاتب الإسرائيلي غروسمان في تحقيق صحفي عن المرأة الفلسطينية... قال " هنا يمكن أن تسمع أقسى الكلام من النساء.. فالرجال يخافون أكثر من الاعتقال والمضايقة.. النساء تسير في مقدمة المظاهرات... وهن اللواتي يصرخن وينفثن غضبهن أمام كاميرات التلفزيون.. نساء خمروايات ذوات ملامح جادة جبلن بالألم والمعاناة(1). وتعد المرأة الفلسطينية من اوائل النساء اللاتي شكلن جمعيات نسائية على الصعيد العربي، وكان لها نشاط بارز ضد الانتداب البريطاني ففي عام 1929م تجلى في كتابة المذكرات وإعداد العرائض ونشر الاعلانات الاحتجاجية في الصحف التي حملت توقيعهن وفي تنظيم المظاهرات فضلاً عن ذلك عقد أول مؤتمر نسائي في 26/10/1929م في القدس واشتركت فيه أكثر من ثلاثمائة سيدة فلسطينية من بينهن متيل مغنم وطرب عبد الهادي(1). وفي عام 1935م أسهمت المرأة الفلسطينية في القتال وفي جمع السلاح ونقله إلى الثوار، وقامت بجمع التبرعات وتوزيعها على عائلات المجاهدين، كما سعت إلى توفير المؤن، والماء، والملابس للثوار في مختلف المناطق*. وعقب قيام منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 شاركت المرأة في مؤسساتها وأجهزتها وتمثلت في المجلس الوطني الفلسطيني منذ دورته الأولى، وفي جميع دوراته المتتالية، وضم المجلس المركزي ممثلة عن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية. وشهد وضع المرأة تحولاً سياسياً بعد عام 1965م، والتحقت في التنظيمات الفلسطينية، واعتبرت دعامة أساسية لها وأسهم عملها السياسي في إحداث نقلة نوعية في حياة المرأة الفلسطينية التي خرجت من دائرة الجمود إلى دائرة العمل الاجتماعي والسياسي والعسكري، وقد دخلت المرأة المعتقلات وعذبت، وتعرضت لشتى أساليب العذاب وإرتقت شهيدة. ونجحت المرأة في ذلك مستفيدة من تجربتها الرائدة المتراكمة، رغم الثمن الباهظ الذي دفعته ومازالت كونها كانت أثناء قيامها بدورها الوطني مسؤولة عن واجب آخر... البيت وتربية الأولاد وخدمة الزوج. ابدعت في الصفاء لفلسطين الأرض حينما رشحت حبات عرقها على التراب الطاهر وهي تفلح الأرض مع الرجل، وفي كثير من الأحيان لوحدها عندما كان يتعرض زوجها أو ابنها للاستشهاد أو الاعتقال، حيث لم تدع الأرض تبور أو يجف ترابها،كما أنها أبدعت في عطائها للرجل الفلسطيني عندما كان لا يجد المال الكافي ليحقق حلمه في شراء البندقية للدفاع عن أرضه وعرضه وسرعان ما يجد المرأة وهي تقدم مجوهراتها وحليها مقابل الحصول على البندقية، وذهبت في نضالها إلى أبعد من ذلك حينما كانت تحمل البندقية وتواجه عمليات الاستيلاء على الأراضي أو تخريبها من قبل المستوطنين الصهاينة منذ بداية الغزو الصهيوني لفلسطين. وعلى الرغم مما حلَّ بقضية فلسطين، ورغم اتساع حلقة التآمر على شعبنا، فقد ازدادت إصراراً على مواصلة نضالها فبعد عام 1967م انخرطت فعلياً في العمل المسلح، وشاركت في المجموعات الفدائية البطولية، وساعدت في نقل الأسلحة والمتفجرات وتخزينها ونفذت العديد من العمليات النوعية ضد مواقع العدو الصهيوني، وبرزت الفدائية الفلسطينية: فاطمة برناوي دلال المغربي أول أسيرة من حركة "فتح".* أول شهيدة من حركة "فتح"** وهناك الكثيرات من المناضلات اللاتي صنعن بصمودهن خلف قضبان الاعتقال أروع صور البطولة والفداء. وهنا نتقدم بالتحية والعرفان والتقدير الممزوج بالفخر والاعتزاز لكل شهيدات شعبنا اللاتي سطّرن بدمائهن أروع ملاحم الفداء لهذا الوطن. وإذا كنا لم نتمكن من ذكر كل الأسماء فإننا لن ننسى ذكراهن في تاريخ نضال شعبنا الطويل والمستمر، فليتمجد هذا الدم وإلى الأبد. وفي الوقت نفسه نقف تقديراً واعتزازاً وتحية إلى أخواتنا المناضلات في سجون الاحتلال واللائي قدمنَّ أعظم عطاء فداء لهذا الوطن. وتتميز المرأة الفلسطينية عن غيرها في العالم العربي بدورها النضالي فهي الجدة والأم والأخت والابنة التي تنتظر هذا الفدائي أن يعود إليها منتصراً وهي التي ترعى بيته وأولاده، وهي التي تسهم في نقل السلاح من قاعدة إلى أخرى، وهي التي تدفع مهرها، ذهبها، جواهرها ليشتري قطعة سلاح عندما كان يعز ألسلاح. وهي التي انخرطت في التدريب العسكري والطبي والتوجيهي والإعلامي في صفوف الثورة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع الرجل؛ ولهذا برزت أسماء فدائيات مناضلات فلسطينيات، وما زالت هذه الأسماء تقرع آذاننا تذكرنا بدور المرأة المجيد. والمرأة الفلسطينية التي تميزت عن المرأة العربية بهذا الكم الهائل من المعاناة والحزن والقهر الناجم عن ضياع الوطن والتهجير والتشرد، إضافة إلى مراعاة القوانين الاجتماعية المجحفة، أثبتت عمق وعيها من خلال ارتباطها الوثيق بقضيتها الوطنية، ومارست بنفسها كافة أشكال النضال التي مارسها رجال الثورة، واسهمت في عضوية كافة اللجان الشعبية والوطنية. وفي سنين الاحتلال أصبحت المرأة عاملاً منتجاً، وخاصة بعد مضاعفة الأزمة الاقتصادية، وزيادة الغلاء، وقلة فرص العمل والاضطهاد السياسي والعسكري للشباب الذين دفعهم ذلك إلى الهجرة خوفاً من الاعتقال أو السجن أو البطالة وقلة العمل، مما اضطر المرأة لتحل مكان الرجل في العمل في قطاعات مختلفة.ونظراً لاندماج المرأة في العمل الوطني، واجهت أشكال التعسف والاعتقال والاضطهاد من قبل سلطات الاحتلال، وحتى عام 1981م كان مجموع مَن دخل المعتقلات من النساء ثلاثة آلاف امرأة. 


وشاركت المرأة في الاعتصامات، ورفع المذكرات، وإرسال البرقيات الاجتماعية، والمشاركة في الإضرابات والمظاهرات بالإضافة إلى بعض الأعمال العسكرية.وسعت إلى تشكيل اللجان الاجتماعية والسياسية، ففي عام 1978م تشكل "اتحاد ولجان العمل النسائي في المناطق المحتلة" وفي عام 1981م تأسس "اتحاد ولجان المرأة العاملة الفلسطينية" و "اتحاد لجان المرأة الفلسطينية" و "اتحاد لجان المرأة الشعبية". وفي يونيو/حزيران 1982م تم الإعلان عن تشكيل "اتحاد ولجان المرأة للعمل الاجتماعي" واتسعت القاعدة الاجتماعية لهذه التنظيمات الأربعة حتى غدت تضم زهاء ثمانية آلاف امرأة، بينما لم تكن عضوية المؤسسات الخيرية تتعدى المائتين وعشرين عضواً فقط(1). من ناحية أخرى، لم يقتصر خروج المرأة والمشاركة في الثورة على فئة أو سن دون غيره، بل شمل الطبيبات والعاملات والطالبات والفلاحات والأكاديميات وربات البيوت اللائي انخرطن بروح موحدة في الثورة ونظمت الكثير من الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات. واستمرت المرأة الفلسطينية بعزيمتها القوية تتابع مسيرتها النضالية عبر جميع اشكال العمل الوطني وهي تدق أبواب الحرية والاستقلال وتمارس دورها في كل موقع، فقد ناضلت كأم تربي أطفالها على التحدي والنضال واخترقت بقوة إرادتها معظم الأطر الطلابية والنسائية لتمثل فلسطين في اتحاد المرأة الفلسطينية على صعيد الخارج وشاركت في النشاط السياسي والعمل الجماهيري الوطني داخل فلسطين المحتلة وخارجها، واستطاعت المناضلات الفلسطينيات تكوين الأطر النسائية في جميع المواقع حتى أصبح دور هذه الأطر يشغل حيزاً كبيراً من احتياجات جماهير شعبنا الفلسطيني في المخيم والقرية والمدينة، وبرز اتحاد المرأة للعمل الاجتماعي وشارك عبر تفاعله وعطائه اليومي في إيجاد البنية التحتية للانتفاضة الباسلة(1). لا يمكنني تعداد الأعمال التي تقوم بها المرأة الفلسطينية في خضم هذا النضال، ولا يمكن إلا أن نعطي لها حقها الكامل المرئي واللامرئي، ولهذا لم أجد أحق من المرأة الفلسطينية الجدة والأم والأخت والابنة لأهديها هذا الكتاب. لقد أشرق تاريخ يوم الكرامة 21/3/1968م بنفس تاريخ يوم الأم، وهل هناك أعظم في دنيانا من الأم.. الروح.. والدم.. والشوق.. والدمعة.. والقلب. والصوت.. الأم. والحياة.. وكل الأيام بيوم الكرامة... وهي روح الكرامة. موجز الانطلاقة الأولى لحركة "فتح: 1/1/1968 توالت الاجتماعات لقيادة "حركة فتح" وتركزت على تاريخ الإعلان عن الانطلاقة العسكرية للخروج من حالة اللاسلم واللاحرب العربية، وتم دراسة كافة المواقع الحساسة التي يمكن استهدافها، وتم استنفار كافة المجموعات في دول الطوق الأولى باستثناء مصر وكانت اللحظة التي أرخت للانطلاقة المعاصرة للثورة الفلسطينية المسلحة فجر 1/1/1965م بعد عملية نسف أنبوب المياه القطري في بلدة عيلبون داخل فلسطين المحتلة عام (1948م)(2)، حيث قاد محمد شرف الدورية الفدائية الأولى لقوات العاصفة التي انطلقت من الأراضي السورية من الزاوية الجنوبية الغربية للجولان عند مثلث الحدود الفلسطينية السورية الأردنية، واستشهد من أعضاء المجموعة الثانية لدى محاولتها عبور نهر الأردن نحو فلسطين الشهيد المزارع أحمد إبراهيم موسى الدلكي(1) ولعل هذه العملية تشير الى بداية انطلاقة حركة فتح وجناحها العسكري الذي حمل اسم قوات العاصفة "عملية عيلبون". عملية عيلبون اختيار الهدف بعد قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية عام 15/5/1948م بدأت حكومة إسرائيل بالتخطيط لسرقة المياه العربية عبر عدة مشاريع كان أحدها مشروع تحويل مجرى نهر الأردن، ففي بداية أعوام الستينيات باشرت اسرائيل بجر مياه نهر الأردن نحو خزان مياه طبريا ولكي تصل المياه إلى أراضي صحراء النقب جنوبي بئر السبع عبر ما أسمته بمشروع المياه القطري، وأمام هذا الاعتداء على حقوق شعوب المنطقة العربية المحيطة لمنبع ومجرى نهر الأردن اكتفت الدول العربية آنذاك بالشجب والاستنكار الإعلامي فهذا المشروع والتنديد بأفكار التوسع الاستيطاني الصهيوني على حساب الأرض العربية. وقد أثار هذا الوضع الإخوة المناضلين حينما قرروا أن يكون عام 1965م بداية انطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ،وتم الاتفاق بين الاخوة قيادة الحركة، وكان على رأسهم الأخ المجاهد ياسر عرفات، أن تكون شرارة الانطلاقة متوهجة من لهيب عمل نضالي يضرب باكورة مشاريع الاستيطان الصهيوني ويصيب بالخسارة المادية اقتصاده ويبتعد عن أي إصابة للخسائر البشرية موضحاً أن تكون أولى رسائله الجهادية بداية طريق العمل النضالي لاستعادة فلسطين، فقد وقع الاختيار على مشروع تحويل مجرى نهر الأردن بضرب أحد فروعه الحيوية المقام على بحيرة طبريا والذي يبدأ بضخ المياه عبر قناة مائية مكشوفة من شمال غربي البحيرة وحتى قرية عيلبون وسط الجليل وتصب القناة في بحيرة صناعية تحت اسم الصلمون وعبر محطة الضخ الناتج عنها مشروع توليد كهرباء تتصل القناة بالأنابيب المدفونة تحت الأرض لجرها لمحطة التوزيع في العوجا اليركون. وأخذت القيادة بالحسبان أهمية الإعداد والتخطيط لتنفيذ هذه العملية التي تتطلب توفير الخبرات في التقنية الفنية العالية وتحتاج إلى مسح دقيق من الجانب الهندسي وكان هذا الرأي نابعاً من الخلفية العلمية للمجاهد ياسر عرفات بوصفه مهندساً مدنياً وقد اقنع هذا الرأي بقية الإخوة في القيادة العسكرية. فتم الإيعاز للخلايا السرية العاملة داخل الأرض المحتلة والقريبة من محيط منطقة الهدف بتأمين كافة المعلومات الجغرافية والطبيعية والعسكرية حول قرية عيلبون وما نوعية التكنولوجيا العالية التي تستخدمها إسرائيل في تشغيل محطة التوليد الكهربائي المستفادة من تدفق المياه عبر بحيرة الصلمون والتي تشغل توربينات المحطة وتدفع المياه باتجاه النفق. اختيار مجموعة التنفيذ بعدما وردت التقارير الاستطلاعية من الأرض المحتلة موضحا فيها بدقة كل تفاصيل المنطقة المحيطة بالهدف من بداية سير نفق المياه في الشمال الغربي لبحيرة طبريا مرورا بالقرب من مغارة الاميرة ثم ياقوق ويتعرج بالنزول حتى كلانيت ليصب في بحيرة الصلمون الصناعية وفي نهاية البحيرة العميقة يوجد سد مغلق يمر منه فتحات لتشغيل توربينات محطة توليد الكهرباء والتي بدورها تدير مضخات الدفع لتمرير المياه عبر الأقنية بعد قرية عيلبون من تحت سطح الأرض. وبيّنت الرسوم والكروكات المرفقة مع التقرير أماكن تواجد المعسكرات وبرنامج عمل دوريات الحراسة موضحة التوقيت والفترات الزمنية بحساب دقيق الذي يفصل بين كل دورية وخط سيرها. ومراعاة لكل هذه الظروف، دأب المجاهد ياسر عرفات على دراسة خطة محكمة بأسلوب هندسي يهتم بأدق التفاصيل ليحقق النجاح التام للعملية مع ضمانة وصول المجموعة وعودتها سالمة، واهتم،كذلك بأن يعطي الانطباع للعالم أجمع أن المقاومة الفلسطينية الوليدة بإمكانها أن توقع الخسائر المادية القائمة في كل منشأة وموقع تصل يد المقاومة له وحتى لا يتمكن العدو من تطوير مشاريعه الاستيطانية. قبل نهاية ايام عام 1964م كان قد تم اختيار أربعة مجاهدين أشداء من ذوي الاختصاص والتدريب الجيد للقيام بتنفيذ المهمة، و تم تأمين الدليل المتمكن من معرفته لطبيعة الأرض المحتلة في المنطقة ما بين طبريا ومدينة صفد حتى الحدود مع شمال الضفة الغربية. خطة سير العملية: أ‌- وصول مجموعة المجاهدين الأربعة إلى خربة ناصر الدين بالزي المدني وكان بانتظارهم العنصر الخامس وهو الدليل الذي كان متخفيا على شكل راعي مع بعض من أغنامه. ب‌- الوصول بالقرب من كفر حطين مكان وجود النقطة الميتة المدفون تحتها الألبسة الخاصة بالعملية وحقيبة المتفجرات والأسلحة وهي عبارة عن بندقيتين سينوبال ورشاشتين كارول وحقيبة قنابل يدوية ومجموعة مخازن ذخيرة. ت‌- الوصول إلى منطقة المجدال القريبة من شاطىء بحيرة طبريا وبعد التفتيش بين أشجار الشاطىء عن مكان مناسب للاستراحة والمبيت وبعد ترتيب الحراسة أمضى المجاهدون ساعات الليل الأولى على دراسة الخطة وتوزيع المهام ليعود الدليل مع اغنامه لمسح الآثار وتواعدو معه على أن يلتقي مع المجموعة وهم في طريق عودتهم عند قرية الشجرة. بداية تنفيذ العملية 1- تحركت المجموعة عبر الوادي المؤدي إلى عين رافيد، وتحت ثيابهم البدوية أخفوا الأسلحة والمتفجرات ومن بين شجيرات الوادي الكثيفة وصلوا إلى موقع العين ونصبوا كمينهم الأول تحضيراً للانتقال إلى الموقع. 2- وعند حلول الظلام تم توزيع المهام فيما بينهم وأرسلوا أحد العناصر للاستطلاع ومراقبة الحراسة القائمة على موقع الهدف، وباشروا بتحضير المتفجرات والتأكد من سلامتها ومراجعة خطة التنفيذ بانتظار انقضاء منتصف الليل لحين عودة الراصد الذي أكد لهم أن الخطة المرسومة تسير على ما يرام وحدد لهم مواقع الحراسة القابعة في أماكنها لأن الليل كان بارداً جداً وأصبح الهدوء يسود المنطقة بعد نهاية الاحتفالات بقدوم العام الجديد. 3- وصول عناصر التنفيذ إلى موقع الهدف، واتخاذ المجموعة كمينها، واستحكام كل مجاهد حسب موقعه في خطة الهجوم، وقبل آذان الفجر كان مهندس المجموعة قد أتم زرع المتفجرات عند جدار النفق وبين المضخات وتوربينات الطاقة الكهربائية وقد حدد توقيت التفجير لينطلق بعد 45 دقيقة لكي تتمكن المجموعة من الانسحاب إلى المرتفعات شمال منطقة الهدف لمراقبة نجاح التفجيرات. 4- وصول كامل عناصر المجموعة، وبعد 10 دقائق دوى صوت الانفجارات عالياً وشاهدوا أنوار النيران المشتعلة بالمحطة، ويبدو أن الحراس قد أصابهم الفزع لمدة 20 دقيقة حينما بدأ صوت منبهات الإنذار يعلو وكان هذا مبشراً على نجاح العملية، وتمكنت المجموعة من التسلل عبر الوديان وخلف المرتفات من شمال دير حنا وأتموا مسيرهم حتى وادي عربة ومن خلف جبل البطوف تفرقوا للوصول بأمان مستغلين قلة حركة السير على الطرقات باعتباره اليوم الأول من السنة الجديدة. 5- نقطة الوصول عند موقع قرية الشجرة ليجدوا الدليل بانتظارهم وكان قد استطلع ما حدث ليلة التفجيرات وأخبرهم أن دوريات الجيش الإسرائيلي قد انطلقت من معسكر زيتيم باتجاه عيلبون، وبأن المروحيات العسكرية حلقت من معسكر يفائيل، فقررت المجموعة أن تتحرك بسرعة للوصول إلى قرية زبوبا شمال مدينة جنين وعند حلول الظلام وعند أول الشريط الفاصل بين الضفة وحدود الـ48 غادرهم الدليل لإخفاء الثياب والأسلحة وتفرقت المجموعة للعودة إلى قواعدها بشكل فردي، حيث أنهم لاحظوا أن الدوريات الأردنية شمال جنين قد ازدادت حركتها وتمكن ثلاثة مجاهدين من الوصول إلى قواعدهم سالمين باستثناء المجاهد أحمد الدلكي الذي علم لاحقاً بأنه استشهد. خسائر العدو حسب ما جاء على صفحات الجرائد العبرية بعد يوم من وقوع العملية في عيلبون ذكر الناطق الرسمي بوزارة الدفاع الاسرائيلية أن الانفجار قد عطل المحطة ودمر مجموعة الطاقة الكهربائية وأحدث التفجير فتحة كبيرة في جدار سد بحيرة الصلمون، وقد تبين بعد مدة أن تصليح الأضرار بالمحطة استغرق ثلاثة شهور. وكان رد فعل رئاسة الأركان الإسرائيلية كما ورد على لسان اللجنة العسكرية المكلفة بالتحقيق في عملية عيلبون أن رجال فتح قد نفذوا العملية بتقنية عالية وخبرة لا يُستهان بها وعليهم أن يأخذوا العبرة من تقدم أسلوب عمل رجال المقاومة وقد انتهت العملية صباح يوم كانون ثاني 1965. وفيما يلي أسماء الذين اشتركوا في عملية نفق عملية عيلبون مع الشهيد أحمد موسى: 1- محمد عبد الله إبراهيم الدلكي (أبو يحيى) 2- حسن حميدي حسين السهو 3- الشهيد حسين نمور. 4- وحش إبراهيم الحمد خارطة (عملية عيلبون ) انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وفي حينها وقبل أيام قليلة من انطلاقة العمل العسكري لقوات العاصفة أشرف المجاهد ياسر عرفات على توزيع المجموعات الفدائية على دول الطوق (سوريا ــ لبنان – الأردن) تطبيقاً لمقولة "ينبغي ألا نضع البيض كله في سلة واحدة"، وترأس الشهيد محمد يوسف النجار القيادة العامة لقوات العاصفة لفترة مؤقتة ليقيم في لبنان قبل أن يتسلمها المجاهد ياسر عرفات(1). وفي هذه الأثناء تلا صدور البيان العسكري الأول لقوات العاصفة، صدور البيان السياسي الأول لحركة فتح في 28/1/1965م، وقبل ذلك كانت حركة "فتح" تعلن عن نفسها عبر المذكرات التي كات ترفعها للملوك والرؤساء العرب في مؤتمرات القمة. وفي هذا السياق، وأمام تسارع الخطى في نمو وتطور ظاهرة العمل الفلسطيني المستقل، وتعاظم خيارات العمل المسلح لم يعد ممكناً أمام التجمعات والكتل الحزبية الفلسطينية المنضوية في إطار الأحزاب القومية العربية أو المستقلة نسبياً عنها، سوى أن تبادر نحو تبني خيارات العمل الفلسطيني المقاوم الذي شقت دروبه حركة "فتح" وجناحها العسكري"قوات العاصفة"(1). من جانب آخر وبحكم التداخل الكبير والمساحة المشتركة الواسعة التي تتحكم بالعلاقات والمصير المشترك، وبحكم موقع سوريا "الجغرافي والسياسي " من القضية الفلسطينية، وفي سياق صراع الكتل العربية وحالة التنافس الحاد (البعثي ــ الناصري) آنذاك، فقد لعبت الساحة السورية دوراً رئيساً في تهيئة ميدان العمل لانطلاقة الرصاصات الأولى لقوات العاصفة، حيث زار دمشق أول وفد رسمي من حركة فتح في 7/5/1963م الذي ضم سبعة أعضاء، حيث استقبلهم وزير الدفاع السوري في ذلك الوقت اللواء حمد عبيد، وأعطى في حينه توجيهاته بالموافقة على استخدام الأراضي السورية في الإعداد العسكري للعمل الفدائي الفلسطيني المسلح. وشهدت الفترة ذاتها تعاونا بين القيادة السورية وحركة فتح توصل اليه كل من اللواء احمد سويداني رئيس هيئة اركان الجيش العربي السوري و المجاهد ياسر عرفات، وبموجبه تم رفد حركة فتح بالكفاءات العسكرية ممثلة بمجموعة من الكادر العسكري على رأسهم قائد الحرس القومي والقائد للجيش الشعبي في سوريا اللواء محمد إبراهيم العلي (أبو ندى) وبالكفاءات العسكرية الفلسطينية المنضوية في إطار الكتيبة الخاصة التي حملت اسم الكتيبة 68 في الجيش العربي السوري التي التحق منها 30 كادراً في قوات العاصفة قبل وفور صدور بيانها الأول وفق الباحث يزيد صايغ، ومن الفلسطينيين المنضويين في إطار الكتيبة (20 حرس وطني) التي رابطت بعناصر على امتداد خط الجبهة بين سوريا ودولة الاحتلال من عرب الهيب والتلاوية وغيرهم، خصوصاً في المناطق المطلة على بحيرة طبريا من الجانب السوري كمناطق البطيحة والنقب وكفر حارب والتوافيق(1). جرى اعتقال المجاهد ياسر عرفات وخليل الوزير وآخرون في سوريا في إبريل 1966م على أثر مقتل يوسف عرابي ومحمد ابو حشيمة، إثر محاولة نسف خط نفط التابلاين المار في أراضي هضبة الجولان السورية، وأودع سجن المزه العسكري، كما اعتقل في صيف عام 1966م في لبنان على رأس مجموعة فدائية من قوات العاصفة بعد عودتها من عملية عسكرية شمال فلسطين وذلك بعد دخولها الأراضي اللبنانية من قبل جهاز الأمن العام عند بلدة كفر كلا اللبنانية المجاورة للحدود الفلسطينية، حيث دام الاعتقال 45 يوما، بعد أن احيلت المجموعة الفدائية إلى مخابرات المكتب الثاني اللبناني ووضع قيد التحقيق من قبل الملازم أول "فريد أبو مرعي"، ليطلق سراح المجاهد ياسر عرفات والمجموعة الفدائية نتيجة تدخلات كبيرة جرت من قبل العديد من البلدان العربية.(1) وتلى إطلاق سراح المجموعة، اعتقال عضوين من مجموعتين من قوات العاصفة لدى عودتهما إلى جنوب لبنان، من عمليتين فدائيتين شمال فلسطين المحتلة في منطقة الجليل، فخضع كل من الشهيد جلال كعوش من مخيم المية مية لعملية تعذيب قاسية، استشهد جراءها داخل أقبية مخابرات المكتب الثاني اللبناني في منطقة الليرزة، حيث مقر وزارة الدفاع اللبنانية(2) فكان شهيد فلسطين وقوات العاصفة الأول فوق الأرض اللبنانية بتاريخ 9/1/1966م، واستشهد بنفس الطريقة رفيقه عطا أحمد الدحابره من مخيم عين الحلوه بتاريخ 14/5/1967م، وأحمد الأطرش استشهد في الهامي بانفجار بتاريخ 28-2-1967م مع الشهيد منهل وجرح ابو علي اياد (3)، وبعد فترة قصيرة اغتيل في السياق ذاته الشهيد ابو علي المدني (أبو علي) أحد الكوادر البارزة في قوات العاصفة داخل منزل ذويه في مخيم اليرموك(1). 


التحضير للانطلاقة الثانية لحركة فتح 28/8 – 31/12/1967م: عقد اجتماع لحركة فتح في دمشق في 12و13/6/1967م ضم العديد من قادتها، للبحث في جدوى استئناف الكفاح المسلح (2)، واتفق المجتمعون على وضع خطة عمل للمرحلة القادمة، تضمنت الآتي: 1 ـ الانتقال إلى المرحلة الثانية من العمل متمثلة بحرب التحرير الشعبية، واتخاذ الإجراءات المناسبة فكرياً وإعلامياً وعسكرياً لتحقيق هذا الأمر. 2 ـ توطيد الحركة على مستوى الشعب الفلسطيني. 3 ـ تحقيق البعد العربي القومي للشعب الفلسطيني وقضيته من خلال إيجاد جبهات دعم لحرب التحرير الشعبية، وحماية الحركة من أعدائها، والاتصال بالحركات والقوى الشعبية العربية، وإيجاد كوادر الأنصار، والعناية بالاتحادات والنقابات العربية، لمناصرة أهداف الحركة. 4 ـ إقناع الحكومات العربية بحياد "فتح"، والاتصال معها للحصول على الدعم المعنوي والمادي غير المشروط، والسعي لإنشاء معسكرات تدريب سرية فيها. 5 ـ الاتصال بالحكومات الصديقة والحركات المناهضة للاستعمار في العالم لضمان دعمها والاستفادة من تجاربها. 6 ـ الاتصال بالأفراد والتجمعات العالمية المناهضة للصهيونية لكسب تأييدها، وطلب العون المادي والمعنوي من الحكومات والشعوب الإسلامية، والعمل على كسب الصحفيين والمفكرين فيها. 7 ـ الاتصال بعناصر من جيش التحرير الفلسطيني ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لإيجاد تعاون وثيق ضمن أفكار الحركة، والتنسيق مع المنظمات الفلسطينية المستقلة الإرادة وعدم استعداء المنظمات الأخرى. 8 ـ تهيئة الأرض المحتلة للعمل العسكري من خلال: تخزين الأسلحة، رصد تحركات العدو، الاتصال بالوطنيين وتوجيههم، تهديد المتعاونين مع العدو، التعرف على آراء الجماهير الفلسطينية في مسألة استئناف المقاومة المسلحة للاحتلال، استطلاع مواقف العراق وسوريا ومصر والجزائر ومدى الدعم الذي سيقدمونه من (مال، سلاح، تدريب، وسائل اتصال لاسلكي، إعلام)، إقناع الذين تركوا الضفة الغربية بالعودة إليها، وتهيئة أماكن للاختباء بعيدة عن السكان. وعلى ضوء ذلك كله، يحدد موعد مباشرة المقاومة المسلحة داخل الأرض المحتلة مع الأخذ بعين الاعتبار استمرار المقاومة من خلال السعي لـتأمين متطلباتها المالية والمادية. 9 ــ إمكانية تأمين إذاعة باسم الحركة لإثارة روح المقاومة في الأرض المحتلة ولتوجيه عناصر العمل العسكري فيها(1). وقد شرعت الحركة في اتخاذ عدة إجراءات عملية منها: ــ تفرغ محمد النجار وعبد الفتاح حمود وصلاح خلف للعمل الحركي. ــ البدء في جمع السلاح من مخلفات الجيوش العربية في سيناء والضفة الغربية والجولان. القيام بحملة جمع تبرعات من فلسطيني الشتات والبلدان النفطية، وكلف بذلك محمد النجار وكمال عدوان ومحمود عباس وخالد الحسن وسعيد المسحال. توجه المجاهد ياسر عرفات على رأس مجموعة من الكوادر إلى الأرض المحتلة لدراسة الوضع عن كثب واستطلاع آراء كوادر الحركة هناك بشأن استئناف العمل المسلح، وتأسيس خلايا سياسية وعسكرية، وإنشاء مخابئ للأسلحة وقواعد ارتكازية. ــ إقامة عدد من القواعد الفدائية على طول نهر الأردن وجنوب لبنان(1). اتصلت الحركة بمصر فأيدت ذلك بدون تحفظ كما اتصلت بليبيا وتمكنت من جمع تبرعات بلغت 30 ألف دينار ليبي، واتصلت بالسعودية وأبدى الملك فيصل تأييده، واتصلت بالرئيس نور الدين الأتاسي لكنه حذرهم من مغبة هذه الأعمال وطلب منهم مهلة لالتقاط الأنفاس(2). أما الموقف الأردني، فقد طالب كافة الدول العربية أن تتحمل المسؤولية إلى جانبه، وأن لا تقع التبعات التي تنجم عن العمل الفدائي على الأردن وحده، لأن قوته محدودة جداً بعد خروجه من حرب عام 1967م. وفي أوائل تموز 1967م احتشد 35 شخصاً من فتح في منزل خليل الوزير بدمشق لمناقشة ما توصل إليه المجاهد ياسر عرفات وبعض زملائه الذين عادوا من الضفة الغربية وقدموا تقاريرهم، ومرة أخرى عارضت أقلية بدء العمليات العسكرية خوفاً من انتقام إسرائيل من السكان، بينما اعتبرت الأغلبية أن تلك العمليات سترفع معنويات السكان وتشجعهم على الصمود(1) وفي خطوة استباقية من المجاهد ياسر عرفات، أعلنت العاصفة أنها نقلت مقرها إلى الأراضي المحتلة في 3/7/1967(2) . وقد خشيت فتح أن تنسحب إسرائيل من الأراضي المحتلة حديثاً ضمن تسوية مع الدول العربية لا تكون فتح شريكاً فيها ويستثنى منها الفلسطينيون كطرف مستقل. وتم التمسك بخطى الإعداد لانطلاقة حرب التحرير الشعبية في الأراضي المحتلة(3). موعد الانطلاقة الثانية: اسهمت عدة عوامل بتعجيل اتخاذ قرار الانطلاقة الثانية ومنها: 1 ـ تصاعد المقاومة المدنية ضد الاحتلال في الأراضي المحتلة والاعتصامات والعرائض. 2 ــ تدفق أعضاء جدد على الحركة مما جعلها تستنتج أنها أكبر منظمة فدائية فلسطينية(4) وكانت الحركة قد أعلنت عن حاجتها إلى متطوعين فتقدم بذلك (18) ألفاً من القاهرة ومثلهم من العراق وبلدان أخرى، لكن قيود الأنظمة العربية منعت هذه الآلاف من التطوع سوى المتطوعين من لبنان الذين اشتركوا فعلياً في العمل المسلح(5). كما لم تكن الحركة قادرة على استيعاب هذه الآلاف. 3 ــ كانت الحركة قد أرسلت مئات من أعضائها للتدريب في الجزائر ومصر وسوريا والصين الشعبية أثناء حرب حزيران 1967م، وبدأت هذه المجموعات بالعودة منذ شهر تموز 1967م وقامت (فتح) بدفعها إلى الضفة الغربية لتشكيل خلايا مسلحة محلية بما أسمته "فتح" (التعشيش) وبتوفر هذه الإمكانات البشرية، استعجلت "فتح" الانطلاقة المسلحة واتفاقها مع حركة القوميين العرب على تأجيل القتال حتى نهاية عام 1967م.(1) 4 ــ لا يمكن تجميد المنظمات والمقاتلين عن العمل بعد الدرجة التي وصلتها من التدريب والتنظيم وحشد السلاح لأن ذلك سيعرضها لمخاطر أكبر. لا سيما وأن العدو بدأ يشعر بوجود بعض القواعد السرية لفتح في الداخل(2). 5 ــ كان أعضاء فتح في الداخل قد طالبوا أن تبدأ المقاومة في 20/8/1967م ولكن قيادة فتح في الخارج كانت ترى التأجيل ــ (ربما بسبب مفاوضاتها مع حركة القوميين العرب ومراعاة لمطلب سوريا بالتأجيل ولاستكمال الاستعدادات ) ــ وهو ما يفسر قيام أعضاء فتح في قطاع غزة بالمقاومة المسلحة قبل اتخاذ قرار بالانطلاقة بأكثر من عشرة أيام(3)، الذين نفذوا عمليتين قبل الانطلاقة الثانية، الأولى في 15/6/1967م،والثانية في15/7/1967(1). وقد طالبت الحركة أعضاءها بالانتظار لحين اتخاذ القرار، فاجتمعت القيادة في دمشق في20/8/1967م واستعرضت تقارير المجاهد ياسر عرفات وآخرين من الأراضي المحتلة، وحددت موعد الانطلاقة ليتزامن مع انعقاد مؤتمر القمة العربي في الخرطوم(2) في 29/8/1967م، فكانت الانطلاقة في 28/7/1967(3). كل هذه الأسباب جعلت فتح تستعجل الانطلاقة، والواقع أن الحركة أدركت الأثر الذي يفعله العمل العسكري من رفع المعنويات ولذلك سارعت الحركة لكسب الجماهير المؤيدة للعمل العسكري، وفضّلت أن تعلن عن انطلاقة ثانية، في إجراء إعلامي دعائي. التنفيذ: دخل المجاهد ياسر عرفات الضفة الغربية في بداية تموز ــ يوليو 1967م خفية، ومعه بعض القادة العسكريين القدماء بأسماء سرية، وأقام في حي القصبة بنابلس، وكان يتنقل بين القرى بدراجة نارية ويشرف بنفسه على العمليات وعلى التدريب، وفي 1/9/1967م، وزعت القيادة العامة لقوات العاصفة منشوراً طالبت فيه السكان بتشكيل الخلايا ومقاومة الاحتلال، ودعتهم فيه إلى صنع قنابل المولوتوف ووضع الحواجز في الطرقات. ولتعويض النقص في عدد عناصر فتح شرعت في تدريب عشرات الشباب في سوريا وغيرها(3). المجاهد ياسر عرفات في إحدى قواعد الكرامة ولتسهيل عملية الاتصال بين القيادات المحلية في الضفة الغربية وبين الدوريات المطاردة التي كانت تتكون من 10 ــ 15 مقاتلاً استخدمت مناصرين من السكان، وكثير منهم من النساء أمثال سهام محمد زكارنة(1). وبواسطة هؤلاء المناصرين تم توفير المؤن من طعام ودواء ومأوى مؤقت، بالإضافة لاتصال الدوريات المطاردة بالقرى العربية في بعض الأحيان وبخاصة أن الدورية ضمت عناصر ذات قرابة وثيقة، واتخذت قواعد لها قرب القرى أو المدن التي ينتمي إليها بعض أفراد الدورية المطاردة كي تضمن الحصول على مؤن وعلى اتصالات موثقة(2). وقد استطاعت فتح من إقامة قواعد الارتكاز داخل فلسطين وخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي فلسطين المحتلة عام 1948م، وكانت هناك مجموعة قواعد: 1 بيت فوريك 7 الخليل 13 بني نعيم 19 العوجا 2 طوباس 8 طولكرم 14 بيت أمر 20 وادي القلط 3 التياسير 9 جنين 15 التعامرة 21 وفي قطاع غزة: غزة 4 أريحا 10 قلقيلية 16 الرشادية 22 خان يونس 5 نابلس 11 العروب 17 الدهيشة 23 رفح 6 القدس 12 بيت فجار 18 بيت لحم 24 المخيمات الشمالية والوسطى والجنوبية وأقيمت الخلايا السرية في مناطق عام 1948 في الجليل والمثلث والنقب وحيفا وعكا، والذي أشِرف على قواعد الارتكاز داخل الأرض المحتلة وخارجها المجاهد ياسر عرفات (أبو عمار) وكان على رأس هذه المجموعات كوادر من القادة الأوائل. وقد تمكن العدو من معرفة بعض من يقدمون المساعدات من الأهالي لهذه الدوريات المطاردة وذلك عن طريق عملاء العدو، وبسبب تهور مقاتلي "فتح" بالعمل العلني أحياناً، ولسد الثغرة فقد أنشأت فتح دائرة لمكافحة التجسس. ومما ساعد فتح على القيام بحرب العصابات في الأراضي المحتلة عدة عوامل، منها: 1 – عدم كفاية الترتيبات الأمنية التي اتخذها العدو في البداية وعجزه عن ضبط المناطق المحتلة الواسعة والحدود العربية ــ الإسرائيلية. 2 – اتساع قاعدة الثورة من خلال اشتراك أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة في مساعدة الفدائيين. 3 – نجاح الحركة في جمع كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة المتخلفة وراء الجيوش في حرب 1967(1). 4 – توزع سكان الضفة الغربية على أربعة مدن كبيرة ومئات القرى مما سهل حركة الفدائيين(1). 5 – توزع الجيش الإسرائيلي على مناطق واسعة، احتلها حديثاً بالإضافة للأراضي المحتلة منذ عام 1948م، الأمر الذي سهل على الفدائيين ضربه، وإرهاقه. ــ ومهما يكن من أمر فقد فشلت فتح في إشعال الثورة المسلحة في الأراضي المحتلة ضد العدو الصهيوني ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها: 1 ــ الإجراءات الإسرائيلية المشددة في ملاحقة كل من يتعاون مع الفدائيين واعتقاله ونسف منازل ذويه(2) مما يعني فقدان "فتح" لمساعدة الأهالي تدريجياً. 2 ــ كانت القيادات المحلية في الضفة الغربية المرتبطة بالأردن تتوقع تسوية سياسية بين الأردن وإسرائيل لإنهاء الاحتلال لصالح الأولى، كما حدث في غزة سنة 1956، لذلك لم يكن هؤلاء يرغبون في عمل من شأنه أن يبدد احتمالات التسوية المرجوة، بل على العكس، فقد تعاون بعضهم مع الإسرائيليين لاقتلاع الفدائيين(3)، ونشأت فئات ذات مصلحة في استتباب الاستقرار ولو تحت ظل الاحتلال الإسرائيلي، مثل بعض الزعامات التقليدية، وزعماء القرى كالمخاتير وفئة من تجار المدن الذين أرادوا الانتفاع بالانفتاح على الاقتصاد الإسرائيلي(4). 3 ــ عدم اتخاذ فتح الاستعدادات اللازمة لهذه المهمة قبل البدء بها بمدة كافية، أو تأخير الانطلاقة الثانية مدة كافية، فهي لم تنجح في إقامة شبكات فدائية تنظيمية في الضفة الغربية وغزة قبل احتلال 1967م. 4 ــ الترهل وضعف التنظيم الذي عانته الخلايا الجديدة بسبب السرعة في إعدادها وعدم الدقة في اختيار عناصرها، مما أدى إلى انفلاتها وعدم التزامها بأوامر القيادة في بعض الأحيان(1). ويعود هذا الترهل وضعف التنظيم إلى عدة أسباب أهمها: 1 ــ عدم اتخاذ احتياطات كافية عند اختيار الأعضاء الجدد، مع التقصير في التوعية الأمنية، مما جعل بعضهم يتفاخر بعمله عند عودته إلى قريته، مع عدم توعيتهم بأساليب الصمود في التحقيق في حال الاعتقال. 2 ـ احتواء المجموعات العاملة على عدد من المناضلين غير المدربين جيداً سوى أسبوع أو أسبوعين مع الإهمال في النواحي الأمنية، كمعرفة كوادر المجموعات العاملة بأسماء جميع أعضاء الشبكات التابعة لهم، أو عدم التكتم على هوية المتطوع أمام زملائه في المجموعة(2). 3 ــ عدم التطبيق الجيد لدروس فتح التي أعدتها في مجال بناء الخلايا واختيار أعضائها. حيث أعدت الـحركة كراساً تحت عنوان (الخطوات الأساسية لتصعيد الثورة المسلحة في الأراضي المحتلة ). تحدثت فيه عن دور التوعية والتوجيه المعنوي الذي يجب أن يقوم به عضو الحركة عند التقصي عن أعضاء جدد، وأدوات هذه التوعية. وتحدثت عن التنظيم وكيف يتصرف العضو المكلف بتكوين خلية في الأرض المحتلة، وكيفية تكوين الخلايا هناك. ثم تحدثت عن التدريب على مهمات الاستطلاع وكيفية دراسة واقع الشعب في الداخل ومهمات النسف والتخريب، ومهمات القتال والنضال(3). بسبب هذه المعوقات لم تتمكن فتح من إشعال حرب التحرير الشعبية في الأراضي المحتلة، كما كانت تريد، رغم أنها حققت بعض الإنجازات المهمة، وأهمها رفع معنويات المتأثرين بهزيمة حزيران 1967م من العرب وال
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 5072 مشاهدة
نشرت فى 20 مارس 2012 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

357,152