رجل الدين الذي نريد .


درجت العادة في بلادنا الإسلامية والعربية ، أن يبجل الحاكم ، مايسمى الفقيه و العالم الحاكم . 

حتى تخال الحاكم نبياً طالما حكم ، ثم شيطاناً رديماً عندما يترك الحكم . 

هناك من يسمون شيوخ أو علماء إسلاميين ، يحاولون خداع الناس الذين لا يستخدمون عقولهم ولا يفكرون بل يمتثلون لما يسمعون أو هم عبارة عن متلقين . 

هؤلاء لا يخشون شبهة نفاق ولا هم بشجاعة تلك المرأة التي تصدت لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب . فقال عنا أصابت . 

أمثال هؤلاء هم الشيطان بعينه لا يخشون يغمضون عن حقوق الناس استجرباً لتقريظ مآرب في أنفسهم . 

أعتقد أن العالم والفقيه الإسلامي الحق والأمين هو من يصيبه الذعر من نفسه على نفسه فيتسائل والرعب ينفضه كالجبال في ليل حالك ، عندما تخدعه نفسه فيقف في مصاف الظلم ويأبى القول في الحق كلمة خشية سلطان أجوف مفتري . 

يرجع الكثيرين أسباب تدهور العالم الإسلامي إلى معاوية بن سفيان الذي ثلم الإسلام بجرحين لم يرتقا بعده : ألا وهما شرعية الحكم ووظيفة المال في الأمة ، حتى لقد أوقن أن كل حاكم بعده ليس سوى غاصب ، وكل مال ليس إلا مغصوباً ، وإن الإسلام المطروح منذاك ليس هو الإسلام الذي أنزل على محمد ( صلعم ) بل هو بالضبط ليس إلا انقلاب عليه ما زال يكرينا بناره . 


فمن أنكص أمام الآمة الإسلامية عن كلمة حق من علمائنا وشيوخنا ( لا يوجد شيخ في الإسلام ) في ادانت معاوية ومن أصبح من بعده يعيشون ملوكاً يقتلون العلماء الأجلاء وخير كلماهم ، يا ولد أعطه ألف دينار .


فلا خير بعالم شيخ أو فقيه يمجد الحاكم ولا يتصدى له حين يتطلب الأمر ذلك . ولا خير فيهم إن لم يقولون إلا الخير بإسم الإسلام . 

فالسمات الموجودة في حكامنا الأن والذين يسبق أسمائهم ، جلالة أو فخامة أو معالي أو سمو وكل من نودي " يامولاي " هم جيل سوف يأفل وهم أصحاب السقوط والنكسات والهزائم لهذه الآمة . 

فلا شرعية ولا إحترام ولا إعتراف بجيل الشيوخ العلماء الفقهاء الذين يصمتون عن عهر الكلمات التمجيدية والتأليهية أصحاب الزنا بالمحارم تحت عباءة الشرعية وإنعدام التطرف والتشدد . 


جيل من العلماء والشيوخ وأصحاب الفتاوي التي حللت لقوات الإحتلال أياً كان إقامته وقتله وسطوته على الأوطان .


جيل رآهم بأم عينه كل غيور وحر وملتزم دينياً أو وطنيا ، يغيرون وضع اللافتات فيضعون على الجنون لفتة قد كتبوا عليها العقل ، وعلى الخيانة أمانة ، وعلى التزوير نزاهة ، وعلى العمالة تحضراً ، وعلى الكفر ، وضعوا لا فتة تحمل كلمة الإيمان . 


ولو ارتجعنا للتاريخ لوجدنا معاوية ويزيد والسفاح . ووجدنا أن الحكام الجدد في عصرنا تفوقوا على أقرانهم ولا فوارق بينهم . 


لكن الآمل معقود على من يزالون يحملون عبء الإلتزام والوقوف مع الحقيقة وإن بإستحياء . 

فما الفرق بين المهرج وصاحب الفتاوى التي تخدم السلطان بغير حق ؟ وبين الشيخ الذي يغوص في تأييد أهل الحكم مبجلاً مصفقاً وبين البهلوان ، بين الحكومة والعصابة ، ومجلس العلماء الذي يلتصق بسياسة الحكومة مطيعاً معززاً لما يقولوه ومؤيداً لكل خطواتهم . 

ما الفرق بين عدو الله وعدو الشيطان ، بين رجال الدين الذين يعبدون الله والأخر الذي يعبد المولى والحاكم من دون الله . 


وأقول للحاكم او المسؤول أو صاحب القرار ، ماذا تريد ، يمكن أن يستخرج لك فتاوى ، وتجرى الإستفتاءات وتغطى بالفلسفة ، وتؤلف الكتب فيك ويشيد بك وبحكمتك كل مستفيد أنتهازي منافق . 


كل هؤلاء المستفتين وذات الفلسفة والكتاب ، من قوم ذلك الشاعر الذي قال قال يوماً .: 

ماشئت لا ما شاءت الأقدار ... فأحكم فأنت الواحد القهار . 

ولكن لن نفقد الثقة برجال الدين ، فهم ليسوا سواسية ، فمنهم من يدافع بشراسة مهدرين أرواحهم من أجل كلمة حق تقال .



http://www.menalmuheetlelkaleej.com/showthread.php?t=46332

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 147 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2011 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

383,541