اذا اردتم اقناع المستمع بأن ما تقولونه صحيح فلا يكفي ان تقولوا" ان هذا هو هكذا وهكذا" ولا يمكن ان ننتظر من الاخرين ان يصدقوا ما تقوله فقط لاننا نقوله . ربما سيصدقونكم اذا كنتم متخصصين معروفين في الموضوع الذي تتحدثون عنه. اما اذا لم تكونوا كذلك، او كنتم  مختصين  ولكنكم تتحدثون عن موضوع لا يتعلق باختصاصكم، فانكم لن تمنعوا المستمع من ان يشك بصحة ما تقولونه . واذا اردتم اقناع المستمعين فيجب الادلاء بالاثباتات اللازمة .

        احد الاثباتات هو " الاشارة الى المصدر" ان الجزء الاكبر من معلوماتنا لم نحصل عليها من طريقة التجربة الشخصية او المشاهدة وانما من طريق اخر . وفي هذه الحالة فان هذه المعلومات  قد سبقنا اليها ارخون هم المختصون في المجالات المتنوعة .

        اذا أردنا اثبات قضية ما، لا يعرفها جميع المستمعين، فيجب ذكر مصدر معلوماتنا في هذا المجال  . اذا اردنا ان يكون اثباتنا مقنعا، فان المصدر الذي نشير اليه يجب ان يذكر بالاسم ولا يكفي ان تقول:  كثير من المشاهير يوافقون على ذلك أن  ....." أو" مصادر محترمة في هذا المجال تؤكد على أن....." ان الشخص الذي نشير  اليه يجب ان يكون خبيرا في مجال القضية التي نتحدث عنها، فلا يجب الاشارة الى حامل جائزة نوبل في الفيزياء، في مواضيع تتعلق بالدخل  القومي . واذا تحدث مثل هذا الشخص عن رأيه في مثل هذه المسائل ، فانه لا يمكن الحكم بانه كفؤ  فيها ما دام يعتبر خبيرا في الفيزياء .

        شكل اخر من اشكال الاثباتات هو البرهان المعتمد على العلاقة بين السبب والنتيجة . مثل : من المعروف انه عندما ترتفع الاسعار، وترتفع الرواتب، فانه سيحدث تخفيض للعملة .ان المواطن  سيشتري  حاجات اقل بنفس  المقدار من النقود .واذا علمنا انه في احدى  الدول تزداد الرواتب بشكل اسرع من ازدياد الانتاج، وفي نفس الوقت تبدأ  الاسعار بالحركة، فاننا نستطيع وبحق ان نؤكد على ان هذه الدولة سيحدث فيها تضخم مالي  .

        وعلى العكس من ذلك الحجة الزائفة المعتمدة ظاهريا على العلاقة بين السبب والنتيجة، مثل :" اليوم صادفتني قطة سوداء، ومن المؤكد انه سيحدث لي حادث سيء، من الممكن ان ظاهرة  مثل المرور بقطة سوداء قد سبقت ظاهرة اخرى مثل " حدث شيء" وفي وقت سابق، من هذا التتابع الحاصل بالصدفة لا يمكن ان نحكم بأنه دائما عندما نرى قطة سوداء  سيحدث لنا حادث سيء .

        وشكل اخر  من اشكال  الاثبات هو الحجة المعتمدة على القياس      .  اذا تشابه شيئان بنواحي معنية فانه يمكن التوقع بان يتشابهان بنواح اخرى . مثال: عند نقل الاسمنت  نستعمل  الطريقة المساة ب" النفخ" يوجد في قاع  الصهريج مادة مسامية، وعندما يراد تفريغ الصهريج ، يتم تسليط الهواء على  قاع الصهريج . ويحرك الهواء الطبقة السفلى من الاسمنت بحيث يبدأ بالنزول  وكأنه سائل ، واثناء النقاش من الممكن ان يؤكد احدهم على ان " نظام النفخ" هذا يمكن ان يستخدم عند التعامل مع مواد دقيقة اخرى مثل الطحين -الدقيق . ان هذا التأكيد يعتمد على  القياس التماثلي بين الطحين والاسمنت، في دقة الجزئيات لكل منهما . ومع هذا فانه من الممكن الاعتراض على ان جزيئات الطحين وجزيئات الاسمنت لها صفات مختلفة ( الوزن المختلف مثلا) . وان هذا شيء مهم بالنسبة لطريقة النفخ، وبهذه الطريقة يتم رد هذه الحجة بنقض القياس      .

        ان المناقش  يمكنه اثبات  صحة كلامه باستخدام " الاستدلال او " الاستقراء" ففي المناقشات المبنية على الاستقراء نستطيع التوصل الى قانون عام بالاعتماد على ملاحظة امثلة منفردة . مثلا تجربة وخبرة الاجيال البشرية الذين عاشوا على هذه الارض تدل على ان الناس يموتون، ولا احد يعيش  الى الابد، ولم يلاحظ ايه استثناء، وبالاستدلال نضع القانون العام"كل الناس يموتون لا محاله " وبطريقة عكسية يتم استخدام الاستقراء، ومن القانون العام  نحكم على سريان مفعوله  على الحالات المنفصلة لقد اعلن الكونت" كاليوسترو" وهو ايطالي مغامر عاش في القرن الثامن عشر بانه لن يموت، وبالاستقراء من ان كل شخص ميت لا محالة نعرف ان كلام الكونت عبارة عن حماقة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 193 مشاهدة
نشرت فى 25 يناير 2012 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

364,071